تخلي الآباء عن سلطتهم وراء انتشار ظاهرة العنف الأسري
أكدت الأخصائية في علم الاجتماع الدكتورة فاطمة الزهراء نسيسة بأن تخلي الآباء عن مسؤولياتهم وسلطتهم الأسرية أدى إلى انتشار ظاهرة العنف الأسري والاعتداء على الأصول، وقالت بأن الأسرة عرفت تغيّرا وصراعا في الأدوار، بحيث في القديم كانت السلطة للأب، في حين اليوم تخلى الآباء عن هذه السلطة وتحوّل جزء منها إلى الأبناء مما أدى ذلك تعنيف الأصول.
 وأضافت نفس المتحدثة في يوم تحسيسي حول العنف الأسري نظم من طرف ديوان مؤسسات الشباب لولاية البليدة، بأن سلطة الآباء في الأسرة تراجعت، كما قلت رقابة الآباء للأبناء، مما أنتج سلطة أخرى اكتسبها الأبناء وأدت إلى تفشي العنف الأسري بأشكاله المختلفة ضد الآباء والأمهات، والإخوة، وحسب نفس المتحدثة فإن كل أشكال العنف المختلفة تفشت في الوسط الأسري من القتل، الاعتداءات الجسدية، والجنسية، إلى جانب العنف اللفظي.
وفي سياق متصل تحدثت الأخصائية في علم الاجتماع عن الآثار السلبية لترك الأطفال عند المربيات أو في مراكز الحضانة ودوره في تفشي العنف الأسري، بحيث ينتج عن ذلك حسبها نقص الحنان والعطف لدى الأبناء من جهة الوالدين، ويؤدي ذلك إلى ممارسة هؤلاء الأبناء العنف عليهما، وأشارت أيضا إلى التصرفات الخاطئة التي يقوم بها الوالدان أمام الأبناء، وهذه السلوكات يكررها الأطفال اتجاه الأب والأم، كما تحدثت عن الظروف الاجتماعية خاصة الفقر والبطالة وكيف كانت هي الأخرى أحد الأسباب في تفشي ظاهرة العنف الأسري وتعنيف الوالدين، إلى جانب تعاطي المخدرات والأقراص المهلوسة، وأشارت في هذا الجانب إلى تسجيل حالات تتعلق بمحاولات اعتداء جنسي على الأصول تحت تأثير المخدرات والأقراص المهلوسة .
وفي نفس الإطار أشارت الأخصائية في علم الاجتماع إلى دراسة علمية قامت بها تخص نزلاء دور العجزة، وتحدثت عن ارتفاع عدد النزلاء في هذه المراكز، وربطت ذلك في بعض الحالات بتفشي الفقر وسط العائلة، و حالات أخرى قالت أنها تتعلق بتخلي الآباء عن مسؤولياتهم اتجاه الأبناء، وغياب التنشئة الصحيحة وينتهي الأمر في الأخير بالآباء أو الأمهات في دار العجزة، وربطت نفس المتحدثة علاج الظاهرة بالتنشئة الاجتماعية الصحيحة ودور الوازع الديني في التقليل من الظاهرة، إلى جانب عودة سلطة الآباء في الأسرة.
وفي نفس الصدد تحدث أخصائيون في علم النفس في نفس اليوم التحسيسي عن شخصية الطفل المعنف في الأسرة والذي تتكون لديه عدم الثقة في النفس ويترتب عن ذلك آثار وخيمة على شخصيته ويصبح الطفل عدوانيا اتجاه والديه وفي المدرسة ومع الأصدقاء، وفي سياق متصل تحدث ممثل نقابة المحامين بالبليدة عن الارتفاع المذهل لحالات العنف في المحاكم، مشيرا إلى أنه لا توجد جلسة في المحاكم تخلو من قضايا العنف بأشكاله المختلفة، وحذر نفس المتحدث من خطورة استفحال الظاهرة وتأثيرها على المجتمع.  
نورالدين-ع

الرجوع إلى الأعلى