الاكتفاء بمعيار الوسامة همش ممثلين جيدين
أكد الممثل الشاب جمال عوان بأنه حقق النجاح و الشهرة في مجال التمثيل الدرامي في وقت قياسي،  نظرا لتمكنه من أداء أدوار باللغة الفرنسية، ما فتح له المجال للمشاركة في عدد كبير من الأعمال التلفزيونية، حيث عرفه الجمهور في بداياته، بأداء دور جندي فرنسي ، ثم شارك في عدد من الأدوار الصغيرة باللغة الفرنسية،  و أضاف ابن الجزائر العاصمة في حوار خص به النصر، بأن السبب وراء دخوله لهذا المجال، هو رغبته في زيارة مدينة تميمون، و قد تحدث في هذا الحوار عن ذلك بالتفصيل ، كما تحدث عن سبب اختفاء عديد الوجوه الفنية الشابة، رغم نجاحها في مجال التمثيل، و كذا مشاركاته الفنية ، و أبدى رأيه حول  مشروع المدينة السينمائية ، كما كشف عن مشاريعه و طموحاته.
حاورته : أسماء بوقرن
. النصر: أكدت في عديد المناسبات أن دخولك للتمثيل جاء صدفة، كيف كان ذلك؟
ـ جمال عوان:  كنت مارا رفقة عائلتي بالعاصمة سنة 2013، و شاهدت مجموعة من الشباب والشابات مجتمعين،  فسألتهم ماذا يجري، فقالوا بأنهم بصدد إجراء كاستينغ لفيلم تاريخي يروي أحداثا وقعت في الصحراء، و هو موجه للأشخاص ذوي البشرة البيضاء لتقمص أدوار جنود فرنسيين، و بعد ذلك سيتم نقلهم إلى مدينة تميمون لإجراء كاستينغ آخر يتعلق بالأداء، و هو ما شدني و دفعني للمشاركة، فقد كنت أرغب في زيارة هذه المدينة التي أعشقها. لقد تم اختياري ضمن 40 شخصا ، من بين 200 مشارك، لأنتقل رفقتهم إلى مدينة تميمون و بعد ذلك إلى باتنة،  القالة  و بسكرة، و تم تقييم أدائي و انتقائي ضمن 17 شخصا. أسند إلي دور صغير و هو دور جندي فرنسي يدعى فيليب ،  و شاركت بخمسة مشاهد تم تصويرها بالعاصمة، و كان المخرج محمد لخضر حامينا راض عن أدائي ، و له الفضل في التعريف بي لمخرجين آخرين، من بينهم المخرجة يامينة شويخ التي تبنتني في فيلم « كان يا مكان القصبة « الذي يروي كل حلقة قصة حدثت أثناء الثورة التحريرية،  بدور نينو .
دور "فيليب " قدمني للجمهور
. دخلت مجال التمثيل منذ نحو 5 سنوات فقط، لكنك حققت الشهرة و تقمصت عديد أدوار البطولة، ما السر في ذلك؟
ـ السبب وراء تحقيق هذا النجاح، يعود لمشاركتي في عديد الأعمال في ظرف قصير، ففي 2013 ،أول سنة بدأت فيها التمثيل، شاركت في ثلاثة أعمال بأدوار صغيرة، فإلى جانب العملين السابق ذكرهما، شاركت في فيلم « البئر» للطفي بوشوشي، بدور جندي فرنسي،  و في العام التالي شاركت في خمسة أعمال، الأول هو الفيلم الثوري الطويل « العقيد لطفي» للمخرج أحمد راشدي ، و في الثاني قدمت دور نسيم في حصة كوميدية عنوانها» بالصحة و الراحة» مع صالح أوقروت و المخرج جعفر قاسم، و شاركت أيضا في فيلم طويل للمخرج جمال عزيزي بدور صغير، بعد ذلك أتيحت لي الفرصة لتقديم دور بطولة مشتركة في فيلم « الدخلاء» للمخرج محمد حازرلي، و يعتبر أول دور مهم في بداية مسيرتي إنه دور شرطي جزائري يعمل مع الفرنسيين و أتحدث فيه باللغة الفرنسية. و أعتبر أول دور بطولة لي في مسلسل «حب في قفص الاتهام»، و تلته عديد أدوار البطولة في مسلسلات درامية أخرى.
