مشروع لانجاز مركز خاص للاستقلالية الذاتية للمكفوفين
كشف رئيس الجمعية الثقافية لترقية الكفيف «القلم» السيد جديد إبراهيم، أنه بعد 23 سنة من النشاط يجري حاليا التفكير في إنشاء مركز خاص بالاستقلالية الذاتية للمكفوفين، أين سيتم تدريب غير المبصرين على الاعتماد على النفس و تحقيق احتياجاتهم اليومية دون الاستعانة بالآخرين أو الاتكال على مساعد، حيث تجري مناقشة إمكانية تجسيد المشروع مع بعض الأساتذة والمختصين لتكون البداية بتكوين المكونين قبل توسيع دائرة التدريب لجميع المكفوفين.
وأضاف المتحدث في تصريح للنصر، على هامش افتتاح الجامعة الصيفية للجمعية وهذا بمدرسة المعاقين بصريا في عين الترك بوهران،  بأن الجمعية قطعت أشواطا كبيرة في كيفية تمكين الكفيف من الإعتماد على نفسه وترقيته اجتماعيا، حيث ذاع صيتها في بدايتها خلال التسعينات عبر العديد من بلدان الوطن العربي، بفضل نشاطاتها و إنجازاتها، إذ سبق و أن أصدرت مجلة «القلم» بالبراي التي جابت الوطن العربي وكانت مطلوبة، ولكن قلة الإمكانيات فرضت حتمية وقف الإصدار، رغم أن الجمعية قامت بمساعي عديدة لإقناع وزارة الثقافة بتزويدها بآلة طبع رقمية لإعادة إحياء المجلة ونشرها، ولغاية اليوم لكنها لم تتلقى أي رد بهذا الخصوص إلى غاية الآن، وهو تحديدا العائق الذي حال دون طبع أو نشر دواوين شعرية لأعضاء الجمعية، كما أخر مسعى جمع نصوصهم الأدبية والفكرية في مؤلفات مطبوعة بالبراي ليستفيد منها الطلبة المكفوفون. كما أن ذات الظروف كانت وراء فشل مشروع المكتبة الناطقة التي كانت تعنى بتسجيل دروس المنظومة التربوية الخاصة بالطور الثالث لتسهيل المهمة على تلاميذ هذه المرحلة و خاصة المقبلين على اجتياز شهادة البكالوريا.
مع ذلك فان الجمعية لا تزال تنشط  منذ قرابة 13 سنة حسب ما أكده رئيسها، مشيرا إلى أن حرمانها من  مقرها السابق على مستوى مديرية الثقافة بوهران لم يعرقل حركيتها، مع أنه صعب عليها مهمة تنفيذ برنامجها، أذ يمارس الاعضاء نشاطاتهم في ظل ظروف صعبة لرفع التحدي الذي توج السنة المنصرمة بملتقى وطني حول الإعلام الآلي المتخصص الموجه للمكفوفين، وقد وهي المبادرة التي استفاد منها 35 كفيفا، اخضعوا لتكوين في التحكم في البرمجيات المتعلقة باستعمال الكومبيوتر لغير المبصرين وهي تقنية تطلق عليها تسمية «دجاوز» يعني الكومبيوتر الناطق.
 وللعلم فإن ذات المحور سيكون مدرجا هذه السنة خلال فعاليات الجامعة الصيفية، و عنوانا لورشة تكوينية أخرى سيستفيد منها مجموعة من الشباب المكفوفين الذين لتمكينهم من القيام بعملية تزويد حواسيبهم بهذه البرمجيات لوحدهم دون الإستعانة بالغير.
وإلى جانب التكوين في التكنولوجيات الحديثة، فأن محور» كيفية استعمال العصي البيضاء»، سيكون موضوع ورشة تكوينية إضافية، وذلك على اعتبار أن العديد من المكفوفين لا يحسنون استعمالها مثلما أوضح المتحدث، مشيرا إلى أن النشاط الفكري سيكون حاضرا من خلال مسابقات في الشطرنج والدومينو، أما ورياضيا فستنظم دورة في كرة الجرس، على أن ترفق كل هذه النشاطات بخرجات يومية للبحر، لتوفير الراحة النفسية للمكفوفين المعنيين بالنشاط، خصوصا و أن الكفيف يستطيع أن يسبح ويستجم مثل بقية الناس حسب رئيس الجمعية، الذي أكد كذلك على وجود جوق موسيقي مكون من مكفوفين سيحيي إحدى السهرات الفنية خلال فعاليات الجامعة الصيفية. 

  هوارية ب

الرجوع إلى الأعلى