انطلقت أمس بقسنطينة، الطبعة الثامنة من الصالون الدولي للسكن والبناء والأشغال العمومية للشرق الجزائري، حيث يسجل مشاركة 157 عارضا، من بينهم ممثلو شركات أجنبية من 7 دول، فيما استعرضت في أجنحة المعرض منتجات جديدة في مجال البناء وعتاد الأشغال العمومية والتمويل، كما تتوقع محافظة المعرض الوصول إلى إبرام حوالي 60 اتفاقية في مجال الاستثمار.
وعرف الصالون الدولي للسكن والبناء والأشغال العمومية للشرق الجزائري حضور سفير جمهورية زيمبابوي لدى الجزائر، السيد فوسوموزي نطونغا، حيث أكد في تصريح للنصر وجود اهتمام كبير بالتعاون مع الجزائر في قطاع البناء، كما أوضح أن العديد من الشركات المشاركة في المعرض تتوفر على إمكانيات التعاون مع زيمبابوي، مؤكدا معاينته لشركات تصدر الإسمنت والكلينكر، فضلا عن شركات مصنعة للزجاج والسيراميك وغيرها. ولفت السفير إلى تطلعه لعقد لقاءات بين المتعاملين الاقتصاديين الجزائريين ونظرائهم الزيمبابويين من أجل النظر في آفاق تطوير التعاون بين البلدين، في حين نبه إلى أنه عاين الشركات النشطة في مجال الطاقة أيضا، وأشار إلى وجود مذكرة تفاهم في مجال الطاقة ومذكرة تفاهم شركة «نفطال»، مؤكدا التطلع إلى تجسيد هذه المذكرات من أجل تطوير التعاون مع الجزائر.
وتعرف هذه الطبعة التي ستستمر إلى غاية يوم 4 أكتوبر من صالون البناء للشرق مشاركة 157 عارضا يمثلون شركات وطنية وأجنبية من 7 دول، حيث أوضح محافظ الصالون، أحمد حنيش، في تصريح للنصر، أن الشركات الأجنبية المشاركة في الصالون موجودة في السوق الوطنية منذ سنوات، معتبرا أن الصالون يمثل فرصة لخلق فضاءات من أجل اكتشاف المنتجات الجديدة والبحث عن فرص الشراكات في الجانب التجاري أو الاستثمار. واعتبر المتحدث أن الزيادة المستمرة لعدد المشاركين في الصالون الدولي للبناء للشرق يؤكد على أهميته، مشيرا إلى أن منطقة الشرق تمثل مستقبل قطاع البناء والأشغال العمومية لتوفرها على مساحات شاسعة وإمكانيات وبنية تحتية على غرار الطرق والموانئ والمطارات، بما يسهل التصدير والاستثمار.
وسجلت طبعة السنة الماضية من صالون البناء للشرق توقيع أكثر من 40 اتفاقية شراكة، حيث توقع محافظ الصالون الوصول إلى حوالي 60 اتفاقية في الطبعة الحالية مع ارتفاع عدد المشاركين، مؤكدا أن أغلبها ستكون استثمارات في الولايات الشرقية. ويرتقب أن تنظم لقاءات ومحاضرات خلال أيام الصالون، حيث قال المحافظ إن طبعة السنة الجارية ركزت على الشركات الناشئة بحضور «تكنوبول» قسنطينة، فضلا عن حضور طلبة جامعتي أم البواقي والمسيلة كزوار للمعرض من أجل تشجيع الابتكار، في حين نبه أن الصالون يستضيف الوكالة الوطنية لدعم وتنمية المقاولاتية والوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر لأول مرة من أجل تقريبهما من الشباب أصحاب المشاريع لإيجاد التمويل المناسب والشروع في تجسيد المشاريع على أرض الواقع.
