الإعـلام الجزائـري إبـــان الثـــورة كـــان أكثـــر تنظيمـــا  و استطــاع قهر أكبر قوة إعلامية
أكد أول أمس المشاركون في الملتقى الدولي الأول حول الإعلام والثورة الذي احتضنته كلية العلوم الاجتماعية و الإنسانية بجامعة البليدة 02 بأن الإعلام الجزائري إبان الثورة التحريرية كان أكثر تنظيما و تأثيرا، وأخذ على عاتقه مهمة سامية وهي تحقيق الاستقلال والتحرر و تقرير المصير، واستطاع المجاهدون خلال تلك الفترة قهر أكبر قوة إعلامية، وتمكنوا من إسماع صوت الثورة الجزائرية.
و ذكر المشاركون في مداخلاتهم بأن الإعلام المسموع أو الإذاعة كانت الوسيلة الإعلامية الناجعة في تلك الفترة إذ تصل إلى غالبية الشعب وتستطيع إقناعهم بمبادئ الثورة وإيصال صوتها إلى العالم، عكس الإعلام المكتوب الذي كان يتطلب وجود قراء، في حين كان عددهم قليلا بسبب محاربة فرنسا لتعليم  الجزائريين و نشرها للجهل والأمية.
وفي هذا الإطار ذكر المجاهد و الإعلامي القدير عبد القادر نور الذي شغل منصب أول رئيس تحرير للإذاعة والتلفزيون الجزائري بعد الاستقلال، بأن الثوار أول شيء فكروا فيه هو الإعلام، و أشار إلى أن الوسيلة الإعلامية الناجعة في تلك الفترة كانت الإذاعة، لهذا ركز عليها المجاهدون بشكل كبير، و أنشأوا بعد مؤتمر الصومام، أول إذاعة سرية على الحدود مع المغرب و كانت محمولة على ظهر شاحنة، واستطاعوا إسماع صوت الجزائر للعالم، ثم أنشأت بعد ذلك جبهة التحرير الوطني، حسبه، أركانا إذاعية في الوطن العربي ككل، بعد أن لقيت الثورة الجزائرية دعما عربيا واسعا، وقال في هذا الإطار، بأنه لم ير إجماع العرب على قضية، مثل إجماعهم على الثورة الجزائرية التي قدموا لها كل الدعم والمساعدة، وكانت بذلك ثورة عملاقة، كما أنها كانت لا تميل لأي شخص أو جهة، وحققت استقلالا تاما من الناحية الإعلامية والقيادة.
وأضاف الإعلامي عبد القادر نور بأن جبهة التحرير الوطني استطاعت أن تجند الجميع، بفضل ما كانت تقدمه إعلاميا عن طريق الإذاعات المنتشرة عبر الوطن العربي، مشيرا إلى أن كل الإذاعات كانت تستقبل ممثلي جبهة التحرير الوطني لتقديم كلماتهم وكونت أصواتهم في هذه الإذاعات، و تابع بأن الذين رفعوا مشعل الإعلام في تلك الفترة لم يكونوا مختصين، و رغم ذلك استطاعوا أن يواجهوا أعتى قوة إعلامية و قهروا إعلاميين كبار و رفعوا صوت الثورة الجزائرية عاليا إلى أن أحبها الجميع، و قال بأن أحد أسباب نجاح الثورة الجزائرية هي تركيزها على الإعلام الذي استطاع أن يدحض أكاذيب المستعمر.
من جانب آخر أوضح الوزير السابق للإعلام المجاهد لمين بشيشي، بأن تركيز الثوار على الإعلام المسموع في تلك الفترة كان لأهميته الكبيرة و وصوله إلى كل الفئات، عكس الإعلام المكتوب الذي كان يستلزم وجود قراء، إلا أن عددهم كان قليلا في تلك الفترة، ولهذا كانت الإذاعة أحسن وسيلة لإيصال رسالة الثورة.
وفي الإطار ذاته، قال الأستاذ صالح بن بوزة بأن الثورة الجزائرية اعتمدت على نفسها في ما يتعلق بمهارات الممارسة الصحفية و استراتيجيات الإعلام المضاد و الإقناع.
و تجدر الإشارة إلى أن الملتقى الدولي الأول حول الإعلام والثورة الذي يستمر ليومين، عرف مشاركة أساتذة من الكويت، مصر
 و تونس.                                            نورالدين-ع 

الرجوع إلى الأعلى