. معظم الأدوار التي أديتها منذ بداياتك تقمصت فيها شخصية جندي فرنسي أو شخص فرنسي آخر، هل هذا راجع لإتقانك للغة الفرنسية ؟
ـ نعم، فعدد قليل جدا من الممثلين الجزائريين لديهم القدرة على التمثيل باللغة الفرنسية ، و يعاني المخرجون في إيجاد ممثل يتحدث هذه اللغة بطلاقة، و له القدرة على التمثيل بها، و قد ساعدني ذلك بالمشاركة في عدد كبير من الأعمال الدرامية و السينمائية و لو بأدوار صغيرة في بداياتي الفنية. تفوقي فيها فتح لي الباب لتقديم أدوار  أساسية، كدور  كلود سيبستيان  في مسلسل «بن باديس» و هو المسلسل الذي أحببته كثيرا ، كما شاركت في فيلم «البوغي» بدور النقيب إيتيان ، و كنت محظوظا بالمشاركة فيلم «نجمة « بمدينة قسنطينة التي أعشقها كثيرا .
. هل تعتبر دور كريم في «حب في قفص الاتهام» مفتاح نجاحك؟
ـ نعم ، أكيد دور كريم حقق الشهرة لي، و لم أكن أتوقع الصدى الجماهيري الكبير الذي أعقبه ، حيث عرف المسلسل نسبة مشاهدة عالية ، كما تفاعل معه الجمهور عبر مواقع  التواصل الاجتماعي ، و قد ساهم في عودتي سنة 2016 بدور بطولة في المسلسل الدرامي  «قلوب تحت الرماد» و كذا في المسلسل الدرامي «صمت الأبرياء» ، ثم الجزء الأول من المسلسل الفكاهي «تحت المراقبة».
. لقد تعرضت للانتقاد لدى مشاركتك في  مسلسل «صمت الأبرياء»،  هل أثر ذلك على مشاريعك الفنية؟
ـ لا لم يؤثر ذلك إطلاقا ، المشكل لم يكن في الأداء ، و إنما حدث خطأ في الإخراج،  يرجع لتقليص عدد المشاهد من خمسة إلى مشهد واحد،  ما أظهر العمل، و خصوصا في لقطة إعطاء مفاتيح السيارة لي من قبل بطلة المسلسل سارة لعلامة، بالرغم من أنها لا تعرفني، مبتورا و غير منطقي بالنسبة للجمهور. أقول بأن الممثل ليس بإمكانه التحدث بحرية في بلاطو التصوير، لأن أي خطأ يمكن أن يكلف خسارة 20 مليون سنتيم، و هذا المشكل لم يؤثر علي بشكل سلبي و الحمد لله. بعد ذلك اتصل بي مخرجون للمشاركة في عديد الأعمال .
لو وجه للسينما  ما قدم للرياضة لحصلت طفرة
. الدراما الجزائرية عرفت نقلة نوعية مؤخرا، لكن سرعان ما تراجعت في السنة الماضية و تعرضت لانتقادات لاذعة، نظرا لاقتناء سيناريو تركي في مسلسل «صمت الأبرياء» و إسقاطه على الهوية الجزائرية؟
ـ أنا أحب الهوية الجزائرية،  لكن لا أحب سياسة اقتناء السيناريوهات، سواء من تركيا أو من أي بلد آخر ، فذلك  يؤثر على العمل ككل،  و يصبح الممثل المتهم الأول، بالرغم من انه لا دخل له في ذلك. أقول بأن نقص الإمكانيات المادية من بين أسباب التراجع ، غير أنه و بالرغم من بعض الثغرات إلى أن مسلسل «صمت الأبرياء»،  حقق شهرة و نسبة مشاهدة كبيرة.

.معيار الوسامة فتح أبواب الشهرة لعدد من الممثلين، هل تعتبر  هذا العنصر من أسرار نجاحك؟
ـ الممثل ينجح ليس بوسامته، لأن ذلك سرعان ما ينطفئ و تبقى الروح و القدرة على الأداء و خلق المشاعر، فالوسامة وحدها غير كافية تماما لتحقيق النجاح، و الاهتمام الكبير بمعيار الجمال، يبعدنا عن الواقع الاجتماعي الذي نتحدث عنه في العمل الدرامي. بالنسبة للدور الرئيسي، لا بأس أن يكون الممثل الذي يؤديه شكله الخارجي مقبول، لكن الأهم  أن يُؤديه بشكل جيد، بالنسبة للأدوار الأخرى لا يشترط فيها عنصر الجمال،  غير أنه حاليا أصبح هناك اهتمام بعنصر الجمال فيما يتم إغفال مستوى الأداء و مخزون الممثل الثقافي، ما أثر على نوعية الأعمال، و كذا على عدد من الممثلين الأكفاء المغيبين.
