شرع مستشفى الاستعجالات الطبية والجراحية بالبوني، في إجراء العمليات الجراحية، بداية في اختصاص القلب والشرايين، حيث قام الفريق الطبي تحت إشراف الدكتور، بوقربوعة، بالقيام بزرع شرائح البطاريات القلبية، للمرضى الذين يعانون من ضعف وظائف القلب بعد تحويلهم بشكل استعجالي إلى المستشفى.
وحسب مصادرنا بمستشفى الاستعجالات الجراحية والطبية، فقد بدأت تتحول المصالح الجراحية وكذا التشخيص للعمل الفعلي، مع تزويدها بالكوادر الطبية التي تساعد في التكفل بإجراء العمليات الجراحية وكذا التشخيص عن طريق أجهزة السكانير وإيارام وغيرها من التحاليل، كون المستشفى يمتلك وسائل وتجهيزات طبية عالية التقنية، بقيت غير مستغلة بشكل كامل نظرا لمعوقات التوظيف وانتداب الكوادر وبعد نحو عامين من وضعه حيز الخدمة، يجري تفعيل أنشطته الجراحية خاصة في مجال طب القلب والشرايين، بهدف تخفيف الضغط على المصلحة الرئيسية بمستشفى ابن سينا والتي تستقبل المرضى من مختلف الولايات الشرقية، لإجراء عمليات القسطرة القلبية وزرع شرائح البطاريات وكذا تقنيات جديدة في جراحة القلب.
وفي ذات السياق، قامت مصلحة جراحة القلب والشرايين بمستشفى ابن سينا بعنابة، مؤخرا، بثلاث عمليات لزرع الصمام الأورطي عن طريق الجلد وإزالة انسداد شرايين القلب بتقنية «طا في»، استفاد منها 3 مرضى من ولايات مختلفة، لتكون مصلحة القلب بالمستشفى الجامعي، ثالث مصلحة على المستوى الوطني تعمل بهذه التقنية الجديدة والمكلفة، بعد مستشفى مصطفى باشا بالعاصمة وكذا مصحة خاصة.
وأجريت العمليات، حسب المصدر وفق دراسة طبية شاملة ودقيقة للمرضى، من طرف الفريق الطبي، مع توفر كل الإمكانيات المادية والبشرية المهمة لإجرائها.
كما استفاد الممارسون الأخصائيون بمصلحة أمراض القلب، من تكوين وتأطير على يد طبيب سويسري، حضر إلى عنابة قبل أشهر وأشرف على عمليات تطبيقية في كيفية الاعتناء بالمرضى قبل وبعد إجراء زرع الصمام الأورطي عن طريق الجلد، كما يندرج تطوير نشاط جراحة القلب، في إطار التطبيق الصارم لتعليمات وزارة الصحة، المتعلقة بخطة نشاط التكفل بالمريض وتعميم تقنية «طا في» المُكلفة في القطاع الخاص، حيث تصل إلى 500 مليون سنتيم ويعد إجراؤها على مستوى المستشفى العمومي، مكسبا للمريض.
فيما تسعى مصالح مديرية الصحة، لإعطاء مصلحة طب القلب والشرايين بمستشفى البوني، نفس دور مصلحة مستشفى ابن سينا، للقيام بجميع المهام الطبية، مع توفر الوسائل والمعدات، منها المتعلقة بإجراء عملية القسطرة وإزالة انسداد القلب والشرايين وهذا يتوقف على دعم الطاقم الطبي والجراحي.
ويؤطر مستشفى الاستعجالات بالبوني، حاليا، أطباء من المستشفى الجامعي بشكل مؤقت، تمت الاستعانة بهم من مؤسسات استشفائية أخرى، في حين يتطلب تسيير هذا المستشفى نحو 300 كادر طبي على الأقل، لضمان المناوبة 24 ساعة، حيث يجري العمل على تحقيق الاستقلالية به من جانب التسيير، مع الاعتماد على جلب كوادر ذات كفاءة من المستشفى الجامعي.
كما يجري العمل على رفع نسبة فاعلية مستشفى الاستعجالات للتخفيف من الضغط الموجود على المستشفيات الجامعية، خاصة وأن مستشفى الاستعجالات يتوفر على 165 سريرا، خصص الطابق الأول للاستعجالات الطبية للكشف عن حالات المرضى، مع توفر جميع أجهزة الكشف بالأشعة وإجراء التحاليل، منها جهازا « إيارام» و «سكانير»، بالإضافة إلى جهاز لإجراء عملية القسطرة القلبية وإزالة انسداد الشرايين وقسم مختص في أمراض السكري وكذا استعجالات طب الأسنان، كما يحتوي الطابق الثاني على 4 قاعات عمليات للجراحة، مجهزة بآخر التكنولوجيات الحديثة، بالإضافة إلى أقسام للإنعاش والاستشفاء بعد إجراء العمليات الجراحية.
وتحولت عنابة في السنوات الأخيرة، إلى قطب صحي جهوي يستقبل حالات معقدة من عدة ولايات شرقية ولمواجهة هذا الضغط، استفادت الولاية من مشروع لإنجاز المستشفى الجامعي الجديد، بالقطب الصحي البوني بعد رفع التجميد عنه من قبل رئيس الجمهورية، حيث يستوعب 500 سرير للاستشفاء ويتوسط عدة مشاريع صحية بقطب البوني على مساحة 30 هكتارا.
وبحسب الدراسة التقنية المنجزة، فسيتم تجميع كل المصالح الاستشفائية في برج واحد، لتفادي نقل المريض من مكان لآخر وبحسب مديرية الصحة، فإن المشروع في مرحلة إجراء المناقصة والإعلان المؤسسة الفائزة بالصفقة.
من جهة أخرى، أمر مدير الصحة والسكان لولاية عنابة، الدكتور، دعماش محمد الناصر، أمس، خلال زيارته التفقدية للعيادة متعددة الخدمات «لوصافنا»، للوقوف على المعاينة الطبية لأمراض القلب المتواجدة في الطابق الثاني، بتحويل قاعة المعاينة إلى الطابق الأرضي، لتخفيف الإرهاق على المرضى.
حسين دريدح