الجزائر – غانا (اليوم سا 17)
يخوض المنتخب الوطني النسوي مواجهة نارية مساء اليوم، أمام نظيره الغاني في الدور ربع النهائي لكأس أمم إفريقيا 2024، في مباراة ستحدد ما إذا كانت سيدات الخضر، ستواصلن مغامرتهن الاستثنائية نحو المربع الذهبي، لأول مرة في تاريخهن، بعد إنجاز غير مسبوق بتجاوز دور المجموعات.
ودشن المنتخب الوطني النسوي مشاركته القارية بثبات، ونجح في إنهاء دور المجموعات وصيفا خلف نيجيريا، دون أي خسارة وبشباك نظيفة، وهو ما يعكس صلابة دفاعية واضحة، بقيادة الحارسة المتميزة كلوي نقازي، المتألقة في صفوف أولمبيك مارسيليا، والمتوّجة بجائزة أفضل حارسة في الدور الأول.
ورغم الحصيلة الهجومية المتواضعة بهدف وحيد، فإن المنتخب الوطني، أبان عن انضباط تكتيكي وروح قتالية عالية، وهو ما أثنى عليه المدرب الوطني فريد بن ستيتي، الذي عبر عن فخره بما تحقق، مؤكدا في تصريحات صحفية، أن الحلم لم ينته بعد، وقال: «لقد كتبنا جزءا من التاريخ، ونسعى لمواصلة المغامرة، دون أي عقدة، رغم قوة المنتخب الغاني».
صدام بين الدفاع الجزائري والهجوم الغاني القوي
ويُنتظر أن تكون المواجهة أمام غانا مختلفة تماما، من حيث الأسلوب والنسق، فبينما تتسلح سيدات الخضر بدفاع حديدي لم يتلق أي هدف، يدخل منتخب «البلاك ستارز» اللقاء بقوة هجومية ضاربة، بعد تسجيله خمسة أهداف في ثلاث مباريات، بينها فوز عريض على تنزانيا (4-1) لحسم التأهل، لكن الدفاع الغاني أظهر بعض الهشاشة، ما قد يمنح الجزائر فرصة لضربه، إن استغلت بوساحة وزميلاتها الهجمات المرتدة والكرات الثابتة.
التفوق التاريخي للغانيات لا يُخيف سيدات الخضر
وتميل الكفة تاريخيا لصالح منتخب غانا، حيث تواجه المنتخبان أربع مرات من قبل، فازت غانا في ثلاث مناسبات، مقابل فوز جزائري وحيد كان في «كان 2014» بهدف نظيف، وهو فوز تتشبث به رفيقات لينا كرشوني كمصدر إلهام وأمل لتكرار الإنجاز، أما آخر مواجهة بين الطرفين فكانت في 2018، وانتهت بفوز غاني بنتيجة (1-0)، في حين كانت الخسارة الأثقل للجزائر في ألعاب إفريقيا 2011 بثلاثية نظيفة.
ورغم هذه الأرقام، تعيش سيدات الخضر اليوم لحظة مختلفة، بجيل جديد من المحترفات، يتمتعن بإرادة فولاذية لكتابة فصل جديد في تاريخ الكرة النسوية الجزائرية.
بوساحة وبلومو تعودان والأمل يتجدد
ستستفيد سيدات الخضر من عودة لاعبات بارزات في هذا الموعد المصيري، على رأسهن النجمة بلومو، لاعبة ويست هام الإنجليزي، التي استنفدت العقوبة، إضافة إلى كرشوني النجمة السابقة لإنتر ميلان، وبوساحة، التي تنشط حاليا في الاتحاد السعودي، بعدما تم إراحتهن في مباراة نيجيريا الأخيرة، وستعزز عودة هذه الأسماء القوة الهجومية لكتيبة بن ستيتي، وستمنحه أوراقا جديدة متميزة لصنع الفارق والمفاجأة.
حلم نصف النهائي يراود الجميع
وتدرك رفيقات القائدة غيلاتي أهمية هذه اللحظة التاريخية، حيث تُجمعن على هدف واحد، وهو بلوغ نصف النهائي في 22 جويلية، لأول مرة في تاريخ المنتخب.
هذا الطموح المشروع بالنسبة لسيدات الخضر، تُغذيه الرغبة الجامحة والإيمان بالقدرة على تجاوز واحد من أقوى منتخبات القارة، والتأكيد أن كرة القدم النسوية الجزائرية، بدأت تطرق أبواب المجد، مستفيدة من تطور اللاعبات اللائي ينشطن في كبرى الدوريات الأوروبية.
وسيكون التحدي أكبر من مجرد التأهل، بل محاولة لقلب موازين التاريخ، وتأكيد أن الجزائر باتت رقما صعبا في الكرة النسوية الإفريقية، حيث تتجه كل الأنظار نحو كتيبة بن ستيتي، التي ستخوض هذه المواجهة الحاسمة بروح الفريق، وعين على حلم تاريخي وحلم المربع الذهبي.
سمير. ك