يشق ابن قسنطينة ، المخرج السينمائي و الممثل الشاب إسلام منفوش، طريقه في مجال الفن السابع بخطى ثابتة،  فرغم أنه أنجز لحد اليوم ثلاثة أفلام قصيرة فقط، إلا أنها تحمل بصمة مميزة قادته إلى النجاح و التتويج و آخر الجوائز التي حصدها هي جائزة الجمهور في المهرجان العالمي للبوابة الرقمية، المنظم خلال شهر ديسمبر الفارط، عن فيلمه « حياة في لوحة».
إسلام الذي يعمل في مجال المحاسبة المالية، نجح بالموازاة مع ذلك في مداعبة الكاميرا و تصوير آفات و ظواهر مستوحاة من الواقع المعيش، على غرار ظاهرة الحرقة و الأمية و مشاكل بعض الفئات المهمشة، و ذلك بعد أن خاض من قبل تجربة الوقوف أمام الكاميرا من خلال أدائه لعدة أدوار بسيطة في عدة أعمال مثل « العربي بن مهيدي» و  «ابن باديس»، ما مكنه من الاحتكاك مع كبار الممثلين  و حرك لديه الرغبة في إخراج أعمال خاصة به، رغم ما يواجهه  اليوم من عراقيل، كما قال للنصر.   
الوقوف أمام الكاميرا جعلني أصمم على الوقوف خلفها
المخرج الشاب إسلام منفوش، ذكر في حديثه للنصر، أن دخوله مجال التمثيل كان وراء اختياره لاحقا لمجال الإخراج السينمائي، ففي 2014 قدم أول دور في فيلم ثوري للمخرج كريم طرايدية، و هو دور جندي فرنسي، و رغم  أن الدور صغير و بسيط، إلا أنه أتاح له فرصة الالتقاء و الاحتكاك بأسماء فنية كبيرة ، على غرار حسان كشاش، بعد ذلك توالت الأدوار في عدة أفلام سينمائية، على غرار « العربي بن مهيدي» و « البوغي «  و « ابن باديس».
 و في سنة 2016 أسند له دور  في مسرحية «أحمد زبانة « في ذكرى استشهاده،  و دور آخر في مسرحية « ثمن الحرية»، لينتقل بعد ذلك إلى  تجربة الإخراج، مجسدا حلما  راوده منذ الصغر، و في رصيده اليوم ثلاثة أفلام قصيرة، الأول بعنوان «رحلة مؤجلة» مدته 50 دقيقة ذي طابع اجتماعي، حيث يروي معاناة الشباب من ظروف اجتماعية و اقتصادية قاسية تدفع بالكثيرين منهم إلى الهجرة غير الشرعية، و شارك في التمثيل نور الدين بشكري و الفنان أسامة مهدادي ، و تم تصويره بين ولايتي قسنطينة و سكيكدة.
 أما فيلمه الثاني فعنوانه « كتاب البنت»  و يسلط الضوء على مشكلة الأمية تحديدا في المناطق النائية ، و قد تم بث الفيلمين في التلفزيون العمومي ، أما فيلمه الثالث و الأخير، فهو « حياة في لوحة».
التتويج يمنحني الطاقة لتقديم الأفضل
أعرب المخرج الشاب عن فرحته الكبيرة، بفوزه  مؤخرا بجائزة الجمهور الكبرى لمهرجان البوابة الرقمية الدولي في شهر ديسمبر المنصرم  عن فيلمه   «حياة في لوحة» الذي سلط فيه الضوء على يوميات و معاناة ذوي الاحتياجات الخاصة،  و هو من بطولة محمد علي الكعلاعي.
و أكد بأن العمل حظي بأكبر نسبة تصويت للجمهور، إلى جانب  لجنة التحكيم ، ووصف مشاركته في المهرجان بالمميزة و القيمة، و بأنه سيسعى لتقديم الأفضل و الاستمرار في هذا المجال، رغم العراقيل المطروحة، خاصة و أن «حياة في لوحة» تفوق على  56 فيلما من 17 دولة ، على غرار بريطانيا و الهند و فرنسا و إيران و العراق و تونس و مصر و سوريا و فنلندا و السويد ، كما تفوق على 9 أفلام جزائرية.
المهرجان الافتراضي، كما قال المتحدث،  ينظم شهريا و يتيح مجال المنافسة و الإبداع  للمخرجين الشباب من شتى أصقاع العالم ، مضيفا أن طموحاته كبيرة، و سيسعى لإضفاء لمسة مميزة على أعماله ، كما سيصقل موهبته بالالتحاق بمعاهد الإخراج، داخل و خارج الوطن ، مشيرا إلى أنه شارك في دورات تكوينية على هامش المهرجانات التي شارك بها من أجل تطوير قدراته.
أطمح للعمل مع مخرجين كبار
و أضاف المتحدث أن مخرجي الأفلام القصيرة المبتدئون، غالبا ما يواجههم مشكل التمويل، إضافة إلى عراقيل أخرى، ما يفرض عليهم العمل أكثر، لتوفير جزء من تكاليف إخراج عمل صغير.
و تابع أنه يطمح ليصنف ضمن الأسماء الناجحة في إخراج و إنتاج  الأفلام القصيرة التي تخصص فيها، كما يحلم بالعمل تحت إشراف مخرجين كبار، على  غرار علي عيساوي ، محمد حازورلي و أحمد راشدي و غيرهم ، مشيرا إلى أنه سبق له العمل كمساعد مخرج مع محمد الشريف بوعاكر في سلسلة فكاهية.
وهيبة عزيون

الرجوع إلى الأعلى