* شعبة طوّرتها النساء ومشكل المخابر يعيق النشاط
أكد المشاركون في أول صالون وطني لمادة الزعفران نظم أول أمس بوهران، أن هذا المنتج الذي يطلق عليه «الذهب الأحمر» مصدر هام للعملة الصعبة، حيث أن كيلوغراما واحد منه، ثمنه 35000 أورو في أوروبا، و بالتالي  من شأنه أن يدرج ضمن المنتجات الوطنية التي تدعم الخزينة العمومية للتقليص من ريع «الذهب الأسود» .
1 كلغ بـ 35 ألف أورو في الأسواق الخارجية
الصالون الذي تحتضن فعالياته منذ أول أمس الخميس، مشتلة «منبر الحدائق» بمنطقة العين البيضاء في السانيا وهران، و تتواصل إلى غاية  اليوم السبت الموافق لـ 03 أفريل الجاري، يشهد إقبالا مميزا للمواطنين، الذين أجمعوا أن سعر هذا المنتوج مرتفع، حيث أن ثمن الغرام الواحد من شعيرات الزعفران يعادل 2000 دج.
في حين ركز المشاركون في فعاليات الصالون، القادمين من 26 ولاية من ولايات الوطن، على شرح وتفسير الأهمية العلاجية والصحية لهذه المادة، بالإضافة إلى توضيح كيفية استعمالها في الطبخ الجزائري، حيث أن غراما واحد من الزعفران، يمكن أن يستعمل في طهي عدة أطباق لفترة زمنية قد تصل لأكثر من شهرين.
النصر تجولت بين أجنحة الصالون الذي أشرف والي وهران و السلطات المحلية على افتتاحه، و نظم في فضاء المشتلة المفتوح، و رصدت بعض آراء و انشغالات العارضين.
* رئيس الجمعية الوطنية لمنتجي الزعفران عبد الله رويبي
منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة اعترفت بجودة الزعفران الجزائري
أكد رئيس الجمعية الوطنية لمنتجي الزعفران عبد الله رويبي ، أنه في 2017 تم تكريمه من طرف  منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة «الفاو»، خلال مشاركته في فعالية «نستثمر في الأمن الغذائي والتنمية الريفية» التي نظمت بمستغانم قبل أربع سنوات، مضيفا أن هذا التكريم اعتراف أيضا بجودة منتوج الزعفران الجزائري الذي يصنف في المرتبة الأولى عالميا، كما أكدت عدة مخابر دولية مختصة.
و أوضح السيد رويبي الذي يطور منتوجه منذ 12 سنة بولاية خنشلة، أنه يبيع منتوجه لأوروبا، خاصة فرنسا بسعر يتراوح بين 35000 إلى 40000 أورو للكيلوغرام الواحد، لكنه لم يصل بعد إلى مرحلة التصدير بمعناه الاقتصادي، حيث أنه يسوّق منتوجه عن طريق ابنه المقيم بفرنسا الذي حصل على رخصة لنقل هذا المنتوج وبيعه هناك، و يحظى بإقبال معتبر هناك، كما أكد محدثنا، و في ظل جائحة كورونا زاد الإقبال على اقتنائه من قبل الأوروبيين، في ظل ارتفاع  الطلب على المواد العلاجية الطبيعية، ومنها الزعفران الذي له عدة خصائص صحية.
وشرح لنا السيد رويبي مراحل إنتاج الزعفران التي تبدأ بزرع البصيلة التي تنبت على شكل أزهار ذات لون بنفسجي فاتح،  توجد وسطها شعيرات الزعفران التي تميل إلى اللون الأحمر، وهذا في مدة زمنية تصل إلى شهرين بين سبتمبر و نوفمبر، ثم يخضع المنتوج للتجفيف، ويترك لتتفاعل مكوناته، حتى يصبح جاهزا للاستعمال في مدة تصل إلى شهرين آخرين.
