انطلقت من نقطة الصفر و لم أعتمد على الوساطة
أكد الممثل الشاب محسن هواري، بأنه راض على ما قدمه لحد الآن، سواء في المسرح أو السينما و التلفزيون، فقد استطاع فرض نفسه في الأعمال التي شارك فيها، رغم عدم حصوله على فرصة كاملة، على حد قوله، و أضاف ابن قسنطينة،  26 سنة، بأن سقف طموحاته ليس له حدود و أنه يحلم بالمشاركة في عمل للمخرج جعفر قاسم، كما تحدث أيضا للنصر، عن أبرز المحطات في مشواره ، بالإضافة لأبرز التكريمات التي حصل عليها و أهمها تكريمه في مهرجان مكناس  بالمغرب.
حاوره: فوغالي زين العابدين
. النصر: ماهو جديدك الفني، وهل هناك عمل تحضر لعرضه قريبا؟
ـ محسن هواري: أحضر حاليا عرضا مسرحيا للأطفال بعنوان «بنبوناين و الهومبرقر،»  حول السمنة و الرياضة، وسترى النور قريبا، كما توجد هناك وعود من طرف منتجين و مخرجين في التلفزيون للمشاركة في عدة أعمال أتمنى أن تتجسد على أرض الواقع.
لم أنل فرصتي الكاملة بعد وطموحي ليس له سقف محدود
. شاركت مؤخرا في فيلم «الرحلة المؤجلة» الذي يعالج ظاهرة «الحرقة»، حدثنا عن دورك فيه ؟
ـ هذا آخر عمل شاركت فيه، و هو من إخراج الشاب إسلام منفوش، و هو أول تجربة له في إخراج فيلم طويل دون دعم مادي. الفيلم أنجز بفضل تضافر جهود مجموعة من شبان مدينة قسنطينة بإمكانيات بسيطة، و تمت معالجة موضوع الهجرة غير الشرعية لمجموعة من الشباب اختاروا قوارب الموت من أجل البحث عن مستقبل أفضل .
أما عن دوري في الفيلم، فقد تقمصت شخصية ابن عم المهاجر الحراق، فبعد أن يطلب من أبي المال، أقنعه بالامتناع عن ذلك،  و قام  بدور والدي الممثل القدير نور الدين بشكري.
. حدثنا عن مشاركتك في مهرجان مكناس الدولي لسينما الشباب، الذي تم تكريمك فيه..
ـ وصلتني دعوة للمشاركة في مهرجان مكناس الدولي لسينما الشباب من قبل محافظ المهرجان الأستاذ ذأحمد الحبيب بلمهدي، و تنقلت إلى المغرب و مثلت الجزائر رفقة الأخ عصام تعشيت، و كانت تجربة رائعة. تم تكريمي كأفضل ممثل مساعد،  كانت تجربة مفيدة جدا بالنسبة إلي، فالممثل يجب ألا  يبقى في بلده فقط، إذا أراد أن يطور نفسه و يكسب مهارات إضافية، تزيد من رصيده الفني، لأن المشاركة في المهرجانات الدولية تسمح له بالاحتكاك بالكتاب و المخرجين و الممثلين و غيرهم، و أتمنى أن أزور بلدان أخرى و أشارك في مهرجانات سينمائية كبرى.
. عكس الكثير من الممثلين الشبان صعدت السلم تدريجيا من القاعدة، حدثنا عن ذلك..
ـ فعلا يوجد ممثلون شباب دخلوا مباشرة إلى التلفزيون أو السينما دون تعب، و هناك من حفر الصخر ليحقق أحلامه و أنا أفتخر أنني منهم. بدايتي في التمثيل كانت بالانخراط في جمعية ثقافية بقسنطينة عام 2013 ، حيث شاركت في عدة مسرحيات للأطفال و الكبار،  أذكر  منها «ذات القبعة الحمراء» ، «محاكمة زبانة» و «العنكبوت الشريرة» ، و بعد ذلك حظيت بالتكوين المسرحي بالمسرح الجهوي لقسنطينة، تحت إشراف الأساتذة عيسى جقاطي ، وحيد عاشور و نور الدين مرواني، و زاولت نشاطي مع عدة جمعيات مسرحية .
