الأربعاء 21 ماي 2025 الموافق لـ 23 ذو القعدة 1446
Accueil Top Pub

جودة الخدمات الصحية.. مسار متقدم لأهداف التنمية المستدامة: الجزائــــر حققــــت تقـدمـــــا في مؤشــــرات الصحــــة

إن الحديث عن موضوع جودة الخدمات الصحية في القطاع، يفتح بابا واسعا من البحث النظري، العلمي والعملي التطبيقي في مضامين الجودة وأبعادها وطرق قياسها وانعكاساتها على المستفيدين والعاملين، وهو موضوع شائك لأن قطاع الصحة له مميزات وسياسات وآليات تختلف عن باقي القطاعات، بحكم تأثر جودة الخدمة الصحية بالحالات المختلفة والمتعددة للمرضى والأوبئة والإمكانيات المرصودة.

بن ودان خيرة

وفي هذا السياق، أوضح الدكتور حجو يوسف رئيس متصرفي مصالح الصحة و عضو المكتب الوطني للجمعية الجزائرية للمناجمنت وإدارة الصحة في اتصال مع النصر، أنه لا يختلف اثنان على أن الوضعية الصحية للسكان في الجزائر تحسنت بشكل كبير نتيجة للبرامج الصحية الوطنية المتعددة، و الرامية لتلبية الاحتياجات المحددة لكل فئة من السكان، وجهود توفير المساواة في الحصول على الرعاية الصحية وضمان مجانية واستمرارية الخدمة العمومية للصحة وتحقيق الأمن الصحي، وأن كل هذا مبني على التخطيط المحكم والمشاركة في تسيير الملفات من طرف كل الفاعلين، وهم الوزارة الوصية، الهياكل ومؤسسات الصحية، التنسيق بين القطاع العام والخاص، التنسيق مع مختلف قطاعات النشاط، إشراك المجتمع المدني، استشارة نقابات القطاع وإشراكهم في العديد من قضايا الصحة العمومية و الاهتمام بالعاملين من خلال التحفيز المعنوي والمادي وغيرها من الأمور التي أصبحت تشكل ثقافة تنظيمية تهدف في النهاية إلى تحسين جودة الخدمات الصحية العمومية.
تخطيط محكم وثقافة تنظيمية لترقية جودة الخدمات الصحية
وأضاف الدكتور حجو أن ممثل منظمة الصحة العالمية، أشارإلى أن الجزائر حققت «تقدما هاما» في مجال المؤشرات الصحية في إطار تنفيذ أهداف التنمية المستدامة لآفاق 2030 التي حددتها منظمة الصحة العالمية، حيث أشاد ممثل المنظمة العالمية للصحة بالجزائر «فانوال هابيمانا» خلال الورشات الجهوية الرابعة حول أهداف التنمية المستدامة لقطاع الصحة والتي جرت بتيارت في 16 أفريل المنقضي، بما حققته الجزائر مقارنة بالعديد من البلدان في مجال تجسيد الغايات 13، وأضاف ممثل الصحة العالمية أنه في تقرير صادر عن الأمم المتحدة متعلق بالاستراتيجية العالمية للتنمية المستدامة لسنة 2024 في مجال الصحة، أن مؤشر الجزائر هو الأعلى بين الدول الإفريقية، ما يدعو للتفاؤل لتحقيق المؤشرات الصحية المطلوبة بحلول سنة 2030، وتصبو الجزائر لبلوغ تسجيل أقل من 20 وفاة للأمهات لكل 100 ألف ولادة وهذا قبل حلول سنة 2030، بينما المؤشر اليوم هو 48,5 وفاة للأمهات لكل 100 ألف حالة ولادة، وهو منخفض مقارنة بالمعدل العالمي 70 وفاة للأمهات لكل 100 ألف ولادة، كما أن متوسط العمر المتوقع عند الولادة بلغ 77,2 سنة في 2022 مقارنة ب 57,4 في 1980، ما سيسمح للجزائر بأن تصنف من بين البلدان ذات التنمية البشرية المرتفعة تتويجا للتعزيز الملحوظ للتغطية الصحية. كما ارتفع العدد الاجمالي للممارسين في قطاع الصحة، لينتقل من 51595 في 2019 الى 58945 في 2022 في القطاع العمومي، ومن 43990 إلى 49477 خلال نفس فترة في القطاع الخاص، و ارتفع عدد الأطباء المتخصصين إلى 21501 طبيب في 2022 في القطاع العمومي بينما كان يسجل 19744 طبيبا سنة 2019، في حين ارتفع في القطاع الخاص من 14927 إلى 18218 طبيبا.
