الجمعة 2 ماي 2025 الموافق لـ 4 ذو القعدة 1446
Accueil Top Pub

تحصيص بن عبد المالك : منطقة ظل منسية بأقصى جنوب مدينة قسنطينة


يعد حي الشهيد بن عبد المالك الواقع بأقصى الجنوب الشرقي لمدينة قسنطينة على الحدود مع بلدية الخروب، نقطة سوداء بعاصمة الشرق الجزائري، فالتحصيص الذي أنجز في بدايات التسعينيات ما يزال يفتقر حتى اليوم إلى الطرقات والأرصفة وأبسط المرافق وأدنى الخدمات، ما جعل منه منطقة ظل منسية، رغم وقوعه بين أكبر بلديتين.
ويقع التحصيص بمحاذاة حي الجذور في الطريق إلى بلدية الخروب إذ لا تفصله سوى أمتار قليلة عنها، كما أنه يقع على مرمى حجر من مدخل الطريق  السيار شرق غرب  وكذا حي سيساوي، حين وصولنا إلى مدخل الحي، لم نجد ما يدلنا عليه سوى لافتة صغيرة كتب عليها تحصيص بن عبد المالك، إذ وضعها السكان بأنفسهم حتى يتمكن زوار المكان من الوصول إليه.
وأول ما تقع عين الزائر على المكان، هو مكب النفايات والذي هو عبارة عن فضاء يحيط به حائط إسمنتي يلقي فيه السكان نفايتهم بشكل عشوائي، وحين تتكدس النفايات يتم حرقها ما قدم صورة بائسة جدا عن المكان، حيث يقول أعضاء جمعية الحي إن هذا المكان الذي يقع أسفل التحصيص، يعد الوحيد المخصص للرمي فهم يقطنون مسافات طويلة من أجل رمي كيس نفايات، فشاحنات الجمع لا يمكنها الصعود لصعوبة المسلك، كما أنهم طالبوا مصالح البلدية، أن تخصص لهم حاويات حديدية للنفايات لكن دون جدوى.
دخلنا الحي، الذي أنجزت البنايات الأولى فيه قبل 3 عقود، فوجدنا أن كل ممراته عبارة عن طرقات ترابية لم تمسسها أي عملية تهيئة أو تعبيد، رغم مرور ما يزيد عن 30 عاما على شراء السكان لقطع أرضية موثقة ومشهرة في المحافظة العقارية، حيث تجد المركبات صعوبة كبيرة في السير في المسارات المهترئة، وكثيرا ما تسببت في عطبها بسبب عدم صلاحيتها حتى لسير الجرارات وآليات الأشغال العمومية.
ويؤكد أعضاء جمعية الحي أن الوضع يزداد سوءا كلما تساقطت قطرات من المطر، إذ يتحول المكان إلى كتل ضخمة من الأوحال، حيث أن الخروج بالمركبة من أعلى الحي للوصول إلى الطريق الرئيسة، يتطلب ربع ساعة من الوقت لوعورة المسلك، أما الأطفال والتلاميذ فيعانون معاناة شديدة  للوصول إلى المدرسة الوحيدة بالحي، الذي يتكون من أزيد من 700 قطعة أرضية ويقطنه ما يزيد عن 4 آلاف ساكن.
مراسلات لم تتوقف وفيلات يهجرها سكانها
ويؤكد مرافقونا بأن المراسلات والزيارات إلى مختلف المسؤولين، لم تتوقف منذ سنوات لكن دون جدوى، لكن الوالي السابق زار التحصيص سنة 2020  ووجه تعليمات لرئيس البلدية السابق،  بضرورة تسجيل عملية للتهيئة ضمن برامج التنمية المحلية، لكن الأمر لم يتم اليوم فالطرقات مازالت مهترئة على حالها الأول.
ومنع انعدام التهيئة الكثير من أصحاب القطع الأرضية، من الالتحاق بالحي واستكمال عمليات البناء التي شرعوا فيها، في حين تم إنجاز العشرات من الفيلات والمباني لكن دون أن يسكنها أصحابها ومنهم من سكنها ثم غادرها وتركها مهجورة، رغم إنفاق أموال طائلة في بنائها فقد كان الكثيرون يظنون أن التحسين الحضري سيمس هذا التحصيص النظامي لكن انتظارهم طال كثيرا وأصبح العيش بالمكان لا يطاق.
ويعد تزويد السكان بالمياه الصالحة للشرب مشكلة أخرى بالنسبة للسكان، حيث أكد أعضاء الجمعية، أنهم لا يدرون متى تزور المياه الحنفيات، وكم تمكث من الوقت فهي تأتي فجأة ولا تلبث طويلا وأحيانا فإنها تزورهم لمرة واحدة في الأسبوع ناهيك عن ضعف تدفقها، كما اشتكوا من ضعف الإنارة الخارجية وانعدامها بالجهة العليا للتحصيص.وقد لاحظنا في تجولنا في أعالي التحصيص، وجود عمود كهربائي ضخم من التوتر العالي، حيث استغرب السكان إنجازه وسط تجمع عمراني، لما يشكله من خطر على الأشخاص وحتى الممتلكات، حيث قالوا إنهم أبلغوا رئيس البلدية السابق والمنتخبين الحاليين، بهذا الوضع واطلع عليه دون أن يتم اتخاذ قرار بشأنه.
اكتظاظ كبير بالمدرسة الوحيدة
ويفتقر الحي إلى أي مرفق عمومي ، إذ يتوفر سوى على ابتدائية واحدة اكتظت أقسامها مثلما قال السكان بالتلاميذ، وأصبحت لا تستوعب عددهم الكبير، كما تحدثوا عن انعدام  الحراسة والنظافة ، بسبب عدم توفر أعوان مهنيين، مشيرين إلى أنهم رفعوا الانشغال إلى الوالي السابق ومنتخبي المجلس البلدي الحالي في انتظار التكفل بالمؤسسة، التي يجب، مثلما أكدوا، أن تتدعم بأقسام إضافية.
ويتنقل تلاميذ الطورين المتوسط والثانوي بإمكانيتهم الخاصة إلى مؤسساتهم بمنطقة بونفة، حيث تم حرمانهم من النقل المدرسي فتراهم في الطريق الرئيسي، بحسب وصف، أعضاء جمعية الحي يلوحون بأيديهم علهم يستعطفون سائقي المركبات المارين عبر الحي الذي نادرا ما تمر بمحاذاته سيارة أجرة أو حافلة  نقل عمومي.ويرى أعضاء جمعية الحي، أن مطالب السكان بدائية جدا، فهم لا يتمنون سوى طريق تسهل وصولهم إلى منازلهم أو شبكة صرف صحي تستوعب التوسع العمراني للحي، مؤكدين أن أحياء مجاورة لهم تم ربطها حتى بشبكة الأنترنيت، في حين ظل مطلبهم قائما على مسلك معبد، مناشدين الوالي ومختلف السلطات بضرورة التدخل العاجل وتسجيل عملية تهيئة شاملة حتى يصبح هذا التحصيص صالحا للعيش الكريم. وأوضح رئيس بلدية قسنطينة بالنيابة نبيل بوصبع، أن الحي استفاد في السابق من عمليات للربط بشبكة المياه والصرف الصحي، في حين تم إعداد بطاقة تقنية لتعبيد الطرقات، إذ من المنتظر أن تسجل عملية لتعبيدها ضمن الميزانية المقبلة، كما أكد المتحدث أن المجلس سيسعى إلى التكفل بمطالب السكان في حدود الإمكانيات المتاحة.
لقمان/ق

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com