أطلقت سلطات ولاية قالمة، عملية هامة لتنظيف مجرى وادي السخون وإزالة أكوام النفايات الصلبة والمنزلية، التي أغرقت بوابة القناة بالضاحية الغربية للمدينة، تحسبا لفيضانات الخريف التي أصبحت تجتاح وادي السخون وتلحق الأضرار بالطرقات والسكنات والقطب التجاري شارع التطوع.
وقد وقفت السلطات الولائية يوم السبت، على الوضع البيئي المتردي لمجرى وادي السخون العابر للمدينة، حيث اكتسحته النفايات القادمة من الأحياء السكنية المجاورة، و تكاد تغرق بوابة القناة الرئيسية، التي تستقبل مياه الفيضانات القادمة من مرتفعات ماونة و بن جراح، وتنقلها عبر قناة تحت الأرض، إلى غاية مجرى وادي سيبوس، مخترقة الضواحي السكنية و المجمعات التجارية، و مرافق الخدمات.
وقد أصبحت النفايات والحشائش البرية الكثيفة التي تنمو عند مدخل القناة، بمثابة خطر حقيقي يهدد بإغلاق البوابة الغربية، عندما تحدث العواصف الخريفية القوية، التي تفوق قدرة القناة على الاستيعاب بسبب النفايات و الشوائب القادمة من المرتفعات الجبلية.
و قامت والية قالمة حورية عقون، بتفقد المجرى المكشوف و بوابة القناة، قرب حي الحاج أمبارك، لمعاينة الأشغال الجارية على مستوى وادي سخون، وذلك بهدف الوقوف على عملية الجهر والتنقية، وإزالة التراكمات المختلفة، من نفايات منزلية وأعشاب كانت تشكل عائقا أمام انسيابية المياه، وتهدد بتحول المكان إلى بؤرة محتملة للفيضانات، أو انتشار الحشرات و الأوبئة، حسب ما ورد في البيان الذي أعقب الزيارة.
ومن أجل ضمان فعالية العملية، تم تسخير كافة الإمكانيات البشرية و اللوجيستية، حيث يشارك ما لا يقل عن ثلاثين عاملا في أشغال التنظيف و الجهر، مدعومين بنحو 13 آلية متنوعة بينها جرافات، شاحنات، و وسائل رفع و نقل النفايات.
و تأتي هذه العملية الهامة تنفيذا لتعليمات السلطات الولائية، الرامية إلى رفع جاهزية الولاية لموسم الأمطار، من خلال القضاء على النقاط السوداء، التي قد تعيق تصريف مياه الأمطار وتؤدي إلى تجمعها. كما تهدف العملية أيضا إلى تحسين الإطار البيئي و ضمان نظافة المحيط.
وبنيت قناة وادي السخون منتصف الثمانينات، على طول يقارب 3 كلم تحت الأرض، في إطار مشروع ضخم لتطوير مدينة قالمة، و أقيمت على سطح القناة الطرقات، و على جانبيها البنايات السكنية، و المجمعات التجارية و مرافق عمومية للخدمات.
و بعد مرور نحو 40 عاما، بدأت القناة تتعرض لإجهادات متعددة، بينها زحف النفايات و العمران عند بوابة القناة، و على طول المجرى المفتوح، و تشكل الفيضانات الجارفة على السطح، نظرا لانعدام أنظمة فعالة لتجميع المياه، و صبها في مجرى القناة، الذي يخضع لرقابة مستمرة، بعد تسجيل تصدعات و هبوط، قرب سوق شارع التطوع في السنوات الأخيرة.
فريد.غ
