نجحت تجربة زراعة دوار الشمس بمنطقة « الحقف» في بلدية بئر العاتر بولاية تبسة، خاضها الفلاح، عبد الواحد ناصري، وبدأت تعطي ثمارها رغم قصر المدة، حيث حقق مردودا يتراوح بين 30 و35 قنطارا في الهكتار، على أمل توسيع المساحة المزروعة لزيادة كمية الإنتاج وحققت هذه التجربة نجاحا من خلال بداية إزهار هذه النباتات وتأقلمها مع مناخ المنطقة، رغم ارتفاع درجات الحرارة ونقص المياه، في انتظار انخراط أكبر عدد من الفلاحين في هذه الشعبة الإستراتيجية.
وتنقلت «النصر» إلى منطقة الحقف الفلاحية، أين التقت بالفلاح، عبد الواحد، الذي تحدث عن تجربته الأولى مع زراعة عباد الشمس، فكانت الانطلاقة خلال الموسم الفلاحي الماضي، باعتبارها زراعة إستراتيجية موجّهة لاستخلاص مادة الزيت، مشيرا إلى أن تجربة زراعة عباد الشمس، سخّرت لها جميع الإمكانات، بعد استفادتها من برنامج رئيس الجمهورية المتعلق بغراسة دوار الشمس، فانطلق في مشروعه كتجربة أولى على مساحة هكتارين، مع استعداده لاستغلال 100 هكتار في زراعة وإنتاج السلجم الزيتي، لزيادة الكمية والمساهمة في زيادة الإنتاج الوطني من هذه المادة وشرع في تهيئة الأرض وتدعيمها بالأسمدة ومبيدات الأعشاب الضارة، بمساعدة من طرف مديرية المصالح الفلاحية بالولاية، في إطار اتفاقية مبرمة بينه وبين أحد مصانع الزيوت. وأوضح المتحدث، أنه يعتمد في هذه التجربة التي وصفها بالناجحة، على إمكاناته الخاصة، بسقي الحصول الذي يحتاج إلى كميات كبيرة من مياه السقي، في انتظار مساعدته ودعمه من طرف السلطات العمومية بحفر بئر ثانية، بحكم أن البئر الحالية لا تفي بالغرض، فضلا عن المعدات الفلاحية، لتوسيع المشروع والتي وعد بها في بداية الأمر، سيما وأن المنطقة تتميز بخصوبة التربة وتوفر المياه الجوفية بكميات كبيرة، غير أن الإشكال يكمن، حسب قوله، في عدم توفر الكهرباء الفلاحية، حيث ينتظر فلاحو منطقتي الحقف والرملية تزويدهم بهذه الطاقة منذ سنة 2021، بعد تزويد مديرية الفلاحة بقائمة تضم عددا من الفلاحين. وخلال حديثنا مع الفلاح ناصري، لمسنا لديه طموحات كبيرة، فهو منتج للحبوب والأعلاف ومربّ للمواشي بمختلف الأصناف، باعتبار أن المنطقة تشتهر بأجود أنواع اللحوم المعروفة وطنيا، داعيا الفلاحين للانخراط في زراعة المحاصيل الإستراتيجية التي ثبت نجاحها، سيما وأن هناك جهودا وتحفيزات تقدمها الدولة للراغبين في الاستثمار في هذا النوع من الزراعات، من خلال ضمان التأطير والمرافقة التقنية وتسخير جميع الإمكانات والظروف، من خلال مرافقتها للفلاحين في كل صغيرة وكبيرة وتذليل جميع العراقيل أمامه.
وفي هذا السياق، أكد إطار بمديرية المصالح الفلاحية بالولاية، للنصر، أن هناك مساع حثيثة لرفع مساحات هذا النوع من الزراعات الصناعية عبر بلديات الولاية والتي عرفت إقبالا كبيرا من طرف الفلاحين الذين يراهنون على تحقيق نتائج مشجعة لهذه الزراعة التي تعرفها الولاية لأول مرة، حيث خصصت في مرحلة أولى مساحة 800 هكتار لزراعة السلجم الزيتي، على أن تتم زيادة المساحة المخصصة لزراعة هذا المنتوج وتعرف مجريات عملية الحراثة متابعة دائمة، مع تقديم نصائح وتوجيهات للمنخرطين من أجل موسم ناجح.
وانطلق مشروع زراعة السلجم الزيتي «الكولزا»، حسب المديرية، وفق خارطة طريق وضعتها السلطات المعنية وتستهدف من خلالها زراعة مئات الهكتارات، حيث تراهن مديرية الفلاحة على بعث زراعة السلجم الزيتي ضمن الزراعات الزيتية، بهدف توفير الزيوت النباتية والأعلاف، كما هو الشأن للذرة العلفية الصفراء التي عرفت نجاحا كبيرا. في حين ذكر مدير الغرفة الفلاحية بدوره، للنصر، أن تطوير هذه الزراعات التحويلية يمكن من استخراج الزيوت النباتية وتحويل الباقي إلى أعلاف للحيوانات، مبرزا أن الغرفة المحلية للفلاحة، سطرت بالتنسيق مع مديرية المصالح الفلاحية، برنامجا إرشاديا وتكوينيا لفائدة الفلاحين.
وعلى الرغم من عدم تحكم الفلاحين في تقنيات هذه الزراعة التي تعتبر جديدة بالنسبة لهم، إلا أن الإنتاج المتوقع جنيه، يشي بمستقبل واعد للشعبة، حسب ذات المسؤول، الذي أضاف أن القائمين على مديرية المصالح الفلاحية يعتزمون خلال الموسم الفلاحي المقبل، توسيع الرقعة المخصصة لهذه الزراعة، مشيرا إلى أن الناشطين في هذه الشعبة استفادوا من مرافقة تقنية بدءا من عملية البذر إلى غاية عملية الجني.
كما أكد مدير المجمّع الجهوي لبنك الفلاحة والتنمية الريفية بتبسة، أنه متواجد على مستوى الشبّاك الموحد بالتنسيق مع تعاونية الحبوب والبقول الجافة ومديرية المصالح الفلاحية، لتقديم كل التسهيلات للفلاحين، حيث تدرس الملفات في أجل لا يتجاوز 48 ساعة وتقدم الموافقة للفلاح للانطلاق في تجسيد مشروعه، مطمئنا الفلاحين في ما يخص تسويق المحصول أو منتوجهم الزراعي، بعد إبرام اتفاقية مع الديوان الوطني لتغذية الأنعام، لضمان عملية التسويق بأسعار مقبولة.
عبد العزيز نصيب