يشهد برنامج تطوير الزراعات الإستراتيجية لسنة 2025، بولاية خنشلة، إقبالا من الفلاحين، في ظل التسهيلات والدعم المقدم من الدولة ضمن مخطط عمل مسطر لمديرية المصالح الفلاحية، لبلوغ الأهداف من المساحات المستهدفة ولتكون ولاية خنشلة من أهم الأقطاب المنتجة على المستوى الوطني، في ظل توفر كل المقومات والمؤهلات بالمنطقتين الشمالية والجنوبية وكذا مرافقة الهيئات المختصة، بما يتماشى مع التوجه الاقتصادي الجديد، بتفعيل مصادر الدخل غير النفطية لبناء اقتصاد أكثر استدامة وقد حققت الوحدة الفلاحية للإنتاج لعطر لخميسي ببلدية قايس، تجارب مشجعة لتحقيق هذا المسعى ورفعت التحديات لتوسيع المساحات وتحقيق قفزة نوعية في الإنتاج.
مساحات واسعة مستهدفة للزراعات الاستراتيجية
وأكدت رئيسة مصلحة الإنتاج والدعم التقني بمديرية المصالح الفلاحية بخنشلة، وناس وهيبة، أن برنامج زراعة المحاصيل الإستراتيجية للموسم الفلاحي، يشمل زراعة الذرة الحبية والنباتات الزيتية دوار الشمس والبطاطا الموسمية، حيث يتم العمل وفق خارطة طريق، بعد أن سطرت الوزارة الوصية المساحات المستهدفة لسنة 2025 لولاية خنشلة وتحديد الأهداف لكل زراعة وتخصيص 2300 هكتار لزراعة الذرة الحبية، منها 200 هكتار بمؤسسة كوسيدار فلاحة، بالمنطقة الجنوبية للولاية الرائدة في الزراعة وكذلك 150 هكتارا بالوحدة الإنتاجية لعطر لخميسي ببلدية قايس وباقي المساحات الخاصة بهذه الزراعة، موزعة على دوائر بوحمامة، الحامة، أولاد رشاش، عين الطويلة، قايس وبابار.
أما في ما يخص برنامج زراعة النباتات الزيتية دوار الشمس، فقد تم تخصيص مساحة تقدر بـ860 هكتارا، مقسمة على 150 هكتارا لوحدة الإنتاج الفلاحي بقايس و5 هكتارات لمؤسسة كوسيدار فلاحة وباقي المساحات مقسمة على متوسة، بـ 10 هكتارات وبغاي بـ 5 هكتارات ويابوس بـ 4 هكتارات وأولاد رشاش بـ 2 هكتار والحامة بـ 5 هكتارات وأنسيغة بـ 5 هكتارات وشيليا بـ 4 هكتارات والمحمل بـ 2 هكتار وكذلك 10 هكتارات لبلدية الرميلة و5 هكتارات لطامزة و2 هكتار للمحمل و4 هكتارات لبابار و5 هكتارات لقايس و3 هكتارات لتاوزيانت و5 هكتارات لعين الطويلة، إضافة إلى تخصيص مساحة تقدر بـ 80 هكتارا للبطاطا الموسمية، مقسمة على عدة بلديات منها الرميلة بـ 25 هكتارا و5 هكتارات لششار و8 هكتارات لبوحمامة و5 لأولاد رشاش و10 هكتارات للحامة و8 هكتارات لبابار و15 هكتارا لبلدية عين الطويلة.
واعتبرت المسؤولة، زراعة دوار الشمس، تجربة جديدة مقارنة بالذرة الحبية التي عرفت تجارب سابقة من دون تأطير، حيث تعمل مديرية المصالح الفلاحية على مرافقة المنخرطين في برنامج الزراعات الإستراتيجية، مع القيام بحملة تحسيس واسعة باستغلال مختلف الوسائط وكذا تحفيز الفلاحين عن طريق ربط البرنامج بآليات الدعم الفلاحي في مجال السقي، في ما يخص حفر الآبار وكذلك الأحواض المائية، كما قامت ذات المصالح، بتوفير البذور في الوقت المناسب، بالتنسيق مع شركة «فيتوبيوشام»، بالنسبة لزراعة دوار الشمس وتم تسجيل إقبال على البرنامج رغم عدم تعود الفلاحين على زراعة دوار الشمس وكذلك توجيه البذور في الآجال المحددة بالنسبة لزراعة الذرة الحبية، بالتنسيق مع شركة «غلوبال آغري فوود»، مع تقديم كل التسهيلات للفلاحين بهدف تحفيزهم بالانخراط في هذا البرنامج وقد انطلقت العملية مبكرا بالمنطقة الشمالية بالولاية، مقارنة بالمنطقة الجنوبية التي ستنطلق فيها الأيام القليلة القادمة، بعد انتهاء الفلاحين من عملية حصاد منتوجهم من الحبوب .
