أصبحت المقاطعة الإدارية علي منجلي في قسنطينة، عاصمة للتسوّق في الشرق الجزائري، بعد نجاحها في جذب آلاف المتسوّقين من داخل وخارج الوطن خلال شهر رمضان، لتتحوّل إلى قطب تجاري بامتياز يتطوّر من عام إلى آخر.


 

حاتم بن كحول

وعرفت علي منجلي إقبالا كبيرا من طرف المتسوقين خلال شهر رمضان وخاصة في الثلث الأخير، أين بلغ عدد الزوار عشرات الآلاف سواء بالنسبة للقادمين من مختلف المناطق في ولاية قسنطينة أو الولايات الشرقية أو حتى من خارج الوطن على غرار تونس وليبيا وكذا المغتربين الجزائريين.
وتزايد عدد المتسوقين بالمقاطعة الإدارية خلال النصف الثاني من شهر رمضان ليبلغ ذروته في الثلث الأخير من الشهر، أين عرفت مختلف مداخل ومخارج المدينة ازدحاما مروريا بعد الإفطار يمتد إلى لحظات قبل الإمساك، نظرا للعدد الكبير للمتسوقين أو بسبب تواصل الحركية التجارية إلى أوقات متأخرة.
وعرفت مختلف الطرق والمحاور الرئيسية المؤدية إلى المراكز والمحلات التجارية الكبيرة  حركية كبيرة  لم تكن تهدأ حتى ساعات متأخرة من الليل  نظرا للعدد الكبير من المركبات وكذا الراجلين الذين أنعشوا مختلف الأحياء وخاصة تلك التي تتوفر على فضاءات تجارية.
وعجت مختلف المراكز والمحلات التجارية بآلاف المتسوقين بداية من الساعة التاسعة ليلا إلى غاية الرابعة فجرا، وخاصة تلك الواقعة في الوحدة الجوارية 2 و 6 و 17 و 19، نظرا لما توفره من سلع مختلفة ومتنوعة، وتمكن تجار علي منجلي من جذب الزبائن حتى من خارج الوطن على غرار المتسوقين من دولتي تونس وليبيا، ووقفت النصر على ذلك من خلال تواجد عدد معتبر من المركبات التي تحمل ترقيم الدولتين الجارتين، والتي جابت مختلف الأحياء والشوارع قبل موعد الإفطار، ما يؤكد أن أصحابها تحدوا مشقة السفر وتعب الصيام من أجل التسوق في مدينة تعتبر عاصمة التسوق في الشرق الجزائري.
كما عرفت مختلف حظائر المركبات المحيطة  بالمراكز التجارية إقبالا منقطع النظير، حتى أن بعض المتسوقين لم يجدوا مكانا لركن السيارات على بعد 2 كلم من موقع الفضاء التجاري، وشد انتباهنا أن المئات من المركبات تحمل أرقام ولايات شرقية جاء أصحابها لاقتناء مختلف المواد وأجهزة سواء كانت إلكترومنزلية أو غذائية أو مواد صنع الحلويات ومستلزماتها وخاصة الألبسة، وتجلى ذلك من خلال الأغراض المحمولة من طرف الزوار الذين كانوا يتوجهون إلى مركباتهم.
وتعتبر ولايتي ميلة وأم البواقي  من  أكثر الولايات التي حط متسوقون منها الرحال في علي منجلي خلال شهر رمضان، نظرا للعدد الكبير من المركبات التي تحمل أرقام الولايتين، إضافة إلى ولايات شرقية أخرى على غرار باتنة وسكيكدة وعنابة وخنشلة وسوق أهراس وجيجل وغيرها، ويتجلى التهافت  أكثر  في مواقع تجارية  كبرى ما يؤكد أن المتسوقين يعرفون جيدا المقاطعة الإدارية علي منجلي وخاصة الذين توجهوا إلى المحلات الواقعة في الوحدة الجوارية 19.  