مخطط عمل المريض.. 7 محاور لتحسين جودة الخدمات
وأشار محدثنا إلى أن وزير الصحة عكف على موضوع جودة الخدمات الصحية ويحرص على أن المريض هو محور نشاط قطاع الصحة، ووضع الجودة في سلم أولويات قطاعه بهدف الارتقاء بمجمل الخدمات المقدمة للمرضى، وفي هذا الصدد، أطلق مخطط عمل المريض في نسخته الأولى، بعدما حرص على اعتماده في مجلس الحكومة، والذي منح لجميع الشركاء للمساهمة فيه من بينهم الجمعية الجزائرية للمناجمنت، لأن لإدارة الصحة دور بارز في طرح العديد من المقترحات التي تضمنها هذا المخطط الذي تم تحيينه وإطلاق نسخته الثانية، وتضمن سبعة (7) محاور أساسية تهدف إلى تحسين جودة الخدمات الصحية، وتتمثل هذه المحاور في الولوج للخدمات الصحية، الوقاية، المصالح الطبية، الوضعيات المهنية، تدعيم الكفاءات، ديون المؤسسات العمومية للصحة، تسيير الاستعجالات، مرافقة إنشاء أقطاب النشاطات الصحية، ويحتوي كل محور على العديد من المجالات لتحقيق أهداف واضحة.
الملموسية والاعتمادية والاستجابة والتعاطف والضمان.. ركائز الجودة
من جانب آخر، أكد الدكتور حجو، أن أبعاد جودة الخدمات الصحية، هي الملموسية، الاعتمادية الاستجابة، التعاطف، الضمان، فبالنسبة لبعد «الملموسية» أي ما هو ملموس في قطاع الصحة، فقد تم خلال السنوات الأخيرة، تدشين العديد من الهياكل الصحية في مختلف مناطق الوطن من مستشفيات، عيادات، ملاحق للصيدلية المركزية للمستشفيات وغيرها، وشهدت البنية التحتية الصحية بين سنتي 2019 و 2021 هياكل صحية جديدة وارتفع عدد المؤسسات الاستشفائية العمومية من 219 الى 235 مؤسسة، ومن 79 الى 91 مؤسسة استشفائية متخصصة، وهي مدعمة بأحدث الأجهزة الطبية، بالإضافة إلى تدعيم المؤسسات السابقة بتجهيزات مهمة مع توصية تحسين واجهة المباني وخاصة الاستعجالا ت، وكذا توحيد الألبسة لكل سلك من أسلاك الصحة للتمييز بينها بهدف تسهيل تعامل المرضى ومرافقيهم مع العاملين.
أما الاعتمادية، فتشير إلى توفر حد مقبول من التخصصات في كل مؤسسة صحية أو ولاية، فمثلا كل مؤسسة عمومية استشفائية تتوفر على التخصصات القاعدية إلى جانب توفير خدمات المناوبة ومصالح الأمومة والطفولة في العديد من المناطق الريفية، وتقليص الضغط على المراكز الاستشفائية الجامعية في مجال التكفل بمرضى السرطان، حيث تم تدشين العديد من مراكز مكافحة السرطان في الولايات الداخلية، كما أصبح مجال معالجة مشاكل مرتفقي الصحة العمومية من أبرز الأولويات التي حرصت الوزارة على تطبيقها، حيث استحدثت سجل معالجة الشكاوي في كل مؤسسة صحية ويقدم للمراقبة اليومية من مدراء المستشفيات ومراقبة دورية من مدراء الصحة بالولايات من أجل تتبع مسار معالجة المشاكل التي قد يتلقاها المرضى ومرافقوهم، بالإضافة إلى توثيق جميع الأنشطة الصحية في مختلف مسارات العلاج، وهذا بالاعتماد على الرقمنة التي حققت نتائج باهرة في كل المؤسسات العمومية للصحة من حيث تسيير المسار المهني ومتابعة الحالات الصحية للمرضى وتسيير الموارد في المؤسسات الصحية.
