فزنا على لاعبي الريال و البارصا  و مارادونا دعانا لعيد ميلاده !

يسترجع مسعود بلعقون صخرة دفاع شباب قسنطينة السابق  مع النصر ذكرياته الكروية  بحلوها ومرها   منها الفوز بكأس أمم إفريقيا للشباب 1979 والمشاركة  في كأس العالم لنفس الفئة في اليابان في نفس العام حيث  بلغ الخضر الدور ثمن نهائي وخرجوا على يد الأرجنتين بقيادة مارادونا .مسعود بلعقون المولود يوم 4 جانفي 1959 بقسنطينة ،لعب لفريق الديانسي(من 1975الى 1977) ثم شباب قسنطينة (من 1977 إلى 1979) ولعب موسما واحدا سنة 1980 مع بناء الجزائر ، وشارك مع الجزائر في كأس العالم مرتين(للشباب و العسكرية) وكان  يلعب في منصب الليبيرو والظهير الأيسر.
حـاوره: فوغـالي زين العـابدين
• في البداية نود أن نعرف أين هو بلعقون الأن وما هي أخر أخباره ؟
 أشكر جريدة النصر على تذكرها لي وفتحها لي هذا المنبر ، وأنا الآن بعيد عن الساحة و متقاعد منذ سنة 2009 بعد أن عملت لعدة سنوات في السوناكوم  .
•  إختفيت تماما عن الساحة منذ إعتزالك الكرة سنة 1986، ما سبب ذلك؟
ببساطة لأنه لا أحد يتصل بي أو يدعوني لحضور حدث خاص بشباب قسنطينة  وكأنني لم ألعب يوما،كما أنني لست عضوا لا في الجمعية العامة  ولا حتى في جمعية قدماء اللاعبين، لكن مع هذا يبقى شباب قسنطينة في القلب وحبه يسري بدمي ولم أندم على تضحياتي فيه حيث ضيعت دراستي وصحتي وعدة أشياء من أجل ألوان الفريق  .
الوزير تدخل في التشكيلة فتشاجر معه كرمالي قبل أن يغادر المنتخب
•  إلتحقت بالمنتخب الوطني أشبال قبل أن تمضي أول إجازة مع فريق، كيف حدث هذا ؟
 نعم ففي سنة 1975 لما كنت أدرس في متوسطة بن عبد المالك لعبنا دورة مدرسية في وهران وشاهدني المدرب الوطني مغفور والذي تكلم مع  مدربي رابح زيد و استفسر منه أين ألعب فقال له أني لا ألعب في فريق لكن سنمضي له في الموك أو الديانسي، فاستدعاني للمنتخب الوطني أشبال وأنا لم أمض في حياتي على أية إجازة وكان وقتها معي صالح عصاد وقاسي السعيد وكابول وصبار وغيرهم ولعبنا دورة دولية في فرنسا .
•  هذا الاستدعاء تسبب في إنهاء مشوارك الدراسي، كيف تم ذلك؟
نعم لأنه كانت هناك امتحانات شهادة التعليم المتوسط أثناء تواجدي مع المنتخب في ليون وتسبب في رسوبي رغم أن قانون الشبيبة والرياضة يمنح الحق للاعبين الدوليين بإعادة اجتياز الامتحان استثنائيا لكن مدير المتوسطة ضرب القوانين عرض الحائط .
 •  حدثنا عن تجربتك الأولى مع فريق ديانسي قسنطينة ؟
التحقت بالفريق بفضل المدرب كمال كيموش رحمه الله و أمضيت أول إجازة مع الأشبال موسم 75ـ76 وكان معنا  بن عزيز محمد و بلعمري سمير و زغدود نبيل وغيرهم وفي الموسم التالي رقاني كيموش إلى الأواسط وكنت ألعب أيضا مع الأكابر رغم صغر سني  .