انضممت إلى الورشات و الحصص التمثيلية بعدة ولايات منها بجاية، مستغانم، جيجل، العلمة و سطيف و تكونت على يد أساتذة محترفين، و آخر تربص تابعته كان في ورشة الكتابة الدرامية من تأطير الأستاذة ليلى بن عائشة، و حرصت على اكتساب أكبر قدر من المعلومات و الخبرات، لأن الممثل الشاب يجب عليه أن يصقل موهبته في بداية مشواره و يتعلم من أخطائه.
فرضت نفسي في مسرح الطفل و منه كانت انطلاقتي

. ماذا استفدت من تجربتك في المخيمات الصيفية و مسرح  الطفل؟
ـ تكونت في مجال التنشيط بالمخيمات الصيفية لمدة 10 أيام، تحت إشراف مديرية الشباب و الرياضة لولاية قسنطينة، فأنا أحب التعامل مع الأطفال و قررت أن أجري هذا التربص، حتى تتسنى لي المشاركة في عروض مسرحية في المخيمات الصيفية. الحمد الله عملت في عدة ولايات مثل بومرداس، جيجل، عنابة، مستغانم و وهران، بالإضافة إلى سيدي فرج، فأنا أعشق المشاركة في مسرحيات الأطفال، خصوصا عندما تكون هادفة و مسلية في نفس الوقت. و أرى أن أصعب أنواع المسرح هو مسرح الطفل، لأنك يجب أن تجذب الطفل و تقنعه ليتابعك باهتمام لمدة ساعة كاملة دون تحرك. و هناك معايير لتقييم عرضك فإذا بدأ الأطفال في التحرك و كثر الحديث و الفوضى، فهذا يعني بأن عرضك فاشل و العكس صحيح، وتجربتي في مسرح الطفل تعلمت منها الكثير و جعلتني أسعى دائما لتقديم الأفضل وتطوير نفسي.
. دخولك لعالم التلفزيون كان أيضا بشكل تدريجي، ما هي أبرز التجارب التي خضتها؟
ـ دخلت عالم التلفزيون كأي ممثل شاب بسيط، يعتمد على نفسه دون وساطة. و ذلك بفضل تمثيلي في أدوار صامتة (كومبارس) في عدة أفلام، منها «الكشاف» ، «الفرار» و «البحار» ، وهذا ساعدني على ولوج بلاطوهات التصوير .
بعد ذلك قمت بدور في فيلم طويل بباتنة عنوانه « الأمنية لي راحت خسارة « للمخرج عبد السلام دعاس، كما شاركت في سلسلة «حرودي غاغ» بوهران التي بثتها قناة خاصة ، وبعد ذلك شاركت في  سلسلة «حكايات زمان» للسيناريست السعيد بولمرقة، و في شريط  وثائقي بعنوان» لو نحكي قسنطينة» ، ومثلت في فيديو كليب للمخرج سيموح ، وساهمت في الكاميرا الخفية «احنا في احنا» للمنتج عبد الغاني بوغريرة و إخراج سليم أودينة.
هناك من يستغل الفنان بثمن بخس
. ماذا عن تجربتك السينمائية التي بدأتها بفيلم قصير؟
في مجال السينما، كان أول فيلم قصير لي أنا وصديقي إسلام حول الفرق بين الكتاب و الإنترنت وعرضناه خلال 5 دقائق ، ثم شاركت في الفيلم الثوري «أسوار القلعة السبعة» للمخرج أحمد راشدي و كذا فيلم «جسر إلى الحياة» للمخرج عادل محسن، في إطار قسنطينة عاصمة الثقافة، و فيلم «الرحلة المؤجلة»، بالإضافة لأعمال أخرى أذكر منها «الطريق الأحمر» و «أبواب السلام».
. كيف تقيم تجربتك في حصة الكاميرا الخفية؟
ـ نعم شاركت في الكاميرا الخفية «احنا في احنا» في جزئيها الأول و الثاني ، و كانت من النوع الخفيف الخالي من العنف الجسدي و اللفظي الذي نشاهده في الوقت الحالي، فالمشاهد أصبح يبحث عن كاميرا خفية حقيقية، و ليس مجرد مشاهد تمثيلية و استغباء ، إن صح التعبير للمشاهد، وأظن  أن الجمهور ذكي ويعرف كيف يميز بين الكاميرا الخفية الحقيقية و المزيفة.  