الرقمنة دعمت كثيرا مسار جودة الخدمات
بينما تتجسد الاستجابة، في سرعة تقديم الخدمات الصحية، وهو الأمر الذي حقق فيه قطاع الصحة نجاحات من خلال اعتماد الرقمنة بداية من مصالح الاستعجالات، بتنظيم طوابير الانتظار وإعطاء الأولوية للحالات الخطيرة، الأمر الذي ذلل العديد من المشاكل وخلص إلى التكفل السريع بالاحتياجات الصحية للسكان، كما بات واضحا استعداد العاملين في قطاع الصحة لتقديم أجود الخدمات الصحية، وهذا ما يلمسه المواطن في تواجد الأطباء ومختلف الأطقم التمريضية وأعوان الوقاية والأمن في هياكل الصحة، حيث في كل بلدية من بلديات الوطن، إلا ويتوفر أطباء عامون وجراحو أسنان وقابلات وفحوصات متخصصة تم إخراجها من المدن الكبرى خلال العامين المنصرمين وبرمجتها في المناطق النائية، للتكفل بالحالات الصحية ورفع غبن تنقل المواطنين، وأيضا تخفيف الضغط على المؤسسات الاستشفائية.
وفيما يتعلق بوفرة الأدوية، لم يعد يشكل هاجسا في قطاع الصحة بفضل التنسيق بين الهياكل الصحية والصيدلية المركزية للمستشفيات ومصانع إنتاج الأدوية في الجزائر، التي أصبحت تغطي جزءا كبيرا من السوق الوطنية واستحداث ملحقات للصيدلية المركزية للمستشفيات في شرق وغرب وجنوب الجزائر، واعتماد الرقمنة في إعداد الطلبيات وتتبع حالة المخزون ومسح ديون المستشفيات تجاه الصيدلية المركزية للمستشفيات ومعهد باستور، وكذا دعم العديد من الهياكل الصحية بسيارات إسعاف مزودة بوسائل علاجية متقدمة.
كما أخذ موضوع الاهتمام بالعاملين حيزا مهما في منظومة جودة الخدمات، من خلال حرص الوزير سايحي على مراجعة القوانين الأساسية والأنظمة التعويضية وفتح أبواب الحوار مركزيا ومحليا، وإطلاق برنامج تكويني شامل ومتعدد داخل وخارج الوطن، بالإضافة لترقية عدد كبير من العاملين الذين كانت ملفاتهم تنتظر منذ سنوات.
ويتعلق بعد التعاطف، بالحديث عن وضع مصلحة المريض في أولويات القطاع، وهو ما عكسه توفير جميع الخدمات طيلة أيام الأسبوع ليلا ونهارا، وتحسين ظروف الاستقبال والتوجيه الذي أخذ حيزا كبيرا من اهتمام مسؤولي القطاع مركزيا ومحليا، وما شهده القطاع في جائحة كورونا دليل على أن هناك «تعاطفا» كبيرا من العاملين في قطاع الصحة مع المرضى ومرافقيهم، فبالرغم من أن الجائحة كانت شرسة، إلا أن قطاع الصحة بالجزائر حقق نتائج مهمة بشهادة العديد من المنظمات الدولية والإقليمية المهتمة بالصحة، بفضل شعور العاملين في القطاع بالمسؤوليات الملقاة على عاتقهم والتي نجحوا إلى حد كبير في تأديتها.
ويأتي بعد الضمان، ليظهر أن سمعة قطاع الصحة حاليا في بلادنا لدى مختلف الفاعلين من مجتمع ومرضی وسلطات وغيرهم، ليست مثل السنوات الماضية، بل يوجد رضا وقبول إلى حد بعيد للخدمات الصحية المقدمة، كما أن المؤشرات الصحية المحققة هي نتيجة لتحسن جودة الخدمات الصحية، مشيرا أنه رغم كل هذا التقدم والمجهودات المبذولة، إلا أن بعض المناطق تعرف نقصا في التغطية الصحية، وعدم توفر الأطباء الأخصائيين وعدم تشغيل بعض الأجهزة الطبية، وضغوطات في التسيير، وعدم وضوح نشاط وأهداف بعض الفروع النقابية محليا، كل هذه الأمور تشكل عائقا أمام تحقيق أهداف الرعاية الصحية اللازمة، ولكنها مشاكل ذات طابع ممارسات فردية وهي مرحلية.