البنوك تتنافس على توفير بطاقات الدفع المؤجل
وأشرف سفير زيمبابوي رفقة محافظ الصالون على الافتتاح الرسمي للمعرض، حيث يعرف مشاركة العديد من شركات الترقية العقارية التي تنشط على مستوى ولاية قسنطينة والولايات الشرقية الأخرى، فيما قدم القائمون عليها عروضا مختلفة عن السكنات والقطع الأرضية والمحلات المعروضة للبيع عبر الولاية وبعض الولايات الشرقية، على غرار الولايات الساحلية. واستعرضت المؤسسات البنكية منتجاتها الموجهة للأفراد والشركات أيضا، حيث صرح رئيس الدائرة التجارية بالمديرية الجهوية للصندوق الوطني للتوفير والاحتياط، عماد شبيرة، للنصر، أن الصندوق استحدث بطاقة الدفع المؤجل «تسهيل» التي تسمح للزبائن بدفع مقتنياتهم من خلال مبالغ تصل إلى غاية 80 بالمئة، لكنها تتباين بحسب قيمة الراتب لكل زبون. ويعرض الصندوق أيضا منتجا جديدا أطلق عليه تسمية «برو انفست»، حيث شرح أنه موجه للشباب ويتيح الادخار لمدة معينة بما يسمح للمدخر بعد ذلك بطلب قرض بمعدل فائدة مخفض في إطار الاستثمار، في حين أوضح أن مدة مخطط التوفير ضمن المنتج المذكور تصل إلى 5 سنوات، مؤكدا أن الفائدة على الادخار مغرية جدا مقارنة بالمنتجات العادية الأخرى، فضلا عن أنه يتيح للمدخر طلب التمويل بسعر مخفّض بعد سنة في حال بلوغ رصيد كافٍ من الادخار. واستعرض الصندوق أيضا منتجه للتمويل المهني الموجه لأصحاب المهن المنظمة، حيث يسمح لهم باقتناء معدات المكتب والتجهيزات أو شراء محل العمل، كما أكد المتحدث أن سعر الفائدة مخفض بالنسبة لهذا المنتج.
وذكر المصدر نفسه أن الطلب متزايد على تمويل اقتناء السكن على مستوى الصندوق الوطني للتوفير والاحتياط، حيث أكد استحداث صيغة موجهة للشباب الذين لا يتجاوز سنهم 40 سنة، بحيث لا يشترط عليهم دفع مبلغ أولي من أجل الاستفادة من القرض لاقتناء سكن بسعر فائدة. وعرض بنك الفلاحة والتنمية الريفية أيضا منتجاته الجديدة على مستوى المعرض، على غرار بطاقة الدفع المؤجل «راحتي»، بالإضافة إلى الصيغ التمويلية المختلفة، إلى جانب القرض الشعبي الجزائري والبنك الوطني الجزائري ومصرف السلام وغيرها، كما شاركت عدة مؤسسات مصرفية مختصة في تقديم القروض الإيجارية مثل «المغاربية للإيجار المالي» وغيرها.
وشملت المنتجات المعروضة في الصالون جوانب مختلفة من قطاع البناء، على غرار الشركات التي تعرض العتاد الثقيل الذي يتم تركيبه في الجزائر، مثل شركة «فيوتشر موتورز» التي توزع آليات الحفر والكاسحات وتجهيزات أشغال البناء من علامة «هيونداي»، ولاقت اهتماما كبيرا من زوار المعرض، في حين عرضت شركات أخرى حلولا جديدة تقترحها للسوق في مجال الديكور والطلاء، مثل مؤسسة «بروبيلد» للتوزيع، حيث أوضحت المسؤولة التجارية بالمؤسسة، بثينة عقون، في تصريح لنا، أنها توزع منتجات العلامة الإسبانية «غروبو بوما» وتوفره للأفراد والتجار، في حين نبهت أن الشركة أدرجت في السوق منتج «بومافليكس» الجديد الموجه للكتامة، مؤكدة أن سعره تنافسي جدا.
أما شركة «دلفين بلاست» فقد استعرضت خزانات المياه من مختلف الفئات، حيث أكد كمال الدين حمداني ممثل الشركة أنها ذات ثلاث طبقات وسميكة وعازلة للضوء ومصنوعة من مادة «البوليتيلان» الصحية، مشيرا إلى توفر أنواع مختلفة منها. وأضاف المصدر نفسه أن الشركة ستطلق منتجات جديدة في حاويات القمامة، إلى جانب زوارق التجديف الرياضية من نوع «كاياك»، فضلا عن الأصص الكبيرة الموجهة لتزيين الطرقات السيارة.
وتجدر الإشارة إلى أن ساحة قاعة أحمد باي للعروض الكبرى «زينيت» ستحتضن الأسبوع المقبل ابتداء من 9 إلى 12 أكتوبر الطبعة الرابعة من الصالون الدولي للفلاحة والصناعات الغذائية للشرق الجزائري «أغريست إكسبو»، حيث أكد المحافظ أحمد حنيش أنها ستعرف مشاركة 150 عارضا، أي أكبر من الطبعة الماضية، بينما أكد أن صالون الفلاحة ذو أهمية بالغة باعتبار الشرق الجزائري يمثل القلب النابض للإنتاج الفلاحي، بما سيعطي دفعا أكبر للقطاع.
سامي .ح