عقود التزام لتطوير الزراعات الاستراتيجية
وأكدت لنا مسؤولة بمصلحة تنظيم الإنتاج والدعم التقني بمديرية المصالح الفلاحية، أمال كميني، أن جديد هذه السنة في برنامج الزراعات الإستراتيجية، هو عقود التزام لمديريات المصالح الفلاحية مع الوزارة الوصية، تتضمن أهداف كل نوع من الزراعات، خاصة منها الزيتية دوار الشمس والذرة الحبية، في ظل الاهتمام الكبير الذي توليه الدولة للزراعات الإستراتيجية، بهدف تخفيض فاتورة الاستيراد وتحقيق الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي، حيث تمت تهيئة كل الظروف بولاية خنشلة لإنجاح البرنامج.
مع العمل على تشجيع الفلاحين منذ شهر جانفي من السنة الجارية، للانخراط في البرنامج الذي لقي إقبالا واسعا بأزيد من 100 فلاح مقارنة بالسنة الماضية التي لم يتجاوز فيها عدد المنخرطين 7، بالمنطقتين الشمالية والجنوبية وقامت مؤسسة كوسيدار بزراعة مساحات معتبرة من الذرة الحبية، منها 200 هكتار السنة الماضية و 200 هكتار سنة 2023، بإنتاج يتراوح بين 9000 إلى 10 آلاف قنطار، تم جمعها من طرف وحدة تغذية الأنعام بتبسة .
حيث يحظى الفلاحون المنخرطون في هذا البرنامج، بمرافقة تقنية إلى غاية مرحلة الحصاد من مديرية المصالح الفلاحية ومفتشية حماية النباتات والمعهد الجهوي لحماية النباتات عين توتة، بدورة إنتاجية تتراوح بين 3 أشهر ونصف إلى 4 أشهر، حسب الظروف المناخية، من أجل تحسين مردوديتهم ومداخيلهم، إضافة إلى تقديم عدة تسهيلات، منها تحمل الموردين على عاتقهم نقل الحبوب ومبيدات الأعشاب الضارة إلى ولاية خنشلة، خاصة وأن نقاط البيع تتواجد بولايتي سطيف والجزائر العاصمة وقد تم توفيرها للفلاحين لتسهيل عملية شرائها في ظروف مريحة.
وخصصت الدولة مرافقة مالية بالنسبة لهذه الزراعات، بمنحة تحفيزية للمنخرطين في هذا البرنامج لتوسيع نشاطهم، منها ما يخص زراعة دوار الشمس بمبلغ 3000 دج للقنطار الواحد، بالإضافة إلى السعر الذي يحدده المتعامل الاقتصادي الذي يتكفل بجمع الإنتاج حسب البورصة العالمية، بمبلغ مالي يتراوح بين 5500 و8000 دج، أما بالنسبة للذرة الحبية، فإن السعر ثابت بـ 5 آلاف دج، تقوم بدفع مستحقاته وحدة إنتاج أغذية الأنعام بتبسة.