. لديك أيضا تجربة صغيرة في مجال كتابة السيناريو، ما هي أبرز الصعوبات التي صادفتك في هذا المجال؟
ـ أحاول أن أكتب لكن أجد بعض الصعوبات أحيانا في البحث عن الأفكار الجديدة،  و الكاتب يجب عليه أن يكون ملما بأساسيات السيناريو ليعرف خطوات الكتابة من الحبكة و المشاهد و التشويق و ربط الأحداث. تكونت في هذا المجال على يد الأستاذة ليلى بن عائشة، ربما التربص كان قصيرا، لكن سأحاول تطوير نفسي أكثر من خلال مطالعة الكتب و الروايات.
. رغم أنك دخلت مجال التمثيل  سنة 2013 ، إلا أنك حصلت على العديد من التكريمات، حدثنا عنها؟
ـ تم تكريمي في مهرجان وهران للفيلم الجامعي من طرف المخرج رابح بن دريس،  و نلت عدة تكريمات أخرى  في مجال المسرح، منها في عنابة خلال احتفالية 5 جويلية بعد مشاركتي في مسرحية «ثمن الحرية» للمخرج مصطفى عيسى و التي نالت إعجاب الجمهور، وكرمت في عدة ولايات أثناء عرض فيلم «الرحلة المؤجلة» و آخر تكريم لي كان بالمغرب بمهرجان مكناس.
. هل تعتقد أنك أخذت فرصتك الكاملة لحد الآن؟
ـ بصراحة لم أنل فرصتي الكاملة بعد. الحمد الله  استطعت فرض نفسي في الساحة و لو بشكل  بسيط في سن مبكرة ، لكن سقف طموحي غير محدود وأحلم بأدوار أكبر، لأبرز طاقاتي لأن المخرج المحترف يعلم جيدا كيف يضع الممثل في الدور الذي يناسبه، فمثلا المخرج جعفر قاسم يعرف أين يضع الممثل في مكانه المناسب، و حلمي أن أعمل معه في يوم ما، الحمد الله الكثير ممن شاهدوا أعمالي،  رغم بساطتها أعجبوا بها و يسألونني دائما عن جديدي، فالمشاهد هو الحكم الأول و الأخير. و يوجد الكثير من الشباب لم تتح لهم الفرصة حتى الآن، لذلك يجب الاهتمام بالوجوه الجديدة و صقل موهبتها بشكل صحيح.
. ما هي العراقيل التي قد تصادف الممثل الصاعد في بداية مشواره؟
ـ هناك عدة عراقيل قد يصطدم بها الممثل في وقتنا الحالي، و أبرزها عدم تسديد مستحقاته، فيوجد من يستغلهم مقابل ثمن بخس، و لابد من تشكيل نقابة تحمي الفنان. و في هذه الحالة أيضا يجب على الممثل ألا يعتمد على الفن كمصدر رزق وحيد ، وعليه أن يتخذه كهواية فقط ، لأن الإنتاج في بلادنا قليل، وقد  يضطر الفنان للعمل مرة واحدة في العام، إذا أتيحت له الفرصة،  و يبقى بطالا طيلة العام.
القطاع الفني في الجزائر بحاجة إلى دعم رجال الأعمال
. هل لديك انشغال تود إيصاله لجهة معينة؟
ـ أود أن أنقل ما يجول في خاطر زملائي، و أغلبهم يقولون أنهم بحاجة إلى تمويل ورعاية لمشاريعهم، خصوصا و أننا نح في مرحلة تقشف، وأتمنى أن يدعم رجال الأعمال و أصحاب المصانع الكبرى،  القطاع الثقافي، كما يدعمون كرة القدم و مجالات أخرى.
كما أتمنى لو يقام مهرجان سينمائي في كل ولاية،  لتحقيق نهضة ثقافية في الجزائر، فمثلا قسنطينة لديها كل ما يؤهلها لتحتضن مهرجان سينمائي دولي، يليق باسمها وتاريخها.                             ف.ز

الرجوع إلى الأعلى