أكد مشاركون بمناسبة أسبوع التنوع البيولوجي بالحظيرة الوطنية القالة في الطارف، المنعقد بنزل الطاحونة، أمس، ضرورة تكاثف الجهود للحفاظ وحماية التنوع البيئي والإيكولوجي الذي تزخر به ولاية الطارف من كل أشكال التلوث والأخطار التي تحدق به، مشيرين إلى أن تفعيل آليات الحماية والتابعة والدراسات، بات ضروريا، للحفاظ على الموروث الطبيعي المحيطات والمكونات الطبيعية المحلية النادرة والمحمية عالميا.
وأضاف المتدخلون في فعاليات المناسبة التي جرت بحضور إطارات المديرية العامة للغابات وممثلين عن الصندوق العالمي للطبيعة بشمال إفريقيا، إلى جانب نخبة من الأساتذة والباحثين من مختلف جامعات الوطن وممثلي المجتمع المدني والطلبة الجامعيين ومختلف الفاعلين، أن ما تتمتع به الولاية من زخم وتنوع بيئي وإيكولوجي، يتطلب إعداد بنك معلومات لحصر مختلف المكونات والمصادر التي تتهددها، مع وضع تصورات علمية وعملية تسهم في تثمين هذه الثروة، ما يجعلها أداة في التنمية المستدامة.
وشكلت المناسبة فرصة لتنظيم سلسلة من الورشات العلمية المتميزة، التي تناولت بإسهاب في جلساتها الأولى، التعريف بالإطار العام لإدارة المناطق المحمية في الجزائر والتحديات المرتبطة بحماية النظم البيئية الحساسة، خاصة في المناطق الساحلية والبحرية.
كما كانت الفرصة للمشاركين، للتعرّف على أحدث تقنيات رسم خرائط عشبة البوسيدونيا البحرية، لما لها من أهمية بالغة في الحفاظ على توازن المنظومة البيئية الساحلية، إضافة إلى سبل متابعة التنوع البيولوجي البحري، مع التركيز على الثدييات البحرية مثل فقمة الراهب ودراسة مراحل تعشيش السلاحف البحرية باستخدام التطبيقات الرقمية الحديثة لمتابعتها بشكل أكثر فعالية بالتنسيق بين الخبراء والجمعيات البيئية في الجزائر وشبكة السلاحف البحرية بشمال إفريقيا.
كما تم التطرّق كذلك لمراقبة الطيور البحرية باعتبارها مؤشرات بيولوجية رئيسية لسلامة النظم البيئية، من خلال استعراض طرق المراقبة العلمية الميدانية، خاصة وأن مركب المناطق الرطبة للحظيرة الوطنية للقالة، يبقى محطة وقبلة لآلاف أصناف الطيور المهاجرة من أوروبا لقضاء فترة التعشيش الشتوي أو التوقف قبل مواصلة رحلتها نحو دول القرن الإفريقي.
من جهة أخرى، تم خلال اللقاء، تخصيص جلسات لمواضيع محورية شملت التوعية البيئية وأهميتها في تغيير السلوكيات والسياحة المستدامة كرافعة للتنمية، إلى جانب إبراز العلاقة الوثيقة بين الاقتصادين الأزرق والأخضر وجهود حفظ التنوع البيولوجي.
وحسب محافظ الغابات لولاية الطارف، بلاحجي عبد العزيز، فقد شكل هذا اليوم العلمي الأول، ترسّيخ قاعدة معرفية صلبة للمشاركين ومهّد الطريق نحو انخراط أعمق وأكثر وعياً في الأنشطة الميدانية المرتقبة، مشيرا إلى برمجة عدة نشاطات ومحاور هادفة طيلة أسبوع التنوع البيولوجي، الذي يعد بمثابة رحلة علمية وبيئية من شأنها التأسيس لقواعد ومناهج متينة تسهم في الحفاظ على مستقبل هذا الموروث الطبيعي للأجيال القادمة وجعل هذا الميدان أداة فعالة في تنشيط السياحة العلمية والبيئية والاستكشافية والأيكولوجية، لما تزخر به الحظيرة الوطنية للقالة من ثروات حيوانية ونباتية ومائية وطيور مهاجرة نادرة على المستوى الإقليمي والدولي والتي من شأنها أن تجعل منها مقصدا للباحثين والسياح الأجانب.
نوري.ح