تكفل بنقل وشراء منتوج الفلاحين
وأكد رئيس مصلحة بمديرية المصالح الفلاحية، جمال معافي، للنصر، أن شركة» فيتوبيوشام « تقوم بنقل منتوج دوار الشمس إلى الجزائر العاصمة، فيما يتكفل المجمع الشرقي لأغذية الأنعام بوحدة ولاية تبسة، بشراء محصول الذرة الذي يدخل في إنتاج الأعلاف، مع ضمان نقله إلى وحدات التحويل، بناء على عقد بيع يحدد الالتزامات التعاقدية المتبادلة لوحدة أغذية الأنعام والمنتج، بهدف تعزيز الإنتاج الوطني للمواد الأولية المخصصة لتصنيع أعلاف الأنعام، حيث تلتزم الوحدة بشراء جميع كميات الذرة الصفراء المحصودة والمحددة مساحتها ونقلها إلى مراكز التسليم لتعاونية الحبوب والخضر الجافة الموجودة على مستوى ولاية الإنتاج إلى وحدة تغذية الأنعام بئر الذهب بتبسة وضمان نقل المنتوج من محيط الإنتاج إلى الوحدة، مع ضمان تجفيف المنتوج بواسطة آلات تجفيف توفرها الوحدة في محيط الإنتاج، من أجل الحصول على نسبة الرطوبة، حيث حدد ثمن شراء الذرة بخمسة آلاف دينار للقنطار ويكون التسديد عن طريق الدفع المباشر في الحساب البنكي للمنتج أو عن طريق شيك ويقوم المنتج في نهاية كل حصاد بتقديم فاتورة إلى الوحدة وتكون على أساس محضر ممضى بشكل مشترك، حيث يتم تسجيل الكميات المستلمة في نهاية كل حصاد وعلى أساس هذه الفاتورة تشرع الوحدة في تسديد الكميات المستلمة مع نهاية كل حصاد، في ظرف 72 ساعة وتتكرر هذه العملية مع نهاية كل حصاد وفي حالة إمضاء المنتج للعقد بعد الآجال المحددة، تشرع الوحدة في تسديد الكميات المستلمة في مدة أقصاها 60 يوما .
حيث يجب أن تتوفر المعايير والخصائص التقنية الذرة المنتجة محليا، بأن تكون ذات جودة عالية وقابلة للتسويق وصالحة لتغذية الحيوانات، كما يجب أن تكون الذرة خالية من الكائنات الدقيقة والحشرات الحية أو بقايا الحشرات أو أي مادة سامة أو ضارة قد تشكل خطرا جراء استهلاكها وكذلك ضرورة أن لا تخضع لأي علاج ضار للاستهلاك ولا تنبعث منها أي رائحة بخلاف رائحتها الطبيعية، مع ضمانات التحليل من معايير الجودة على المنتوج الخام، منها الرطوبة بنسبة 15 بالمائة كحد أقصى، بعد تجفيف المنتوج على مستوى محيط الإنتاج و4 بالمائة كحد أقصى للحبوب المكسرة و7 بالمائة للحبوب التالفة، منها الحبوب المتضررة من الحرارة بنسبة 0.5 بالمائة كحد أقصى وكذا الشوائب بأن لا تتجاوز 4 بالمائة .
مساع لتحقيق الريادة على المستوى الوطني
وأكد لنا رئيس الغرفة الفلاحية بخنشلة، ياسين كنزاري، أن الجهود مكثفة بالتنسيق مع كل الجهات المعنية، من أجل الوصول إلى الأهداف المسطرة من المساحات المستهدفة للزراعات الإستراتيجية، من أجل أن تكون ولاية خنشلة من أهم الأقطاب المنتجة على المستوى الوطني، لما تزخر به من قدرات ومؤهلات وما تحققه من نتائج إيجابية وريادة في عدة شعب فلاحية وطنيا، خاصة وأنه تم توفير كل الظروف المواتية للفلاحين في إطار تجسيد برنامج رئاسة الجمهورية، عبد المجيد تبون، الرامي إلى تطوير الفلاحة وتوسيع المساحات الزراعية المنتجة وتحقيق الأمن الغذائي الوطني.
حيث انطلق البرنامج بولاية خنشلة في ظروف مريحة ومشجعة لتحقيق نتائج إيجابية، بعد أن تمت زراعة 250 هكتارا بالمنطقة الشمالية بتأطير ومتابعة مستمرة من طرف مديرية المصالح الفلاحية والجهات المختصة، من خلال معاينة الحقول المزروعة بشكل مستمر لمتابعة الحالة الإنباتية ومراقبة أطوار نمو المحصول على مستوى المستثمرات الفلاحية .