و يرى محدثنا أن الزعفران الذي يوجد حاليا في الأسواق و المحلات، غير طبيعي وخطير على الصحة، لأنه ممزوج بمواد كيميائية لإضفاء اللون الأصفر عليه، مشيرا إلى أن الزعفران الذي يعرض عبر دول العالم غير مطحون و يعرض على شكل شعيرات، بينما في الجزائر يقبل المستهلك على اقتناء الزعفران المطحون الذي غالبا ما يمزج بمواد غير صحية، مؤكدا أن بيع الزعفران الطبيعي الأصلي ليس بالأمر السهل في بلادنا، لأن ثقافة الاستهلاك تضبط حسب أسعار المنتوج، وليس فوائده الصحية، رغم أن  غرام واحد من الزعفران الطبيعي الأصلي يكفي  لطهي  قنطار من الأرز، حسب محدثنا.
ومن بين المشاكل التي طرحها السيد رويبي، التحليل المخبري للمنتوج الذي يتوج بشهادة الجودة، و لا يزال إلى غاية اليوم يجرى في مخابر تونسية مقابل 3500 أورو ، لعدم توفر مخابر جزائرية متخصصة في هذا المجال.
* رئيسة جمعية ترقية المرأة الريفية ومنظمة الصالون علو رحو
نريد تشجيع الشباب لتطوير الشعبة  
أوضحت السيدة علو رحو، رئيسة جمعية المرأة الريفية «اليد في اليد» وعضو الجمعية الوطنية لمنتجي الزعفران ومنظمة الصالون، في حديثها مع النصر أن الهدف الأساسي من الصالون، هو تشجيع الشباب الذين اقتحموا هذا النوع من الإنتاج، حتى يواصلوا مسارهم ويطوروه، وكذا للتعريف بالزعفران الطبيعي الذي لا يقتنيه المستهلك الجزائري ربما لعدم معرفته بأهميته و فوائده، مضيفة أن تنظيم الصالون في وهران، يعود لأن الجمعية الوطنية أسست في وهران في جويلية 2018.
و أكدت المتحدثة أن النساء هن الأكثر صبرا في ممارسة هذا النوع من الإنتاج الذي يعتمد على تقنيات يدوية دقيقة ، و المرأة الريفية هي التي يستهويها هذا المجال أكثر من غيرها، داعية إلى تغيير السلوك الاستهلاكي واقتناء الزعفران الطبيعي الذي يعالج عدة أمراض، منها مشاكل العين، التوتر العصبي والإرهاق والأرق وأمراض الكبد والقولون وغيرها.

جامعيون من غرداية يطوّرون منتجات من مشتقات الزعفران
كعينة من الشباب الذين شاركوا في الطبعة الأولى لصالون الزعفران بوهران، تحدثنا مع مجموعة من الشباب من غرداية، وهم جامعيون من مختلف التخصصات، توحدت رؤاهم حول منتوج الزعفران الطبيعي، لاقتحام عالم الشغل دون انتظار قد يطول لمنصب عمل ، مثلما قالوا، وبالتالي بادروا لإنتاج الزعفران منذ أربع  سنوات، خاصة وأن البيئة في غرداية مناسبة لهذا النوع من الإنتاج، فارتفاع درجة الحرارة في المناطق الصحراوية يساعد على خفض الحشرات الضارة  والفيروسات التي تهدد المنتوج الفلاحي، كما أن الرطوبة منخفضة هناك.
و أفاد هؤلاء الشباب أنهم يقومون بتسويق المنتوج بطريقتهم داخل الوطن، و تمكنوا من كسب عدة زبائن، مشيرين إلى صعوبة إقناع المستهلك الجزائري بأهمية الزعفران الطبيعي، لأنه يعتبر ثمنه مرتفعا.