وساير التجار في علي منجلي هذه الحركية من خلال الإبقاء على محلاتهم مفتوحة إلى غاية الساعات الأولى من  الصباح، من أجل توفير كل المستلزمات للقادمين من الولايات المجاورة أو من خارج الوطن، وإتاحة الفرصة لهم لاقتناء ما يرغبون به، بعد تكبدهم عناء التنقل إلى قسنطينة، خاصة وأن العدد الكبير للمحلات لا يسمح بالتسوق فيها كلها في يوم واحد وبالتالي توسيع الحيز الزمني لأكبر قدر ممكن للزوار.
و يعتبر حي «كوسيدار» الأكثر انتعاشا في علي منجلي وخاصة في الثلث الأخير من شهر رمضان، أين قام التجار بفتح محلاتهم لمدة 24 ساعة على 24، ما جعل الآلاف من المتسوقين يجدون ضالتهم لاختيار مختلف الألبسة تحسبا لمناسبة عيد الفطر، وحط المئات من الزوار من ولايات شرقية مجاورة الرحال في هذا الحي المعروف ببيع الألبسة والأحذية مختلف الأحجام والأشكال والجودة.
ووقفت النصر على قدوم زبائن من ولايات شرقية إلى هذا الحي، على غرار أم البواقي وميلة وباتنة وعنابة وسكيكدة وجيجل وسوق أهراس وخنشلة، وحتى من تونس وليبيا خاصة وأن الأسعار مناسبة مقارنة بالدولتين الشقيقتين، ومتنوعة وذات جودة بالنسبة للقادمين من الولايات الشرقية.
و أكد متسوق من عين مليلة بولاية أم البواقي، أنه تعود على اقتناء كسوة العيد من حي كوسيدار كل سنة، لما توفره من سلع ذات نوعية وجودة وبأسعار تنافسية على حد تعبيره، كما أوضح شاب آخر من بلدية العثمانية بولاية ميلة، أنه يقصد حي كوسيدار بسبب عدد المحلات التجارية المتخصصة في بيع الألبسة والتي يفوق عددها حسبه 100 محل، ما يجعله أمام خيارات عديدة ومتنوعة من أجل اقتناء الكسوة المناسبة له، موضحا أن النوعية التي يبحث عنها دائما ما يجدها في هذا الحي.
وأوضح متسوق من ولاية عنابة، أنه يقصد علي منجلي لاقتناء الألبسة، لما توفره من خيارات وكذا بعض القطع المفقودة في ولايات أخرى، على غرار  أحذية   من ماركات عالمية من آخر طراز  تعرض وفق المتسوق  بأسعار مناسبة ،عكس بعض الولايات الأخرى التي لا يواكب تجارها الموضة حسبه، وقال كهل من ولاية تبسة، إنه يتواجد في علي منجلي كل نهاية شهر رمضان من أجل التسوق منذ سنوات، خاصة وأن عائلته الصغيرة تتوجه إلى المراكز التجارية من أجل اقتناء مختلف الأغراض سواء ألبسة أو المواد المستعملة لصناعة حلويات العيد، فيما يقصد هو محلات كوسيدار من أجل اقتناء بدلة كلاسيكية تليق بسنه، موضحا أن التجار في هذا الحي يوفرون ألبسة مناسبة للأطفال الصغار أو الشباب أو الكهول وحتى الشيوخ وهو ما يجعل المنطقة تتميز عن غيرها.
وكسرت علي منجلي كل الأرقام خلال شهر رمضان الحالي من خلال توافد عشرات الآلاف على مختلف المراكز والمحلات التجارية الواقعة بها، لتؤكد مرة أخرى أنها عاصمة التسوق في الشرق الجزائري، خاصة وأن التطور التجاري رافقه تطور اجتماعي و من حيث البنية التحتية من خلال الطرق المضاءة والمساحات الجميلة المحيطة بها مع توفر وسائل النقل، وهو ما لاقى استحسان سكان ولاية قسنطينة وكذا القادمين من مختلف الولايات الشرقية.
وقد تخصصت  عديد المحلات بالمدينة الجديدة في سلع معينة في ما يشبه التقسيم المبني على  التوزيع الجغرافي،  حيث نجد عديد المحلات تعرض ألبسة الأطفال مثلا وأخرى تبيع الألبسة الرجالية فقط وأخرى بها أغراض الحلويات و الأفرشة، ما جعل لكل سوق روادها، فيما تبقى المراكز التجارية الكبرى نقطة استقطاب سيما للمتسوقين من دول مجاورة، بعد أن عرفت المدينة في السنوات الأخيرة تزايد الاستثمار في الأسواق عند تشكل كل قطب سكني جديد، وما شجع على ذلك هو تباعد وحداتها الجوارية و ارتفاع كثافة السكان بها. وهو ما جعل الاستثمار لا يقتصر على تجار من الولاية فقط بل يشمل مستثمرين من مختلف أرجاء الوطن.

الرجوع إلى الأعلى