دعت الأسرة الثورية بولاية تبسة، أمس، المجاهد «فرحاني علي بن لخضر»، عن عمر ناهز 97 سنة، تاركا خلفه سيرة وطنية حافلة بالعطاء، تمتد من ريف الجزائر المكافح إلى معاقل الثورة، ثم إلى صفوف المدافعين عن الوطن في أصعب مراحل تاريخه المعاصر. وُلد الفقيد سنة 1928 ببلدية المزرعة ونشأ في بادية فم السد بثليجان، القريبة من جبال الجرف، آرڤو، تازربونت والجرار وهي معاقل جيش التحرير الوطني وقلاع الثورة والمجاهدين وهناك ترعرع في بيئة ريفية.
مع اندلاع ثورة التحرير المباركة، لم يتأخر “علي بن لخضر” في الانخراط في صفوفها، فكان سندا للمجاهدين وعضدًا للثوار، مقدّما ما وسعته اليد من خدمات ودعم لجيش التحرير الوطني، إيمانا منه بأن الحرية تستحق كل تضحية وبعد الاستقلال ونيل الجزائر حريتها، عاد الرجل إلى حياته البسيطة متفرغا لشؤونه الخاصة، غير أنّ نداء الوطن سيطرق بابه مرة أخرى خلال العشرية السوداء، حينما تعرّضت البلاد لأخطر التحديات الأمنية والسياسية، فاستجاب مثلما فعل في ثورة نوفمبر وانخرط في صفوف مجموعات الوطنيين، جنبا إلى جنب مع الحرس البلدي والجيش الوطني الشعبي، مدافعا عن وحدة البلاد وحياة المواطنين، في مواجهة الإرهاب الأعمى .
وبرحيله، تفقد الجزائر واحدا من رجالها المخلصين، الذين جمعوا بين تجربة الثورة وجهاد الدفاع عن الاستقلال، فقد عاش “علي بن لخضر” قرنا إلا بضع سنوات، بين محطات تاريخية صنعت هوية الجزائر الحرة وتمثّل سيرته نموذجا للجزائري البسيط الذي حمل السلاح وقت الحاجة وحمل المعول وقت البناء وظلّ وفيا للأرض والوطن حتى آخر لحظة من حياته.
ع.نصيب