 و لمسنا خلال حديثنا معهم، تمتعهم بإرادة قوية لتطوير هذا المنتوج وجعله سهل التسويق داخل الوطن، حيث أنهم شرعوا في تطوير منتجات يدخل الزعفران في تركيبتها مثل الصابون و سوائل علاجية مختلفة وغيرها، وأوضحوا أن الطلب على الزعفران الجزائري من الخارج كبير، موضحين أن ضعف الإنتاج لا يسمح بالتصدير حاليا، و قالوا بهذا الشأن  « التجار في المشرق أو في أوروبا يطلبون 10 كلغ سنويا، ونحن لحد الآن لم نتجاوز سقف 3 كلغ سنويا»، مشيرين إلى أن مشكل المياه لا يزال يعرقل تطوير هذه الشعبة، كما أنهم يلجأون لتأجير الأراضي للإنتاج، مما يضاعف الأعباء على كاهلهم .
* المهندسة في العلوم الفلاحية نضيرة أولبصير من سوق اهراس
المزايا العلاجية للزعفران شجعتني على إنتاجه
أوضحت المهندسة في العلوم الفلاحية السيدة نضيرة أولبصير ، أنها بدأت إنتاج الزعفران منذ 2017 بعد أن جربته كعلاج للتوتر، فقد شعرت براحة كبيرة بعد تناول مشروب الزعفران ، وهو سهل التحضير، حيث تكفي شعيرات منه في كمية من الماء، وتترك مدة زمنية إلى غاية اكتساب الماء لونا يميل إلى الاصفرار، ثم يشرب بشكل عادي.
و أضافت، أنها قامت بتجربة علمية للتعرف على المضاعفات التي يمكن أن تنجم عن تناول هذا المشروب، لكنها لم تجد أي مضاعفات، بل وجدت أشخاصا يعتبرونه مكملا غذائيا ، و يتناولونه  مع بعض الأدوية للتقليص من مضاعفاتها.
المهندسة أولبصير التي تطور إنتاجها في منطقة سيدي فرج بولاية سوق أهراس، قالت إنها مختصة في شعبة التين الهندي الذي يتمتع أيضا بمزايا علاجية لا تعد ولا تحصى وهي تستخرج منه عدة مشتقات، وتسعى أيضا لتطوير الزراعة البينية ، فاقتحمت شعبة الزعفران التي أكدت أنها متعبة خلال مراحل الإنتاج و صعبة التسويق، لكنها تؤمن  أن الفلاح يجب أن يتحمل مسؤولية  تطوير وتحسين إنتاجه و أن يركز على الشعب التي يتقنها ولا ينتظر أن تساعده السلطات، دون أن يبادر لتسهيل أموره بما هو متاح له.
* السيد محند دريش من تيزي وزو
المناخ قد يؤثر على إنتاج الزعفران
ركز السيد محند دريش في حديثه مع النصر، على صعوبة هذه الشعبة  التي تتطلب الصبر و المثابرة، قائلا بأنه في السنة الأولى من إنتاجه للزعفران بمنطقة معاتقة في تيزي وزو، قام بغرس 25 كلغ من البصيلات، ليحصل بعد 4 أشهر على 16 غراما من مادة الزعفران.
و أضاف أن زراعة الزعفران تتطلب معارف جيدة في طرق إنجاحها وكيفية جعلها تتلاءم مع المناخ الذي قد يؤثر على الغلة في السنة الأولى من الإنتاج، ففي تيزي وزو مثلا المناخ رطب، ولا يسمح دائما بزرع بعض المواد ومنها الزعفران، إلا إذا تم اللجوء إلى بعض التدابير التي يتقنها فلاح المنطقة.
 و أشار المتحدث إلى أنه يمكن تخزين منتوج الزعفران لمدة ثلاث سنوات، دون أن تنتهي مدة صلاحيته،   و قال إن غراما منه يمكن استعماله في تحضير 140 وجبة غذائية بنكهة مميزة و صحية.
بن ودان خيرة

الرجوع إلى الأعلى