يتجه مجمع ليون الماليزي، لتجسيد مشروع استثماري صناعي هام بولاية عنابة، وصل إلى مرحلة التنفيذ الفعلي، بعد سنة من المفاوضات والمشاورات مع السلطات الجزائرية واطلاعهم على البنية والمناخ الاستثماري المحفز في البلاد، حيث وقع الاختيار على عنابة لتوفرها على الوعاء العقاري الصناعي المُهيأ الذي يتوفر على جميع المقومات والمناسب للخطة الاستثمارية لمجمع ليون.
وقد استقبل والي عنابة، عبد القادر جلاوي، أمس، الرئيس المدير العام لمجمع «ليون» الماليزي، بحضور سفير دولة ماليزيا وهي المرة الثالثة في ظرف 14 شهرا، حيث تم عرض البرنامج الزمني للبدء في انطلاق أشغال مجموعة من العروض الاستثمارية التي سيتم تنفيذها بالولاية في المجال الصناعي، في إطار سعي الجزائر، حسب مصالح ولاية عنابة، لتعزيز شراكاتها الاقتصادية وتنويع مصادر الاستثمار الصناعي وتفعيلا لبنود الاتفافية المبرمة مع مجمع «ليون» الماليزي، التي تركز بالأساس على الصناعات التحويلية وقطاع الحديد والصلب، فضلاً عن مشاريع إنتاجية أخرى ذات القيمة العالية، تسعى لتلبية احتياجات السوقين المحلي والدولي والمساهمة في تعزيز البنية الصناعية الوطنية.
كما تهدف الدولة لتجسيد رؤية جديدة لاستقطاب شركاء دوليين ذوي خبرة وكفاءة وتعزيز قاعدة الإنتاج الوطني، بما يخدم أهداف التنمية المستدامة ودفع عجلة النمو الاقتصادي نحو آفاق أكثر تنوعا واستقرارا وفقا للمصدر.
وحسب مصالح ولاية عنابة، ناقش الوفد الماليزي مع والي الولاية، عبد القادر جلاوي، تفاصيل تجسيد مشروع صناعي بالوعاء العقاري الذي يتربع على مساحة 209 هكتارات، تم استرجاعها من الاحتياطات العقارية التابعة لمركب سيدار الحجار، يتوفر على جميع الشبكات مُهيأ ومُسيج ويحتوي على مستودعات، ناهيك عن شبكة السكة الحديدية لنقل المواد المنجمية والمصنعة، يقع جزء كبير من الأرضية والعقار بالمنطقة الصناعية مبعوجة.
وحسب مصادرنا، فقد فضلت مصالح ولاية عنابة بالتنسيق مع السلطات المركزية ومنها الوكالة الوطنية لدعم وترقية الاستثمار «أوندي»، وضع العقار المسترجع من مركب الحجار والذي يتمتع بمواصفات متتالية للاستثمار، تحت تصرف المستثمرين الوطنيين والأجانب القادرين على انجاز استثمارات مُهيكلة، تحقق مداخيل هام وكذا توفير مناصب شغل، إلى جانب تطوير النسيج الصناعي والاقتصادي بالولاية.
وفي السياق، أبدى المدير التنفيذي للمجمع الماليزي «ليون» «ويليام شانغ» منذ قدومه إلى الجزائر سنة 2024 والاستقبال الذي خصه به رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، إعجابه بمناخ الاستثمار في الجزائر، بعد الإصلاحات التي شهدتها على ضوء صدور قانون الاستثمار الجديد ووضع شباك وحيد لمعالجة الملفات وتوفير منصة الكترونية، تسمح بوضع جميع العقارات الجاهزة تحت تصرف المستثمرين مباشرة دون أي تعقيدات إدارية وتسهيل إجراءات الحصول على العقار عبر الوكالة الوطنية للاستثمار، بأساليب مستحدثة ونجاعة، بحيث يمكن لكل مستثمر أجنبي الاطلاع عبر المنصة على العقارات الموجودة والمتاحة لتنفيذ المشاريع وفقا للاحتياجات.
كما سمحت زيارات الوفد الماليزي، بالاطلاع عن قرب على القدرات المتوفرة في مجال الحديد والصلب والمناجم بعنابة، حيث يملك مركب الحجار قاعدة صناعية ضخمة، كما يستحوذ على عدة أنشطة مرتبطة بصناعة الحديد والصيانة وتحويل خام الحديد إلى مواد نصف مصنعة، اعتمادا على منجمي الونزة وبوخضرة في ولاية تبسة ويتزامن ذلك مع تواصل انجاز ازدواجية خطة السكة الحديدية بين عنابة وتبسة وكذا توسعة ميناء عنابة، ضمن المشروع الضخم لاستغلال الفوسفاط، ما يوفر طاقة أكبر للشحن والنقل والتفريغ عبر الأرصفة المنجمية بميناء عنابة، ما يسهل عملية التصدير واستقبال المواد الأولية من الخارج وهي مقومات اقتصادية اعتبرها المجمع الصناعي، البيئة المناسبة لإطلاق استثماراته في مجال الحديد والصلب، حيث يعد مجمع «ليون» من بين أهم الشركات العالمية في صناعة الحديد والصلب، يمتد نشاطه إلى عدد من الدول الآسيوية، على غرار الصين، سنغافورة، هونغ كونغ، كمبوديا، ولاو. تجدر الإشارة، إلى توقيع مجمع ليون الماليزي، اتفاقيات شراكة مع مجمعي «سوناريم» و «ايمتال» الناشطين في قطاعي المناجم وصناعة الحديد والصلب والتعدين. حسين دريدح
