اعتبرت أمس، الفنانة ليلى بورصالي، بأن الأغنية الأندلسية تعيش مرحلة جمود و رتابة بسبب غياب الجانب الإبداعي في كتابة الأشعار و التركيز على الأرشيف القديم لقصائد الزمن الماضي.
و خلال نزولها ضيفة على الندوة الثقافية التاسعة و الأخيرة للمقهى الأدبي لمكتبة ميديا بلوس بالمركز الثقافي الفرنسي، أكدت مغنية الحوزي التلمساني، أن الوقت قد حان لفتح مجال الإبداع و الكتابة أمام الشعراء الشباب، من أجل إثراء هذا الطابع الكلاسيكي من الغناء الأندلسي الذي لا يزال معتمدا على قصائد و موشحات القرون الغابرة، كما قالت الفنانة في مداخلتها الموسومة  « المدرسة الأندلسية التراث و الإبداع» ، بأن الموسيقى الأندلسية قد تطورت منذ عهد زرياب غير أن الأشعار و الكلمات ظلت ذاتها ، و رغم أنها تراث إنساني عريق لكنها تحاكي حياة شعوب أخرى في الزمن الحالي، لذلك  و من أجل الحفاظ عليها و ضمان استمرارها للأجيال القادمة وجب تجديدها و تحديثها بإدخال لمسة الشباب من محبي هذا الطابع، و هو حال المدارس الكبرى للموسيقى بالجزائر، مضيفة بأن فنان الطابع الأندلسي غالبا ما يواجه إشكال عدم فهم ما يؤديه من غناء و هنا يجد نفسه أمام حتمية الغوص و التعمق في معاني الأشعار التي كتبت بلغة الموشحات القديمة من أجل إيصال إحساسها للجمهور، ما يعتبر عقبة أمام تطور هذا النوع  من الموسيقى التي لا تزال مقيدة في درج عتيق، مشيرة إلى أنها من الفنانين الداعين إلى العصرنة و التخلي عن التعصب لرفض التغيير.  و قالت المتحدثة،  أن النوبة الأندلسية تعاني اليوم من شح كبير في النصوص على خلاف الحوزي، ما يدفع بمؤدي هذا الطابع إلى التركيز على جوانب أخرى لإعطاء لمستهم الخاصة في مقدمتها طريقة نقل القطعة الغنائية و الأداء ، علما أن الإشكال المطروح بحدة و  لم يعد متعلقا فقط  بكيفية الحفاظ على هذا الموروث بل بطريقة نقله إلى الأجيال، وهو مسعى لن يأتي حسبها إلا عن طريق الإبداع بنصوص جديدة مكتوبة بلغة العصر الحالي التي تلامس حياتنا اليومية، موضحة في هذا الصدد، بأنها اختبرت في السابق تجربتين من هذا النوع، الأولى في ألبوم» حسن السليم» ،الذي تعاونت في كتابة قصائده مع شاعر شاب و تروي من خلاله تجربتها الشخصية بعد وفاة زوجها و معاناة ابنتيها، أما الثانية فتتعلق بألبومها الأخير» الأمل» الذي أحدثت فيه تغييرات كبيرة في النص و الإيقاع، و هو مستوحى من قصة حقيقية و علاقة حب لم تكتمل بين شاب مسلم و مسيحية، حيث حولت  هي في عملها القصة عن مسارها و سردتها على أنها حكاية طارق الشاب الجامعي العاصمي أبيض البشرة و الطالبة تامدرا السمراء القادمة من الجنوب، لتعالج من خلالها  قضية الفوارق الاجتماعية.
هيبة عزيون

الرجوع إلى الأعلى