 •  بعدها  التحقت بشباب قسنطينة ونلت كأس الجمهورية أواسط في أول موسم؟
يعود الفضل في التحاقي بفريق القلب إلى المدرب رابح زيد سنة 1977 ولعبت  في صنف الأواسط مع المدرب رشيد بوفاس و التشيكي فابيرا وذهبنا بعيدا في كأس الجمهورية أواسط حيث فزنا في النهائي  على القبة بضربات الجزاء وكان معهم عصاد  وكان شرف لي حمل أول كاس في تاريخ الفريق وكنت قائدا ، وتمت ترقيتي بعدها للفريق الأول و أتذكر جيدا أول مقابلة  مع الأكابر  ضد إتحاد تبسة وفزنا 5ـ1 وكانت مقابلة خاصة لأنها عرفت إعادة الألوان الخضراء و السوداء بعد أن كان الفريق يلعب باللون البرتقالي 
•  ساهمت في فوز الخضر بكأس إفريقيا 79 للشبان، حدثنا عن تلك المحطة ؟
 يعود الفضل للمرحوم  كرمالي  الذي كون منتخبا قويا بلاعبين كبار أمثال شعيب ، بويش ، ياحي ، بن جاب الله،عصماني،جنادي ، وصبار وغيرهم ، و فزنا على ليبيا ثم واجهنا تونس وفزنا عليهم في سوسة 1ـ2 في مقابلة كبيرة هي الأحسن لي في مشواري وتعادلنا معهم في الجزائر سلبيا ،وفي النصف نهائي واجهنا إثيوبيا وتعادلنا معها 0ـ0 في أديس أبابا ووجدنا صعوبة في التنفس وتألق عصماني بشكل كبير وفي لقاء العودة فزنا عليهم 1-0 ،وفي المقابلة النهائية لعبنا أمام غينيا وفزنا عليها في الجزائر 2ـ1 وفي كوناكري إنهزمنا 2ـ3 وتوجنا بالكأس  وتأهلنا لمونديال طوكيو وكانت هذه أول نسخة من كأس إفريقيا لذلك الصنف وكانت من نصيبنا.
•  ماذا جرى قبل تنقلكم لليابان والتغيير الذي حصل على مستوى العارضة الفنية ؟
لم نكن ندري ماذا يحدث و كانت هناك أشياء تدور في الخفاء لم نكن نعلم بها إلا بعد تتويجنا بالكأس وأخبرونا بها لاحقا حيث وقبل لقاء العودة في كوناكري أمام غينيا تحدث وزير الرياضة الأسبق مع كرمالي وقال له أن هذه التشكيلة لا يمكن الاعتماد عليها للتتويج  ولا بد من تدعيمها فتشاجر معه كرمالي وقال له أن هذه التشكيلة وصلت إلى النهائي وهي من ستجلب الكأس من كوناكري، وبعد تتويجنا قرر كرمالي الرحيل وتم الاستنجاد بسعدان واليوغسلافي رايكوف .
•  حدثنا كيف عشتم لحظة وصولكم إلى اليابان أول مرة؟
لقد استقبلنا اليابانيون أحسن استقبال وأعجبنا  كثيرا بالنظام عندهم والتطور الكبير وفي اليابان شاهدنا التلفزيون الملون لأول مرة.
في كأس العالم للشباب باليابان شاهدنا التلفزيون الملون لأول مرة!
•  تأهلتم بجدارة في مجموعة تضم المكسيك وإسبانيا و اليابان، ما الذي تذكره من تلك المباريات؟
قبل تنقلنا إلى اليابان قمنا بتحضيرات في المستوى في أمستردام والصين وذهبنا إلى هناك مباشرة وأقمنا في طوكيو ، وواجهنا المكسيك وتعادلنا معها 1ـ1 وبعد عودتنا إلى الفندق وجدنا الغينيين يضحكون علينا بعد تعادلنا ولكن في اليوم الثاني انهزموا 5ـ0 أمام الأورغواي .
