دبابة بوكانون بتلسمان معرضة للتفكك والتبدد
 تستوقفك الدبابة المحترقة على قارعة طريق بوكانون المؤدي الى بلدية مرسى بلمهيدي بتلمسان لطرح عدة علامات استفهام حول طريقة تنفيذ وشل حركة هذه الدبابة التي كانت تراقب تحرك ومرور أفراد جيش جبهة التحرير الوطني عبر الأسلاك الشائكة .
يجسد الهيكل المتبقى من الدبابة المعرض لمختلف تغيرات المناخية وسرقة بعض قطع غيارها ،رمزا يوثق لمسيرة الثورة على الشريط الحدودي حيث تمكن شلة من المجاهدين من شل حركتها نهائيا بفعل قذيفة بالمكان المسمى " المناصب "على مستوى الأسلاك الشائكة يقول ابن المنطقة الحاج"  محمد فتان " في السبعينيات من العمر ليتم تحويل هذا الهيكل الى الطريق الوطني رقم 7  في منتصف الثمانينات من القرن الماضي في غياب أدنى إشارة توثيقية للحدث عدا بعض الروايات المتداولة شفهيا بين أبناء المنطقة ،يجب حسب محدثنا المحافظة على هذا الارث الذي يرمز للمقاومة والتضحية قبل أن تتفكك الدبابة وتبقى من الماضي مادامت تحافظ على بعض من أجزائها ،ويصنف هذا النوع من الدبابة التي شاركت في الحرب العالمية الثانية كما قال من بين العتاد الذي جلب للقضاء على الثورة التحريرية نظرا لقوتها وصلابتها وسرعة تحركها والوصول الى المكان المراد اليه ،ويطلق على هذا النوع من الدبابة حسب ذات المصدر بدبابة ""سترسبورغ "التي ساهمت في مراقبة خط موريس المكهرب الذي يمتد  من "بورساي" و "أحفير" تلمسان " العريشة" "مشرية" موكتادلي"عين الصفراء" القصور" مويراس" الضواري" ليصل إلى "إيقلي" جنوب بشار وقد غطى الخط من الجهة الغربية  حسب المصادر التاريخية مسافة تقدر بحوالي 700كلم و هو غير بعيد عن الحدود المغربية بحوالي 3 إلى 4كلم، بينما يختلف الأمر في الناحية الجنوبية نظرا لنوعية سطحها إبتداء من "بويهي" إلى جبال "القصور" أين يبتعد الخط عن الحدود المغربية بحوالي 100كلم ليتبع مباشرة السكة الحديدية ابتداءا من مشرية و يصل عرض الخط إلى حوالي 60م.
الدبابة المحترقة على قارعة طريق بوكانون يضيف محدثنا نقلا عن شهادات من عايشوا تلك اللحظة التاريخية سنة 1961 بفعل كمين استعملت فيه أسلحة ثقيلة من نوع بازوكا 45 ملم ،وقد شارك في المعركة عدد من المجاهدين من بينهم شملال عمر ،مادوري أحمد ،قادري لخضر الى جانب أخوين له حسين و أحمد وعبد الحميد بومعزة وحمادة المختار و بلعيد قمراوي و تناح رابح و سليمان شيفور وغيرهم ،بعد تعزيز المرابطين على الحدود الغربية بأسلحة ثقيلة ألهبت في فترة وجيزة فؤاد العدو الذي أصبح يحسب ألف حساب لتحركاته ،وقد استعمل هذا النوع من الاسلحة في عدة معارك وقعت بالولاية التاريخية الخامسة.
هشام ج

الرجوع إلى الأعلى