أكد رئيس خلية الأزمة النفسية لمواجهة وباء كورونا بالمستشفى الجامعي ابن باديس بقسنطينة، الطبيب النفسي عزيز كعبوش، تسجيل حالات إصابة بنوبات هلع بين الأشخاص المحجور عليهم صحيا في مصلحة الأمراض المعدية والمودعين في الحجر الاحترازي بالفنادق، حيث شرح أن رغبة ملحة في المغادرة إلى منازلهم انتابتهم وتم التكفل بهم وطمأنتهم، كما أوضح أن الخلية تعاملت مع مواطنين تعرضوا لوساوس بالإصابة ومع أفراد عائلات شعروا بالضغط النفسي بسبب البقاء في البيت.
وتحدث النفساني في لقاء مع النصر، عن خلية الأزمة النفسية الخاصة بالمستشفى الجامعي، مشيرا إلى أنها عملت في مختلف الأزمات على غرار حادثة سقوط طائرة على مستوى جبل فرطاس بولاية أم البواقي وحوادث المرور التي تتضمن عددا  كبيرا من الأشخاص، وأضاف أن الخلية تعمل حاليا مع مرضى كورونا بصورة يومية بتخصيص أربعة نفسانيين يتكفلون بمرافقتهم بصورة تناوبية، فضلا عن الحالات الأخرى للأشخاص المحجور عليهم أو من أقربائهم وأسرهم. وأضاف نفس المصدر أن طريقة العمل مع الحالات تجري بالاتصال بالخلية من طرف رؤساء المصالح والأقسام الطبية المعنيين بالعمل مع المصابين أو الحالات المشتبهة، خصوصا عند تسجيل وضعية مستعجلة.
وأوضح نفس المصدر أن أعضاء الخلية لاحظوا زيادة في مستوى الشك في الإصابة من طرف المواطنين، مشيرا إلى أن كثيرا من الأشخاص أصبحوا يعتقدون أنهم أصيبوا بالفيروس بمجرد أن تنتابهم أحاسيس عادية على غرار الحكة في الحنجرة أو السعال أو جفاف في الحلق، كما تعاملت الخلية مع حالات مثل هذه من خلال توضيح كيفية الإصابة لهم وتقديم جميع المعلومات الدقيقة حول الأعراض الحقيقية للإصابة بالفيروس بحسب نفس المصدر. وأضاف أن التعرض لوسواس الإصابة بالفيروس قد ينتهي إلى عواقب سلبية على أصحابه تبلغ حد الانتحار، مشددا على ضرورة ضبط النفس والحفاظ على الهدوء وعدم الوقوع فريسة للهلع والتهويل المبالغ فيه.
ونبه نفس المصدر أن بعض المعنيين بالمشكلة لم يكونوا على علم بوجود خلية للتكفل النفسي، مشيرا إلى أن التعامل مع المريض ينطلق من طمأنته ومساعدته على التغلب على الخوف، بينما كشف لنا أن طبيبة نفسانية ضمن اللجنة قد تنقلت إلى الفنادق التي يوجد فيها أشخاص استفادوا من الإجلاء من الخارج واستمعت إلى المحجور عليهم وقدمت لهم نصائح على رأسها الإكثار من الاتصال بأفراد عائلاتهم حتى يتمكنوا من مواجهة الفراغ والتغلب على القلق.
وذكر لنا نفس المصدر أن خلية الأزمة النفسية سجلت وقوع بعض المحجور عليهم في نوبات هلع، جعلتهم يطالبون بإلحاح بالمغادرة والعودة إلى منازلهم بصورة آنية، لكن تم التعامل معهم من طرف الأطباء النفسانيين، كما أوضح أن بعض المعنيين قد تقبلوا الأمر بعد ذلك، في حين سرد علينا الحالة النفسية لسيدة كانت نتيجة إصابتها سلبية لكنها كانت في الحجر في المستشفى احترازيا قبل صدور تقريرها النهائي، وأرادت المغادرة على الفور بعدما وقعت في نوبة خوف وهلع شديدة، حيث طمأنها النفسانيون أن نتيجتها ستكون على أغلب الظن سلبية، وهو ما تحقق بعد ذلك وغادرت المستشفى.
وفي رده على سؤالنا حول الأشخاص الماكثين في منازلهم بسبب إجراءات الحجر الصحي وبدأت تظهر عليهم مشاعر القلق والاكتئاب، أوضح رئيس خلية الأزمة أنه ينبغي عليهم البقاء في البيوت ومؤكدا على ضرورة الصبر خلال هذه الفترة، بينما اعتبر أن هذه الأزمة الإنسانية لن تكون أكثر من مجرد ذكرى مستقبلا، معتبرا أن الجزائر عاشت في تاريخها عدة حالات مماثلة، على غرار ما يعرف شعبيا بـ”عام المجاعة” والأوبئة الأخرى التي مستها. وأضاف نفس المصدر أن اللجنة قامت بتدخلات على مستوى المنازل أيضا وتم التكفل بالمعنيين بها.
سامي.ح

الرجوع إلى الأعلى