وفاة «دبشة» عميد المصوّرين الفوتوغرافيين بقالمة  
توفي أمس الاثنين، محمد بورهدون، المدعو «دبشة» عميد المصورين الفوتوغرافيين بولاية قالمة، عن عمر يناهز 82 سنة، بعد مسيرة حافلة بدأت بالأبيض و الأسود نهاية الأربعينات، و استمرت دون انقطاع إلى يوم الرحيل الأبدي إلى عالم الخلود.  
و يعد المصور الشهير دبشة أحد مؤسسي فن التصوير الفوتوغرافي بولاية قالمة، و تخرج على يديه الكثير من عشاق الصورة، من محترفين و هواة، بينهم أبناؤه، الذين تعلموا حرفة الفقيد منذ الصغر، و أصبحوا من بين أشهر المصورين الفوتوغرافيين بمدينة قالمة، إلى جانب الكثير من الشباب الآخرين، الذين يجيدون مداعبة الكاميرات الرقمية، و مواصلة مسيرة الصورة الشاقة التي بدأها عمي «دبشة» بالغرف السوداء، و مخابر التحميض، الضاربة في أعماق التاريخ.  
و واكب عميد المصورين الفوتوغرافيين محمد بورهدون انتفاضة 8 ماي 45، و  ثورة التحرير الخالدة، و مرحلة ما بعد الاستقلال، و غطى كبرى الأحداث المتعاقبة على قالمة، إلى جانب كبار المصورين الآخرين بينهم جبار، حميد بن شعبان، و الفقيد كمال بورهدون المعروف باسم «طانطا»، و هو من عائلة «دبشة» التي احترفت صناعة الصورة، و ساهمت بشكل كبير في توثيق الأحداث، و المحطات التاريخية لمنطقة قالمة.  
و عمل الفقيد مصورا صحفيا بعدة جرائد بعد الاستقلال، بينها جريدة النصر العريقة سنوات الستينات و السبعينات، و كان عضوا بارزا بجمعية التاريخ و المعالم الأثرية لولاية قالمة، إلى جانب الدكتور إسماعيل سامعي، و الدكتور محمد شرقي، و غيرهم من كبار المثقفين و الباحثين و المؤرخين بولاية قالمة.     
و يمتلك المصور الشهير «دبشة»، أرشيفا ضخما حول تاريخ قالمة، و أهم المحطات و الأحداث الاقتصادية، و الاجتماعية، و السياسية، و الثقافية، و الرياضية، التي مرت بها المنطقة من نهاية الأربعينات و إلى غاية يوم رحيل أحد أعمدة الصورة، مخلفا حزنا و فراغا كبيرين وسط محترفي الصورة بالولاية.  
  فريد.غ         

الرجوع إلى الأعلى