كما ستنطلق الزراعة في المنطقة الجنوبية شهر جويلية الجاري، على مساحة تقدر بـ 490 هكتارا، منها 240 هكتارا بمؤسسة كوسيدار فلاحة و250 هكتارا من طرف فلاحين، خاصة وأنه تم، أول أمس، على مستوى مقر القسم الفرعي الفلاحي لدائرة بابار، توزيع شحنة من بذور الذرة الحبية عن طريق البيع المباشر من شركة « فيتوبيوشام» وقدرت الكمية التي تم استلامها من طرف فلاحي المنطقة الجنوبية لبلدية بابار، بـ 100 قنطار لبذر 300 هكتار من أصل 250 قنطارا للشحنة الكلية التي سيتم توزيعها على الفلاحين المنخرطين في برنامج زراعة الذرة الحبية لسنة 2025 بالمنطقة الجنوبية.
ويرتكز مخطط العمل بشكل كبير، على الجانب التحسيسي لفائدة الفلاحين المنخرطين وكذا الراغبين في الانخراط في البرنامج الوطني لتطوير الزراعات الإستراتيجية لسنة 2025، من خلال تكثيف اللقاءات التفاعلية المباشرة، بالتنسيق مع مديرية المصالح الفلاحية وبحضور المختصين من مختلف الهيئات الفاعلة وذلك من أجل تسليط الضوء على واقع الزراعات الإستراتيجية وكذا تحسيس الفلاحين بضرورة الانخراط ضمن إستراتيجية وزارة الفلاحة والتنمية الريفية في بعث استثمارات حقيقية في هذا المجال و تطويره، بالإضافة إلى تقديم شروحات ومعلومات هامة خاصة بالمسار التقني لزراعة هذه البذور الإستراتيجية وتبادل الأفكار والتجارب بين الفلاحين من مختلف بلديات الولاية، كما تعتبر هذه اللقاءات هامة للإطلاع على واقع الفرص الاستثمارية التي تم استحداثها، مؤخرا، في مجال الزراعات الإستراتيجية وبحث سبل وآفاق الاستفادة منها وكذلك فرصة هامة للوقوف على تجارب هذه الزراعات بولاية خنشلة، قصد عرض الأفكار وتبادل الخبرات بهدف بعث استثمارات حقيقية وناجعة في المجال .
تجربة مشجعة للوحدة الفلاحية الإنتاجية لعطر لخميسي
وأكد مدير الوحدة الفلاحية للإنتاج لعطر لخميسي ببلدية قايس، وليد عسكري، للنصر، أنه تم خوض تجارب هامة في زراعات دوار الشمس والسلجم الزيتي، ضمن برنامج رئيس الجمهورية الذي يهدف لتحقيق الاكتفاء الذاتي، بعد اقتناء الحبوب من مديرية تطوير البقوليات الجافة التابعة لمجمع تطوير الزراعات الإستراتيجية وزراعة مساحة تقدر بـ 100 هكتار من دوار الشمس، بدورة إنتاجية تقدر بـ 100 يوم من الزراعة، إلى الحصاد الذي يكون نهاية شهر جويلية أو بداية شهر أوت المقبل و100 هكتار من السلجم الزيتي، تم الانتهاء من حصاد ها شهر جويلية، منها 60 هكتارا بمردود قنطار واحد لكل هكتار وتم دفع المنتوج، حيث تعتبر التجربة مشجعة بنتائج إيجابية تم تحقيقها مقارنة بأنها السنة الأولى في ظل العوامل المناخية وكذلك نقص الخبرة وعدم التحكم الجيد بالمسار التقني، إلا أن المرافقة المستمرة من طرف مديرية المصالح الفلاحية والهيئات المختصة، مكنت من تطبيق أفضل الممارسات الزراعية وتضاف هذه المساحات إلى زراعات أخرى على مستوى الوحدة، منها 350 هكتارا من العدس و421 هكتارا من الشعير و115.5 هكتارا من الزيتون، على أن يتم العمل على توسيع المساحات السنة المقبلة لتحقيق إنتاج أعلى للمساهمة في تحقيق التنمية الفلاحية المنشودة وتطوير الاقتصاد الوطني.
كلتوم رابية