استذكرت مساء أول أمس مدينة البليدة أيامها العصيبة مع وباء كورونا في احتفالية كبيرة حملت شعار «كورونا في ذاكرة البليديين»، عرفت تكريم عدد من ضحايا هذا الوباء و ممثلي السلك الطبي الذين واجهوا وباء كورونا، إلى جانب رجال الشرطة و الحماية المدنية وممثلي وسائل الإعلام والمجتمع المدني.
الاحتفالية نظمها النائب بالبرلمان جمال ماتسيكي، فكانت بمثابة وقفة للذكرى و العبرة للبليديين، أعادتهم إلى الأيام العصيبة التي مرت بها الولاية، و الرعب والخوف الذي عاشه سكانها، بعد الغلق الكلي للولاية، وما عاشه مواطنوها من ظروف قاهرة في مواجهة هذا الوباء الذي كانت بدايته بهذه الولاية، قبل أن يتوسع انتشاره، ليتفشى بباقي ولايات الوطن.
وتم عرض في الاحتفالية أشرطة فيديو توثق لتلك اللحظات الصعبة التي مر بها البليديون، وما واجهوه في مقاومة هذا الوباء، كما نقلت تلك الصور مشاهد جميلة لتضامن وتآزر الجزائريين مع هذه الولاية، بعد الحجر الكلي عليها، ومنع الدخول والخروج منها، لمدة قاربت الشهر.
وكان أوائل المكرمين في هذه الاحتفالية أعضاء السلك الطبي الذين كان في الصفوف الأمامية في مواجهة الوباء، حيث تم تكريم مدراء المستشفيات الستة التي كانت تستقبل المصابين بالوباء، وخاضت معركة كبيرة في مقاومة الوباء، وفي مقدمة المستشفيات التي رفعت التحدي مستشفى بوفاريك الذي خصص كل مصالحه لاستقبال المصابين بالوباء، و استقبل الإصابات الأولى، وسط ذعر ورعب طاقم المستشفى و المواطنين، كما تم تكريم مدراء مستشفيات فرانتز فانون، إبراهيم تريشين، وحدة زراعة الأعضاء والأنسجة، و مستشفى العفرون و مفتاح.
كما كان الحفل فرصة لتذكر عدد من ضحايا هذا الوباء الذي حصد أرواح أزيد من 300 شخص بهذه الولاية، ومنهم أطباء، عمال مستشفيات، نواب، إطارات في الولاية ورجال شرطة، ومن بين المكرمين عائلة البروفيسور سي أحمد المهدي، رئيس مصلحة الجراحة العامة سابقا بمستشفى فرانتز فانون، و يعد الفقيد من كبار الأطباء بالولاية، وكان يحلم بإنشاء مركز لزراعة الأعضاء في الجزائر، حسب تصريح ابنه، كما كان من الأوائل الذين قاموا بزراعة الكلى بنقلها من الحي إلى الحي في سنة 1995، ثم من الميت إلى الحي، كما كان من الأوائل الذين قاموا بإجراء عمليات جراحية بالمنظار، و يعد الفقيد من مؤسسي وحدة زراعة الأعضاء والأنسجة بمستشفى فرانتز فانون.
و قلد الفقيد بوسام تقدير برتبة «عشير» من مصف الاستحقاق الوطني، نظير الجهود التي قدمها في مجال الطب، من طرف رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون.
كما تم تكريم ضمن السلك الطبي سائق سيارة الإسعاف بمستشفى بوفاريك المرحوم جمال طالحي، الذي قاوم الوباء ولم يتخلف عن نقل المصابين بفيروس كورونا، و يعد الفقيد أول من نقل الحالات الأولى من المصابين بكورونا بين مستشفيات الولاية، و كان قد تقلد هو أيضا وسام التقدير برتبة» عشير» من طرف رئيس الجمهورية.
وفي السياق ذاته تم تكريم النائب بالمجلس الشعبي الوطني ورجل الأعمال الطيب زغيمي، صاحب مجمع سيم، الذي كان هو الآخر من ضحايا هذ الوباء، إلى جانب الإطار بالولاية عبد الحق ملايكة، والمهندس المعماري نورالدين طالب اللذين خطفهما الوباء.
كما شملت عملية التكريم ممثل الشرطة والحماية المدنية، وعدد من الصحفيين الذين كانوا في الصفوف الأمامية لنقل المعلومة الصادقة للمواطن وسط كم كبير من المعلومات التي كانت تتناقلها مواقع التواصل الاجتماعي، والتي كانت في أغلبها تنشر الإشاعات وتزيد من زرع الخوف لدى المواطنين.
و تم أيضا بالمناسبة تكريم ممثلي المجتمع المدني الذين ساهموا بشكل كبير في العمليات التضامنية الكبيرة التي شهدتها الولاية.                  نورالدين ع

الرجوع إلى الأعلى