رصدت فرقة مختصة من محافظة الغابات بقالمة، و مركز الصيد البري بزرالدة، عدة رؤوس من حيوان الأيل البربري، بالمحمية الطبيعية بني صالح، الواقعة على الحدود مع ولايتي الطارف و سوق أهراس.
و قد تمت عملية الرصد عن طريق تقنية سماع النزيب، و هو الصوت الذي يصدره الأيل البربري، و هذه طريقة متطورة تسمح بالتمييز بين الأصوات، و بالتالي معرفة تعداد أفراد القطيع، من خلال البصمة الصوتية.
و تشارك جمعية الصيادين و هيئات أخرى، في العملية التي دامت يومي 23 و 24 سبتمبر الجاري، حسب ما أعلنت عنه المحافظة يوم الخميس.
و سمحت أجهزة التصوير الليلي من التقاط صور نادرة و واضحة لعدة رؤوس و هي تتنقل داخل المحمية، بعد أن تم تحديد موقعها عن طريق سماع النزيب، و هي تقنية تعرف بصدى أبرامز، في مشهد تعقب ليلي مليء بالمغامرة و الإثارة و جدية البحث العلمي.
و قد تم تسخير كل الإمكانات لإنجاح عملية التعداد، و تقييم الوضع الميداني الذي سيتم على ضوئه اتخاذ المزيد من الإجراءات لحماية هذا الحيوان النادر و زيادة أعداده لتعويض النقص الكبير الذي عرفه الأيل البربري في السنوات الأخيرة، بسبب الحرائق و المطاردة المستمرة و هي عوامل أدت إلى هجرة ما تبقى من القطعان.
و تستعمل فرق التعداد خرائط دقيقة لتحديد مصدر الأصوات المختلفة التي يطلقها أفراد الأيل البربري في ساعات المساء و الليل، و من ثم القيام بإحصاء الرؤوس التي تعيش في المحمية المتربعة على مساحة تتجاوز 12 ألف هكتار من الغابات الكثيفة التي تعد رئة الشرق الجزائري.
و ظلت الحرائق التي تتعرض لها المحمية كل صيف، من أكبر المخاطر المهددة لبيئة الأيل البربري، أجمل حيوان بشمال إفريقيا، إلى جانب التغيرات المناخية و اعتداءات الإنسان العدو الأول للطبيعة.
و تعمل محافظة الغابات على المزيد من البرامج لتنمية قطعان الأيل البربري، و ذلك من خلال فرض الرقابة المشددة على المحمية و التصدي لكل محاولات الصيد، و شق الخنادق المضادة للحرائق، و فتح المزيد من المسالك الغابية، و توفير المياه و تشكيل البيئة الملائمة لهذا الحيوان الذي يمثل عصب التنوع البيولوجي، و التوازن الإيكولوجي بمحمية بني صالح، حاضنة القاعدة الشرقية التاريخية خلال حرب التحرير المقدسة.
و كانت فرق بحث من عدة جامعات بشرق البلاد، قد شاركت في عمليات إحصاء سابقة لقطعان الأيل البربري بمحمية بني صالح بقالمة، تفعيلا لاتفاقيات الإطار المبرمة بين الجامعات و محافظة الغابات، لدعم البحث العلمي و تنمية الثـروة الحيوانية، و تقويم الموائل البيئية الناجمة عن الحرائق و التغيرات المناخية، التي تعرفها جبال بني صالح ذات الامتداد الواسع حتى الحدود التونسية.
فريد.غ