الجزائر تحتضن غدا اجتماعا لبحث الوضع في ليبيا
 تحتضن الجزائر غدا الأحد، اجتماعا بحضور وزيري خارجية النيجر وتشاد، يخصص لبحث الوضع في الجارة ليبيا التي تشهد أعمال عنف دامية ونزاعات سياسية، فيما تتواصل المساعي التي يقوم بها المبعوث الأممي، برناردو ليون للتوصل إلى اتفاق بشان حكومة الوحدة الوطنية الليبية، ويعكس هذا الاجتماع، التحول في مواقف دول الساحل التي كانت في السابق تنادي بتدخل عسكري أممي، قبل أن تتراجع عن مطالبها بعد الجهود الدبلوماسية التي قادتها الجزائر طلية أشهر.
تستضيف الجزائر غدا لقاء ثلاثيا يضم كلا من الجزائر و النيجر و تشاد يخصص للوضع السائد في شبه المنطقة لا سيما في ليبيا، وقالت وزارة الخارجية في بيان لها، أن الاجتماع سيضم كلا من وزير الشؤون المغاربية و الاتحاد الإفريقي و الجامعة العربية عبد القادر مساهل و وزيرة الشؤون الخارجية و التعاون و الإدماج الإفريقي و النيجيريين في الخارج لجمهورية النيجر السيدة كان آيشاتو بولاما و وزير الشؤون الخارجية و الإدماج الإفريقي لجمهورية تشاد موسى فاكي ماحامات.
كما أشار البيان ذاته إلى أن هذا اللقاء «الذي يندرج ضمن تقاليد التشاور بين تلك البلدان حول المسائل التي تخص التعاون و الأمن في شبه المنطقة سيكون فرصة للوزراء الثلاثة لتبادل وجهات النظر و التحاليل حول الوضعية المثيرة للقلق السائدة في دول الجوار».
و تم التأكيد في ذات السياق، أن هذا الاجتماع «سيسمح أيضا بتجديد التزام البلدان الثلاثة بمرافقة الأشقاء الليبيين في البحث عن حل سياسي تحت إشراف الأمم المتحدة الذي من شانه السماح بتشكيل حكومة وحدة وطنية قادرة على رفع مختلف التحديات التي تواجهها ليبيا و الحفاظ على الوحدة و السلامة الترابية و انسجام الشعب الليبي الشقيق».
الاجتماع الذي تشارك فيه تشاد، التي كانت على رأس الدول المطالبة بتدخل عسكري أجنبي في ليبيا، يعكس التحول الجذري في مواقف الكثير من دول الساحل التي كانت تنادي بالتدخل العسكري الأممي، وهو المطلب الذي قوبل برفض جزائري، وسعت الجزائر طيلة أشهر لاستبعاد الخيار العسكري، وحركت آلتها الدبلوماسية لمنع أي انزلاق عسكري قد يعصف نهائيا بالحلّ السياسي.
وكانت مجموعة الخمس في الساحل الأفريقي، من بينها مالي والتشاد قد طالبت في ديسمبر من العام الماضي، خلال اجتماعها بالعاصمة الموريتانية نواكشوط، من مجلس الأمن الدولي والاتحاد الإفريقي التدخل العسكري بليبيا، وقوبلت الدعوة برفض جزائري، واعتبرت الجزائر بأن الليبيين وحدهم من لديه الأهلية لتحديد أسس ومعالم الحل السياسي بعيدا عن كافة أشكال التدخل الأجنبي.
وسمحت الجهود التي قادتها الجزائر، واستقبالها لعدة رؤساء أفارقة بينهم الرئيس التشادي إدريس ديبي، باستبعاد الخيار العسكري، وهو ما برز لاحقا من خلال التصريحات التي أدلى بها الرئيس التشادي خلال الزيارة التي قام بها إلى الجزائر، أين تحدث حينها عن «تطابق وجهات النظر بين بلده و الجزائر حول تسوية أزمتي ليبيا و مالي. وقال ديبي أن «جميع بلدان الجوار مطالبة بوضع أجندة موحدة لمساعدة هذا البلد» معتبرا أن عدة أجندات من خارج المنطقة «تعيق الحوار بين الليبيين». كما أشار الرئيس التشادي إلى ضرورة قيام الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة والشركاء التقنيين الآخرين بدعم جهود بلدان جوار ليبيا من أجل إيجاد تسوية سياسية للازمة في هذا البلد.                  
   أنيس نواري

الرجوع إلى الأعلى