معاطـف محليــة تلقـــــى رواجــــا في الســــوق
حقّق المنتوج المحلي للمعاطف الشتوية النسائية المعروفة  باسم «ترانش كوت»، رواجا واسعا، لدرجة بات يصعب التفريق بينها وبين المستوردة، حسب ما لاحظناه وأكدته زبونات، وجدن في التصاميم المحلية ما يلبي ذوقهن ويتلاءم وقدرتهن الشرائية، لتنافس البضاعة المحلية ماركات أجنبية، وتتيح حسب تجار خيارات متنوعة للزبائن.

روبورتاج / لينة دلول

في جولة بمحلات الألبسة النسائية بوسط مدينة قسنطينة، لاحظنا الرواج الكبير لموضة المعاطف التي تمنع تسرب مياه المطر، المعروفة باسم «ترانشكوت»، بألوان مختلفة، كاللون الأخضر العسكري، بني فاتح اللون «بيج»، والبني، والأبيض، التي انطلقت موجتها الشتاء الفارط ولاتزال مستمرة هذا الموسم، لأناقتها ولكثرة الإقبال عليها، من طرف الفتيات اللائي يحبذن  ارتداء معطف  مريح، متعدد الاستخدامات ومناسب لجميع الإطلالات  الشتوية.
وكانت الموديلات المعروضة متنوعة وتمنح الزبونات إمكانية الاختيار بحسب الألوان ونوعية التصاميم، على غرار «ترونشكوت» بأكمام منفوخة، وآخر مزين بأحزمة عريضة،  وموديل ثالث مزود بأقفال كبيرة وحزام، كما صادفتنا تصاميم أخرى خفيفة مناسبة للجو الدافئ وأخرى مبطنة بالفرو من الداخل.
واللافت أن  معاطف «ترانش كوت»  المصنوعة بورشات  محلية، احتلت حيزا كبيرا بواجهات العرض بمحلات الألبسة النسائية، بما في ذلك المحلات  التي تبيع  الألبسة المستوردة، وذلك راجع بحسب تجار تحدثنا  إليهم إلى جودة  هذه القطع التي صارت  تنافس المنتج الصيني، والفرنسي، والإسباني  والتركي، سواء من ناحية السعر أو تنوع التصاميم واختلاف الألوان.
وحسب زكريا، صاحب محل زادا فاشن، فإن هذا الصنف من المعاطف تحديدا، يعتبر الأكثر طلبا، مقارنة بالأنواع الأخرى، نتيجة نجاح ورشات محلية في كسب رهان الجودة والنوعية، ما أثر إيجابا  على نشاط تسويقها، وعزز الثقة في المنتوج المحلي خاصة لدى تجار التجزئة، الذين كانوا يتخوفون من عرضها تجنبا لكسادها، مردفا بأن التوفيق في انتقاء القماش والألوان، وجودة الخياطة من عوامل النجاح.
وأكد التاجر علي صاحب محل «فاشن»، أن الصناعة المحلية، عرفت تحولات  في سنوات الأخيرة، بفضل ارتفاع عدد الورشات واحتدام المنافسة بين أصحابها، الذين لجأوا لمصممين محترفين لإنجاح علامتهم، مشيرا في ذات السياق، بأن جائحة كورونا أبانت عن إمكانات المنتجين المحليين ورجحت الكفة في السوق للبضاعة المحلية، التي نافست  تصاميم مستوردة، ونجحت في تلبية أذواق الجنس اللطيف، مشيرا إلى أن موضة  معطف «الترونش كوت»، مناسب  لمختلف الإطلالات، إذ يمكن تنسيقه مع الفساتين الطويلة والقصيرة، والتنانير والقمصان العملية.
اللون الأخضر العسكري موضة الموسم
و لعل أبرز ألوان موديلات «الترونشكوت» التي لاقت إقبالا رواجا بحسب المتحدث، «الترونش» باللون الأخضر العسكري و البني الفاتح «البيج»، وأكد أحد التجار الذين تحدثنا إليهم، أن الموديلات التي  طرحت هذه السنة أزاحت موديلات أخرى، خاصة تلك المصنوعة من أقمشة قطنية بمربعات، ومعاطف الكاشمير بنفس القصة المزودة بأزرار كبيرة الحجم وحزام في الوسط.
أسعارها تبدأ من 3 آلاف دينار
وقد كانت أسعار معظم المعاطف ذات النوعية الجيدة  في المتناول وتتراوح  غالبا بين 3500  دينار و 5 آلاف دينار، عكس  الماركات الأجنبية الرائجة التي تجاوز ثمنها عتبة المليون سنتيم، بالرغم من أنها لا تختلف كثيرا عن المحلية إلا في بعض التفاصيل الصغيرة، التي يمكن ملاحظتها بعد تدقيق كبير.
وذكرت سيدة  تحدثنا إليها أنها وجدت في «الترانشكوت» المحلي ما يلبي ذوقها وبثمن أقل بكثير عن المستورد، مؤكدة بأن المنتج المحلي استطاع أن يفرض مكانته في السوق بعد أن اعتمد  المنتجين على تصاميم مستوحاة من ماركات أجنبية.
من جهتها ترى لمياء، بأن الموديلات المحلية للمعاطف نالت إعجابها كثيرا،  خاصة وأن عملية  تصنيعها باتت تعتمد بشكل كبير على تقنيات حديثة باستخدام الحاسوب، فيما قالت الشابة إلهام، إن موضة  الترونشكوت، عادت بقوة  هذه السنة،  وبألوان وقصات  مختلفة تتيح للفتيات فرصة اختيار ما يناسبهن ويتماشى مع  تفاصيل أجسامهن،   موضحة بأن ميزة المعاطف الجزائرية الصنع، تكمن في توفر مقاسات  تتماشى مع  جسم المرأة الجزائرية ونمط لباسها المحتشم.
وبخصوص الأسعار أكد جل من تحدثنا إليهم، بأنها في المتناول ولا تقل جودتها عن  المستورد،  حيث أوضحت أسيا  موظفة  بالقطاع العمومي التقيناها بمحل «زادا» المتواجد بوسط المدينة، بأنها اقتنت نوعين من تصاميم «ترونشكوت»  بسعر مليون سنتيم وهو ثمن وجدته مناسبا جدا.
 لينة دلول

الرجوع إلى الأعلى