ثم لعبنا ضد اليابان في الملعب الأولمبي الكبير في طوكيو ورغم أن اليابانيين لم يكونوا مهتمين بالكرة وقتها لكن الملعب كان مكتظا عن أخره وقمت بمراقبة أخطر مهاجم ياباني وفرضنا عليهم التعادل 0ـ0 وصفق الجمهور الياباني الغفير لنا كثيرا وأثناء رفع العلم الوطني أمام 60 ألف ياباني ذرفنا الدموع.
وكان لابد علينا من الفوز  في أخر لقاء  أمام إسبانيا لأن التعادل كان سيؤهل اليابان وكان اليابانيون يناصرون الإسبان طيلة اللقاء وتمكنا من الفوز عليهم بهدف دون رد سجله بن جاب الله رغم أن الخصم كان يملك لاعبين معروفين في البارصا والريال.
•  بعد تأهلكم واجهتم الأرجنتين بقيادة مارادونا ، حدثنا عن تلك المواجهة التاريخية ؟
كان يدرب المنتخب الأرجنتيني المدرب القدير سيزار مينوتي الذي فاز بكأس العالم 1978 بالإضافة للاعبين كبار أمثال مارادونا و دياز وكالديرون ورينالدي وبارباس ، ولقد وقف منتخبنا الند للند أمامهم ويومها وعلى عكس العادة لم يجلس مينوتي طيلة اللقاء وضيعنا فرصا بالجملة ورغم تلقينا خمسة أهداف لكننا نلنا تقدير الجميع وخانتنا التجربة وسوء الحظ أمام المرمى ومن لم يشاهد المقابلة يقول أنها كانت من طرف واحد لكن من حضرها يستغرب كيف سقطنا بتلك النتيجة.
•  هل كانت لك قصة مع مارادونا خصوصا أنكم كنتم معهم في نفس الفندق ؟
لقد كانت لي صورة تذكارية مع مارادونا في الفندق وللأسف أعطاها أولادي لأحد الأشخاص ولم يعدها، وكان لما يلتقينا في بهو الفندق يأخذنا بالأحضان وكان يحب الجزائر كثيرا وقال لنا على حسب المترجم الذي كان معنا أنه يحب الجزائر لأنها بلد ثورة عظيمة  وكان يعشق تشي غيفارا وكل الدول التي قامت بثورات ، ودعانا لحفلة عيد ميلاده التي أقيمت في مطعم الفندق،كما لدي أيضا صورة مع المدرب  الكبير سيزار مينوتي .
•  تلقيت بعض العروض الخارجية بعد سفرية طوكيو، فلماذا لم تحترف في الخارج ؟
أثناء تربصاتنا في فرنسا تقربت مني عدة أندية مثل سوشو وغرونوبل وروبي وغيرهم ولما لعبنا في الإمارات مع المنتخب العسكري جاء أمير إماراتي وطلب أخد العديد من اللاعبين لناديه ومن بينهم أنا لكن المسؤولين رفضوا .

•  أنت الوحيد من جيل طوكيو الذي لم يلعب في المنتخب الأول ، فما هو السبب ؟
السبب هو بقائي ووفائي لألوان شباب قسنطينة الذي كان يلعب في القسم الثاني وكان وقتها اليوغسلافي رايكوف يقول لي وهو يمسكني من عنقي » لماذا قسنطينة لماذا قسنطينة ؟» بمعنى لماذا أبقى في شباب قسنطينة في القسم الثاني ولا أنتقل إلى فريق يلعب في القسم الأول وأضمن بالتالي تواجدي في المنتخب الوطني أكابر.
ضحيت بكل شيء من أجل ألوان شباب قسنطينة
• استمررت مع شباب قسنطينة إلى غاية سنة 86 ثم اختفيت بشكل مفاجئ ، فما هو السبب؟
مرة أخرى كان زيد هو سبب عودتي لشباب قسنطينة بعد تجربة قصيرة مع فريق بناء الجزائر  وبقينا لسنوات نعاني في جحيم القسم الثاني ونلعب الصعود إلى أخر جولة لكن في سنة 86 تعاهدنا جميعا على الصعود قبل بداية الموسم وحققناه بعد موسم استثنائي  .
