التجارة الإلكترونية بوابة جديدة للنصب و الاحتيال
تفاجأ بعض الجزائريين مؤخرا، من تنامي حالات النصب و الاحتيال التي طالت حتى التجارة الإلكترونية بعد ترويج منتجات مقلدة، و أخرى مسروقة، فيما  تتم البزنسة بالسيارات و مختلف المنتجات كبيرة الحجم.
المتصفح لبعض مواقع التسوق الإلكتروني التي ظهرت حديثا بالجزائر ، لا بد و أن يندهش للكم الهائل من المنتجات التي يتم عرضها و تنوعها، حيث  تعرض منتجات جد متطورة و غالبا ما تجدها بأعداد كبيرة،غير أن الواقع لا ينطبق مع ما يطبعه المسوقون على هذه الصفحات.
و قد أكد عدد كبير من الزبائن من المهتمين بهذا النوع الجديد من التسوق، بأنه و على الرغم من أنه سهل المهمة على الكثيرين في عمليات بيع مختلفة،سواء تعلق الأمر بالسيارات، العقارات و حتى الأجهزة الإلكترونية، إلا أن الفترة الأخيرة  قد كشفت عن تجاوزات راح ضحيتها عددا كبيرا من الزبائن، فيما تمكن آخرون من التفطن لها و تجنب الوقوع في شراك من باتوا يعرفون بنصابي النت.
أسامة واحد من هؤلاء، أكد لنا أنه  و بعد  اطلاعه  على  أحد  مواقع  التسوق الجزائرية الأكثر شهرة عبر الوطن، لأجل اقتناء هاتف نقال من نوع «غالاكسي سامسونغ آس 4»، وجد مراده و بنفس النوع، إلا أنه اصطدم فور مشاهدته،  فبعد الاتصال بالبائع، طلب منه أن يلتقيان بالرويبة بالجزائر العاصمة، أين عرض عليه منتجا تبين بعد برهة بأنه مغشوش و ليس آخر صيحة كما تم الترويج له.
و أضاف أسامة بأنه و بفضل التطور التكنولوجي، و اعتماده على نظام  تطبيق خاص كشف حقيقة نوعية الهاتف النقال ، فاتضح بأنه ليس أصليا بل نسخة مقلدة، كما أن سعره لا يتجاوز 11000 دينار، فيما يضع البائع سعرا بـ27000  دينار، ما جعل البائع يرتجف خوفا بعد أن اطلعه المشتري بأنه مغشوشا ، قائلا بأن هذا ما لديه للبيع و بأنه اشتراه على أساس أنه أصلي، ليقرر أسامة  التخلي عن شراء جهاز بهذه الطريقة، حسبه.
مواطن آخر، حدثنا عن تجربته مع نفس الموقع، قائلا بأنه وجد هاتفا نقالا معروض للبيع على أنه آخر صيحة في التكنولوجيا ،و يتطابق مع هاتفه الذي سرق منه قبل فترة، و بمجرد الاتصال و لقاء البائع ، اكتشف أن الجهاز هو نفسه جهازه المسروق، ليتم الاتصال مباشرة بعناصر الأمن التي فتحت تحقيقا في القضية.
و يشير آخرون من المتعودين على الإبحار عبر مثل هذه المواقع، إلى أن الكثيرين ممن يتحكمون فيها و يعرضون منتجاتهم عبرها ، يلجأون إلى التحايل على الزبائن، خاصة في ما يتعلق بالسيارات التي تعرف أسعارها ارتفاعا كبيرا منذ فترة، إذ تتم البزنسة عبر شراء السيارات فور عرضها للبيع من مالكيها، لتعرض بعد وقت قصير للبيع بأسعار خيالية، ما اعتبره هؤلاء نصب و احتيال من نوع آخر.
 و دعا المهتمون بالتسوق الإلكتروني، إلى ضرورة ضبط قواعد للتحكم في هذا النمط من التسوق، خاصة و أنه يساعد الكثيرين ممن يعجزون عن التنقل لأماكن كثيرة قصد اقتناء غرض ما، سعيا لتفادي تحويله من نعمة إلى نقمة.
إ.زياري

الرجوع إلى الأعلى