فاز الروائي الفلسطيني ربعي المدهون بالجائزة العالمية للرواية العربية في دورتها التاسعة عن روايته «مصائر: كونشرتو الهولوكوست والنكبة»، وهو أول فلسطيني يفوز بالجائزة.
 ولقد أعلنت الكاتبة والناقدة أمينة ذيبان، رئيسة لجنة التحكيم، مساء أول أمس عن اسم الفائز بالجائزة في حفل أقيم في مدينة أبو ظبي، كما علّقت نيابة عن لجنة التحكيم على الرواية الفائزة بقولها: «تبتدع رواية «مصائر» نسيجا روائيا فنيا جديدا، يصور تحولات المسألة الفلسطينية، و تثير أسئلة الهوية و تستند إلى رؤية إنسانية للصراع. تعدُّ «مصائر» الرواية الفلسطينية الشاملة، فهي ترجع إلى زمن ما قبل النكبة لتلقي ضوءا على المأساة الراهنة المتمثلة في الشتات و الاستلاب الداخلي. إنها رواية ذات طابع بوليفوني مأساوي، تستعير رمز الكونشرتو لتجسّد تعدّد المصائر».
الرواية تقع في أربعة أقسام، يمثل كل منها إحدى حركات الكونشرتو و حين يصل النص إلى الحركة الرابعة و الأخيرة، تبدأ الحكايات الأربع في التوالف والتكامل حول أسئلة النكبة، و الهولوكوست، و حق العودة. هي باختصار كما ورد في بيان إعلان الجائزة: «رواية الفلسطينيين المقيمين في الداخل ويعانون مشكلة الوجود المنفصم، و قد وجدوا أنفسهم يحملون جنسية إسرائيلية فُرضت عليهم قسرا. كما أنها رواية الفلسطينيين الذين هاجروا من أرضهم إلى المنفى الكبير، ثم راحوا يحاولون العودة بطرق فردية إلى بلادهم المحتلة».سبق للمدهون أن وصل للائحة القائمة القصيرة في عام 2010 بروايته «السيدة من تل أبيب» و التي صدرت أيضا بالإنجليزية عن دار تيليغرام بوكس، من ترجمة أليوت كولا، وفازت الترجمة الإنجليزية بجائزة «بان» البريطانية للكُتب المترجمة.يذكر أن ربعي المدهون كاتب وروائي فلسطيني ولد في مدينة المجدل عسقلان، في جنوب فلسطين عام 1945. هاجرت عائلته خلال النكبة عام 1948 إلى خان يونس في قطاع غزة.  تلقّى تعليمه الجامعي في القاهرة و الإسكندرية، ثم أُبعد من مصر سنة 1970، قبل التخرج بسبب نشاطه السياسي. عمل محررا وكاتبا في عدة صحف ومجلات و وكالات أنباء. و يقيم منذ سنوات في لندن، حيث يعمل محررا لجريدة الشرق الأوسط، وله ثلاث روايات، إضافة إلى دراسات ومجموعة قصصية.المدهون الذي تُوج من بين قائمة الستة بجائزة البوكر لهذا العام، سيحصل مع بقية المرشّحين في اللائحة القصيرة على 10.000 دولار أمريكي، كما يحصل المدهون على مبلغ 50.000 دولار أمريكي إضافي. و هو المبلغ الذي يناله المتوج بالجائزة، بالإضافة إلى ترجمة روايته إلى اللغة الإنجليزية، إلى جانب تحقيق مبيعات أعلى للرواية والحصول على تقدير عالمي.يذكر أن الجائزة ترعاها «مؤسسة جائزة بوكر» في لندن، بينما تقوم «هيئة أبو ظبي للسياحة و الثقافة» في الإمارات العربية المتحدة بدعمها مالياً، و تهدف إلى الترويج للرواية العربية على المستوى العالمي، و من هنا تضمن الجائزة ترجمة الأعمال الفائزة إلى اللغة الإنجليزية، وقد حظيت الروايات الفائزة أو المُدرجة على القوائم القصيرة للجائزة منذ عام 2008 ،بترجمتها إلى ما يربو على 20 لغة من لغات العالم.                نوّارة/ ل

الرجوع إلى الأعلى