وبعد لقائنا أمام  جمعية الخروب الذي انتهى بالتعادل السلبي وفي حصة الاستئناف ضربت الكرة دون إحماء فحدث لي تمزق عضلي ورفضت الركون للراحة وفضلت اللعب من أجل السياسي وتفاقمت الإصابة واضطررت للاعتزال وأنا لم أبلغ بعد 27 سنة وكان أمامي 5 مواسم أخرى كان بالإمكان أن ألعبها في المستوى العالي  .
• بعد اعتزالك هل تعتقد أنك حققت كل ما كنت تحلم به في بداية مشوارك ؟
 نعم رغم قصر مشواري لكنني حققت العديد من الإنجازات كالمشاركة في كأس العالم في اليابان وكأس العالم العسكرية و الصعود مع شباب قسنطينة  وكأس إفريقيا للشباب وكأس الجمهورية أواسط ، لكنني تمنيت الذهاب بعيدا مع منتخب الأكابر.
•  ما هي أبرز المواقف التي حصلت لك مع أنصار شباب قسنطينة ولا تنساها ؟
 هناك الكثير فمثلا في موسم الصعود 86 وقبل تنقلنا إلى المسيلة في مقابلة مصيرية جاءنا مناصر وجلب معه سيارته من نوع هوندا ووضع أمامنا مفاتيح ووثائق السيارة وقال لنا أنه يتبرع بها للسياسي والمهم أن نفوز فقط...أعتقد أنه لا يوجد أنصار مثل السنافر .
•  مع من كنت تجد راحتك أكثـر فوق أرضية الميدان ؟
 كنت أتفاهم بشكل كبير مع الشيخ ناصر «باباي» ، بولحبال ، سليم العايب  و آخرين.
 •  ماهي أحسن ذكرى وأسوء ذكرى في مشوارك ؟
بدون شك الأحسن هي  المشاركة في المونديال والأسوء هي يوم أبقاني بوفاس في الاحتياط في المقابلة الفاصلة ضد مولودية العاصمة التي أدت لسقوطنا سنة 79  رغم أنني طلبت اللعب وقال لي أن كرمالي هو من طلب ذلك خوفا من إصابتي قبل المونديال وقلت له أن بويش لاعب المولودية يلعب بشكل عادي فلماذا تبقيني في الاحتياط خصوصا أن أغلب مهاجمي المولودية  زملائي في المنتخب و أعرف طريقة إيقافهم.

•  ما رأيك في شباب قسنطينة هذا الموسم وكيف ترى حظوظه في البقاء ؟
أنا أتابع الفريق من بعيد ولا أذهب للملعب لكن أستغرب كيف لفريق بمثل هذه التشكيلة الثرية يلعب على البقاء ولحد الآن لم أفهم سبب الخلل وبخصوص حظوظ البقاء أرى أن المأمورية صعبة ويجب عدم تضييع أية نقطة في قسنطينة مع جلب 4 نقاط من خارجها .
وفائي لشباب قسنطينة  حرمني من المنتخب
•  بصفتك لاعبا وقائدا سابقا لشباب قسنطينة ماهي الرسالة التي توجهها للاعبي هذا الموسم ؟
أقول لهم أن فريق شباب قسنطينة كبير ولا يستحق السقوط وعليهم أن يعرفوا قيمة وقدر الأمانة وقيمة حمل هذا القميص الغالي وعليهم أن يقاتلوا في الميدان ليتركوا الفريق أين وجدوه في القسم الأول  .
•  كلمة أخيرة ؟
أوجه شكري لجريدة النصر على هذه الالتفاتة و أوجه عبرها تحياتي لجمهور السنافر العظيم ولا أوصيهم على فريقهم لأنهم يعرفون دورهم جيدا كما أغتنم الفرصة لأترحم على زميلي السابق في بناء الجزائر فريد بوضياف الذي وافته المنية مؤخرا .
ف.ز

الرجوع إلى الأعلى