مخطط إستراتيجي لمكافحة خطر الأمراض غير المتنقلة
وأبرز محدثنا أنه تم إطلاق المخطط الاستراتيجي الوطني متعدد القطاعات لمكافحة عوامل خطر الأمراض غير المتنقلة (2022-2030)،المتضمن عدة برامج موجهة للأطفال والرضع من بينها البرنامج الموسع للتطعيم، وبرنامج مكافحة أمراض الإسهال عند الأطفال ومكافحة الأمراض التنفسية الحادة وبرنامج التغذية للأم و الطفل، حيث يرتكز المخطط على أربعة محاور أساسية هي، تعزيز التغذية الصحية، ممارسة الرياضة و تعزيز النشاط البدني، مكافحة التدخين وتعزيز إطار التنسيق بين القطاعات وهو ما ترافق مع تنصيب اللجنة الوطنية متعددة القطاعات للوقاية من الأمراض المتنقلة ومكافحتها، واللجنة الوطنية للوقاية من السرطان ومكافحته.

فيتامين
الفطر علاج فعال لعدوى فيروس الأنفلونزا
أظهرت دراسة حديثة أن الفطر الذي يُستخدم في العديد من الأطباق، يحمل في طياته فوائد صحية غير متوقعة، فإلى جانب ما وصلت إليه دراسات سابقة أن الفطر يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالاكتئاب ويحسن نمو خلايا الدماغ ويعزز الحماية ضد السرطان، أظهرت دراسة جديدة أن الفطر قد يكون أيضا سلاحا فعالا ضد الإنفلونزا.
حيث أجرى فريق بحث من جامعة «ماكغيل» في كندا دراسة أظهرت نتائجها أن الألياف الموجودة في الفطر والمعروفة باسم «بيتا-جلوكان»، قد تساهم في تقليل التهابات الرئة الناجمة عن الإصابة بالإنفلونزا، فيمكن للفطر أن يحسن وظائف الرئة ويقلل خطر الإصابة بمضاعفات خطيرة أو الوفاة بعد التعرض للفيروس.
وأكد أخصائي المناعة في «جامعة ماكغيل»، أن «البيتا-جلوكان» موجود في جدران خلايا جميع أنواع الفطريات، بما في ذلك تلك التي تعيش داخل جسم الإنسان وعلى سطحه، مضيفا أنه من الممكن أن تؤثر مستويات وتركيب الفطريات في جسم الإنسان على استجابة جهاز المناعة للعدوى، وقد أثبتت الدراسات أن البيتا-جلوكان» يعزز من قدرة الجهاز المناعي، ولكن الدراسة الحالية ركزت على قدرته في تقليل تأثير العدوى الفيروسية بدلا من مكافحة الفيروسات بشكل مباشر كما تفعل الأدوية التقليدية.
وما يميز «البيتا-جلوكان» هو قدرته على تعديل سلوك الخلايا المناعية في الجسم، مما يساعد في التفاعل بشكل أفضل مع الإنفلونزا، وهي عملية أساسية لتجنب المضاعفات الصحية الناتجة عن الإنفلونزا مثل الالتهاب الرئوي، واعتبر المختصون أن هذه الدراسة تفتح آفاقا جديدة لفهم كيف يمكن «للبيتا-جلوكان» أن يساهم في تعزيز المناعة ضد الأمراض التنفسية، مما يتيح للباحثين إمكانية استكشافه كعلاج محتمل للإنفلونزا وأمراض مشابهة في المستقبل.
بن ودان خيرة

تحت المنظار
الفصام المقاوم للعلاج
تحد صحي ونفسي لصعوبة تشخيصه
يشكّل الفصام المقاوم للعلاج حسب البروفيسور سهيلة سكلاوي مختصة في الأمراض العقلية ، تحديا كبيرا للأطباء والمرضى وعائلاتهم على حد سواء، فعدم استجابة المريض للعلاجات الدوائية يطيل من فترة المعاناة ويزيد من احتمالية حدوث مضاعفات وتدهور في نوعية الحياة، لذلك، فإن البحث عن طرق تشخيصية أكثر دقة وتطوير استراتيجيات علاجية مبتكرة فعالة وآمنة مهم جدا لتحسين نوعية حياة المرضى.
وأوضحت المختصة خلال الملتقى الوطني 23 للأمراض العقلية الذي نظمته مؤخرا المؤسسة الاستشفائية المتخصصة في الأمراض العقلية فرنان حنفي لولاية تيزي وزو، أن الفصام لا يزال يمثل مشكلة صحية عامة، ويسبب تغيرات عميقة ودائمة في الشخصية، وغالبا ما يصيب المراهقين والشباب، وتشير الإحصائيات إلى أن حوالي 30 بالمئة من المصابين بالفصام يعانون من شكل مقاوم للعلاج، و يشير إلى الحالات التي لا تستجيب بشكل كاف للعلاج الدوائي التقليدي بمضادات الذهان، حتى بعد تجربة العديد منها بجرعات مناسبة ولمدة كافية، وهذه المقاومة يمكن أن تكون موجودة منذ بداية ظهور المرض، أو قد تتطور بشكل تدريجي أو مكتسب مع مرور الوقت.