. برزت عديد الوجوه الشابة في الساحة الفنية الجزائرية، لكن سرعان ما اختفت رغم تفوق بعضها،  في رأيك ما سبب ذلك؟
. هناك أنواع من الممثلين، النوع الأول هو ممثل الروح و القلب، أي أنه يحب فن التمثيل و متمكن و يؤدي دوره كما ينبغي، و هذا النوع مهما يختفي إلا أنه سرعان ما يعود للساحة، و له القدرة على العطاء، غير أن هناك نوع ثان يضم الدخلاء على الفن، و هؤلاء يستطيعون العمل مع مخرج واحد، لكن ليس بإمكانهم العمل مع الآخرين و هي قضية مصالح، يوجد أيضا ممثلو الفايسبوك وهم يهتمون فقط بالمظهر و لغتهم السينمائية محدودة ، هذا النوع من الأفضل ألا يعود مجددا للساحة، فيما يوجد ممثلون محترفون  للأسف لم يتمكنوا من الظهور، بالرغم من تمتعهم بمستوى ثقافي و علمي جيد و لهم رغبة و قدرة كبيرة على التمثيل. السبب في اختفاء هؤلاء هو أن 90 بالمئة من الإنتاج في العاصمة ، في حين أن الممثلين المتواجدين بباقي ولايات الوطن، ليس بإمكانهم التنقل بحكم الظروف،  كما أن المعلومة لا تصلهم.  لهذا على الممثل أن يبني علاقات مهنية،  ليكون على إطلاع على ما يحدث و يعرف بنفسه. إن الفنانين الجزائريين لا يمدون يد المساعدة لبعضهم البعض و غير متضامنين. كل واحد يحب النجاح لنفسه، كما أن مساعدي المخرجين لا يؤدون دورهم.
الفنان الذي يعتمد على مدير أعمال يُهمش
. ماذا تقصد بكون مساعدي المخرجين لا يؤدون دورهم؟
ـ أنا ألوم مساعدي المخرجين، لأن دورهم هو البحث عن الممثلين الأكفاء، و ذلك بحضور مختلف المهرجانات التي لها علاقة بالمسرح، و تصوير و تسجيل أسماء الممثلين المتمكنين، و كذا إجراء كاستينغ وطني يشمل كل ولايات الوطن و اكتشاف المواهب في مختلف الولايات.  يكون ذلك أساسا بحضور المهرجانات و مشاهدة الإنتاج الدرامي و كذا الفكاهي.  للأسف أغلبهم لا يحضرون المهرجانات، و كان آخرها مهرجان المسرح الوطني الذي تميز بتقديم عروض في المستوى، غير أنهم كانوا غائبين، هناك هوة بين الممثل و المخرج .
. لماذا أغلب الفنانين يمتنعون عن الاستعانة بمدير أعمال لتسيير مشاريعهم؟
ـ لأن ذلك يصبح عائقا لدى الفنان ، و يتسبب في تهميشه، على اعتبار أنه سيطلب مقابل كبير عن أي دور يقترح عليه، و هناك من تخلوا عن مدراء أعمالهم لهذا السبب.
. بالنظر للإمكانيات  البشرية المتوفرة في مجال التمثيل هل بإمكاننا   صناعة سينما؟
. نعم بإمكاننا ذلك، لأن لنا طاقات شبانية لا بأس بها، و كذا ممثلين كبار محترفين.  إن شاء الله سيتجسد مشروع المدينة السينمائية ، و ذلك يتجلى في الإرادة السياسية، كما أن هناك رجال أعمال  يسعون للاستثمار في المجال الفني، ، فإذا قدمت الإمكانيات للثقافة، كالتي تقدم الرياضة، ستكون لنا صناعة سينمائية حقيقية و سنصل إلى العالمية.
حصر الإنتاج في العاصمة حرم مواهب كثيرة من البروز
. هل تطمح للمشاركة في أعمال أجنبية أو عربية؟
ـ نعم أطمح للمشاركة في أعمال أجنبية و كذا عربية، و قد سجلت مؤخرا في وكالة لفترة ثلاثة أشهر مقابل  150 أورو ، ليصبح بإمكاني إجراء تجارب أداء عبر الأنترنت،  فأنا أحب السينما الإيرلندية، الإيطالية و الفرنسية و أحب أفلامها و منهجيتها.
. ما هي نوعية الأدوار التي تطمح لأدائها؟
حلمي أن أؤدي دور متشرد و شخص مهموم، و كذا تقمص شخصية صعبة.
. ما هي مشاريعك المستقبلية؟
ـ لدي ثلاثة مشاريع بين مسلسل درامي و فكاهي و دراما .       
                  أ . ب

الرجوع إلى الأعلى