وفي حين لا يزال السبب الدقيق لعدم استجابة بعض حالات الفصام للعلاج غير المفهوم تماما، إلا أن الأبحاث تشير إلى تفاعل معقد بين مجموعة متنوعة من العوامل البيولوجية والجينية والبيئية والنفسية والاجتماعية، بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤثر عوامل أخرى مثل وجود أمراض مصاحبة، أو حتى التشخيص غير الدقيق وعدم الالتزام بالعلاج على فعالية التدخلات العلاجية أو الدوائية.
وأكدت أن مواجهة الفصام المقاوم للعلاج يستلزم تضافر جهود الباحثين والأطباء وحتى المرضى من أجل تطوير استراتيجيات تشخيصية أكثر دقة وعلاجات مبتكرة تستهدف الآليات المختلفة للمقاومة، كما أن فهم العوامل التي تساهم في تطور المقاومة المكتسبة يمكن أن يساهم في تصميم تدخلات وقائية تزيد من فعالية العلاجات المتاحة وتحسن من جودة حياة المرضى وعائلاتهم.
ويعد كلوزابين حسب البروفيسور سكلاوي الخيار العلاجي الأكثر فعالية والموصى به في حالات الفصام المقاوم للعلاج، وذلك بفضل فعاليته المثبتة بين 30 إلى 60 بالمئة من المرضى الذين لم يستجيبوا للعلاجات الأخرى المضادة للذهان، وعلى الرغم من هذه الفعالية العالية، فإن هذا العقار لا يزال يستخدم بشكل أقل لعدة أسباب رئيسية منها مخاطر دموية تتطلب مراقبة منتظمة، والتأثيرات الأيضية والقلبية و الوعائية، كما أن كلوزابين قد يستغرق وقتا أطول للحصول على استجابة مثالية قد يصل إلى ستة أشهر في بعض الحالات على عكس بعض الأدوية المضادة للذهان التي قد تطهر النتائج في غضون أسابيع قليلة.وتعد الصدمات الكهربائية أحد أساليب العلاج غير الدوائية التي قد يتم اللجوء إليها لعلاج بعض المرضى الذين يبدون مقاومة لعقار كلوزابين، أو الذين لم يستجيبوا بشكل كاف للعلاجات الدوائية الأخرى، وحتى بعد تحقيق نتائج علاجية أولية، وعلى الرغم من فعاليته في تخفيف حدة الأعراض وتحسين الحالة المزاجية للمرضى، إلا أنه لا يخلو من الآثار الجانبية المحتملة وأهمها الآثار القلبية الوعائية، و الجسدية، والآثار الإدراكية.
و أظهرت بعض الدراسات أن التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة أعطى نتائج واعدة في تخفيف أعراض الفصام، مثل الهلوسة والتفكير غير المنظم، أما التحفيز الدماغي العميق الذي لا يزال في مراحل البحث والتطوير لعلاج الفصام، فقد أظهر فعاليته في علاج اضطرابات عصبية ونفسية أخرى. في حين يلعب الدعم النفسي والاجتماعي والأسري وبرامج إعادة التأهيل دورا حيويا في تحسين نوعية حياة المرضى، والتكيف مع حالتهم وتحسين مهاراتهم الاجتماعية والوظيفية.
سامية إخليف

خطوات صحية
الرياضة وصفة طبية لدعم علاج السرطان
أظهرت دراسة طبية حديثة ضرورة إدراج ممارسة التمارين الرياضية، ضمن الوصفات العلاجية لمرضى السرطان، وذلك لما لها من أثر في مساعدتهم على مواجهة الآثار الجانبية للعلاجات، وقد وجدت الدراسة التي نُشرت في المجلة البريطانية للطب الرياضي، أن النشاط البدني خلال العلاج من السرطان يمكن أن يعزز الصحة النفسية والنوم، ودعا الباحثون لإجراء المزيد من الدراسات للمساعدة على لتوضيح أي نوع محدد من الرياضات يمكن أن يكون مفيدًا لعلاج أنواع السرطانات المختلفة.
حيث يشعر الكثير من مرضى السرطان بالإرهاق، ويفقدون كتلة العضلات مع تقدم المرض أو بسبب العلاج، بالإضافة إلى تناولهم بعض أدوية العلاج الكيميائي التي تزيد من فرص الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وعليه يوصي الأطباء بممارسة الأنشطة البدنية أثناء العلاج للوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية والتمتع بعدّة فوائد صحية أخرى. وأوضح باحثون صينيون أن التمارين الرياضية قللت بشكل كبير من الآثار الجانبية ذات الصلة بعلاج السرطان، وهذا مقارنة بالرعاية العادية أو عدم ممارسة الرياضة، وشملت هذه الآثار الجانبية التي تمكن المرضى من تجاوزها بفضل التمارين الرياضية، تلف القلب والأعصاب وتشويش الدماغ، كما وجدت الدراسة أن النشاط البدني يساهم في خفض دهون الجسم وتحسين الكتلة النحيلة، وكذا ينظم مؤشرات الصحة الرئيسية في الجسم مثل مؤشرات الأنسولين والالتهاب، وتشير الدراسة إلى أن التمارين يمكن أن تشمل «اليوجا» والرياضة العامة لتعزيز جودة النوم و»التاي تشي» من أجل القلق.
وتختلف فوائد ممارسة الأنشطة البدنية من شخص لآخر، وفقًا لمستويات الشدة المختلفة، ونوع المرض، والحالة الصحية للمريض، كما أن المدّة الموصى بها لممارسة نشاط بدني لمرضى السرطان هي 30 دقيقة يوميا ويمكن أن تكون أقل بقليل، والأمر المهم هو اختيار الرياضة التي يمكن للمريض أن يستمتع بها ويمارسها وهنا يجب عليه التنسيق مع طبيبه قبل ممارسة أي نشاط بدني، فقد أشار مختصون أن هناك عدد قليل من السرطانات لا يناسبه النشاط البدني مثل سرطان المستقيم الذي لا تساعد الرياضة في مكافحته سوى بنسبة بسيطة، أيضا سرطان الرئة فإن تسارع تفشي المرض عند المدخنين يكون أسرع من التأثير الذي يحدث عن طريق التمارين الرياضية، ومع ذلك يمكن القول إن الرياضة تساعد دائما في مكافحة الأورام.
بن ودان خيرة

نافذة أمل
دعامات خشبية تعوض المعدنية في علاج كسور العظام
يُطور فريق من العلماء دعامة خشبية متوافقة بيولوجيًا لعلاج كسورالعظام، تتميز بخصائص مشابهة للعظام البشرية وقد تحل محل الدعامات التقليدية المصنوعة من المعدن، إذا نجحت التجارب فقد تفتح هذه التقنية آفاقًا جديدة في الجراحة بتكلفة أقل واستخدام مواد طبيعية.
في تطور علمي مثير يحمل إمكانيات كبيرة لتحسين حياة المرضى حول العالم، يعمل فريق من العلماء في معهد «لاتفيا الحكومي للكيمياء» على تطوير دعامات خشبية متينة يمكن أن تحل محل المعادن التقليدية المستخدمة في تعزيز العظام البشرية، فقد يصبح الخشب المادة المفضلة للتطبيقات الطبية المستقبلية، مما يفتح آفاقًا جديدة في مجال الطب الحيوي، ويهدف المشروع إلى إنشاء غرسات خشبية ذات توافق بيولوجي عال وخصائص ميكانيكية مشابهة لتلك الموجودة في العظام البشرية، وعلى الرغم من ليونة الخشب مقارنة بالمعادن، فإن الباحثين يستخدمون تقنيات متقدمة مثل غلي الخشب وتكثيفه لإنتاج مادة صلبة ومتينة تناسب الاستخدام الطبي.
وإلى جانب توافقها الميكانيكي، يدرس الفريق الطبي كيفية تفاعل الدعامات الخشبية مع الأنسجة العصبية والعظمية المحيطة، لأن الدعامات المعدنية التقليدية قد تسبب أحيانًا استجابات التهابية أو تفاعلات مناعية تؤثر على الأعصاب المجاورة، مما يزيد من تعقيد التعافي، بينما تشير الدراسات الأولية إلى أن المواد الخشبية المطورة تتسبب بدرجة أقل في مثل هذه المضاعفات، ما يجعلها خيارًا واعدًا لعلاج الحالات التي تتطلب اندماجًا دقيقًا بين العظام والأنسجة العصبية.
بن ودان خيرة

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com