انطلقت عمليات  عرض شقق للكراء في المدن الساحلية بشكل مبكر  ومكثف هذا الموسم  باستغلال منصات التواصل الاجتماعي لاستمالة أكبر شريحة من الزبائن، وسجل تراجع طفيف في الأسعار مقارنة بالعام الماضي ، فيما فضلت بعض  الوكالات  السياحية  التريث قبل إطلاق العروض المحلية، في انتظار صدور أي قرار بإعادة فتح الحدود.
وهيبة عزيون
الشقق ليست في المتناول رغم التراجع الطفيف
تباينت  أسعار إيجار الشقق و حتى الفيلات و بعض المراقد الصغيرة  المعروضة عبر مواقع التواصل الاجتماعي ، حسب المساحة و التجهيزات المتوفرة و الموقع ، فمثلا كراء شقة  في ولاية سكيكدة  يتراوح مابين 4000 آلاف إلى 5000 دج ، أما في منطقة القل فهي عموما بين 3000 إلى 4000 دج بينما في جيجل فنجدها معروضة للكراء  ما بين 4500  دج إلى 5000  دج، و تزيد التكلفة كلما كان السكن قريبا من البحر أو من وسط المدينة، فمثلا يبلغ إيجار شقة لليلة واحدة في مدينة جيجل 6000 دج متواجدة بقلب المدينة، بينما لا يتجاوز السعر 3000 دج في منطقة فلفلة بولاية سكيكدة لبعدها عن وسط المدينة، و على ما يبدو  فقد استهل  أصحاب المنازل  موسم الإصطياف هذا العام مبكرا، حيث شرعوا في عرض إشهاراتهم بداية من النصف الأخير من شهر رمضان، عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي.
 و من خلال تصفحنا لعدد من هذه الصفحات ،لاحظنا اهتمام الكثير من المواطنين بالعروض المقدمة، و  شروع فئة واسعة منهم  في ضبط حجوزاتهم، كون فئة لا بأس بها من الجزائريين تجد في الشقق بديلا لتمضية عطلها الصيفية خاصة بعد أزمة كورونا، لكن العقارات المفتوحة للكراء محل انتقاد من الراغبين في الاصطياف، حيث يطرح  من خلال التعليقات التي نجدها على  صفحات   الكراء على فيسبوك مشكل  غياب النظافة و نقص التأثيث وغياب الرفاهية إضافة إلى قدم التجهيزات الكهرومنزلية   إضافة إلى غلاء أسعار الكراء في بعض الولايات، رغم أنها هذه السنة عرفت تراجعا  مقارنة بالسنة الماضية التي شهدت  فيها  إرتفاعا  كبيرا، بسبب   الحجر المنزلي و غلق الحدود و توقف نشاط الفنادق. و يستغل أصحاب الشقق الصفحات الأكثر إستقطابا على منصات التواصل الإجتماعي للترويج  لإعلاناتهم، بصور و عبارات مغرية  من قبيل «توفر المنازل على وسائل الرفاهية «   «شقق مطلة على البحر بأسعار تنافسية» من أجل جذب أكبر عدد ممكن من الزبائن.
حالة من التحفظ
 و الترقب من قبل وكالات سياحية
على عكس أصحاب الشقق ، لا تزال الصورة لدى بعض الوكالات السياحة و الأسفار غير واضحة، التي تردد أغلبها في  إطلاق عروض موسم الإصطياف  المحلية،   ترقبا    لصدور أي قرار بشأن إعادة فتح المجال الجوي و البري، ما من شأنه أن يقلب الموازين لدى أصحاب الوكالات و حتى الزبائن .
و قال السيد «شراف» صاحب الوكالة السياحية « السقيفة» المتواجدة بوسط مدينة قسنطينة ، أن أبواب وكالته لا تزال مغلقة ليومنا هذا ، كما لم يتم ضبط أي برنامج خاص بموسم الاصطياف هنا في الجزائر ، في ظل وجود بعض المؤشرات بإمكانية فتح الحدود البرية و الجوية ،  ما من شأنه إعادة بعث نشاطهم السياحي بقوة بعد أشهر من الغلق التام، و عن سبب عدم إطلاق عروض محلية قال السيد « شراف» أن تجربة السياحة الشتوية جعلته يتردد في خوض غمار التجربة مرة أخرى خلال موسم الاصطياف.
المتحدث أكد أنه واجه الكثير من الصعوبات بعد برمجة عدة رحلات باتجاه الجنوب خلال العطلة الشتوية بسبب نقص و تراجع الخدمات المقدمة هناك، ما سبب له الإحراج مع الزبائن  ، و حفاظا على سمعة الوكالة فضل التريث و عدم الاستعجال في إطلاق عروض لموسم الاصطياف داخل الجزائر و تكرار نفس التجربة ، و في انتظار أي قرار بإعادة الفتح ليطلق عروضا سياحية خارجية، و هو نفس الطرح الذي ذهبت إليه السيدة مها مسيرة بوكالة « بليكز للسياحة و السفر»  بولاية قسنطينة ، حيث قالت في حديثها للنصر أن الوكالة لا تفكر في إطلاق عروض للسياحة الداخلية لموسم الاصطياف لعدة أسباب  في مقدمتها، تدني مستوى الخدمات لدى الكثير من  المرافق الفندقية المحلية ، في ظل تطلب الزبون الجزائري الذي اعتاد على مستوى معين من الخدمات التي توفرها فنادق في بلدان مجاورة و بتكلفة أقل، و أضافت المتحدثة أن الوكالة على أتم الاستعداد لإطلاق عروض السياحة الخارجية في حال صدور أي قرار بإعادة فتح الحدود.
على خلاف سابقيه فضل صاحب وكالة « نوميديا ترافل سرفيس» في قسنطينة السيد نذير بلحاج ، إطلاق عروض خاصة بموسم الاصطياف في عدة ولايات ساحلية ، حيث قامت الوكالة بحجز ما يفوق  400 غرفة في فنادق مصنفة بين خمس  و أربع  نجوم في مختلف الولايات الساحلية.
و في حديث للنصر قال السيد بلحاج أن الوكالة قد شرعت قبل أسبوع في إطلاق هذه العروض، أما عن الأسعار فهي عموما ما بين 6000 دج إلى 10000دج لليلة الواحدة بالنسبة لإقامة شخص واحد، كما أن الوكالة بدأت في استقبال الطلبات و الحجوزات من قبل زبائنها ، بعدما كانت لها تجربة ناجحة خلال فصل الصيف و عروض السياحة الشتوية على عكس الكثير من الوكالات الأخرى . و حسب رأيه فإن أزمة كورونا قد ساهمت في إعادة بعث السياحة الداخلية بما نسبته 80 في المئة ، كما كانت فرصة  للكثير من أصحاب الفنادق  لإعادة تأهيل و تهيئة  مرافقهم  و تحسين واجهتها السياحية ، لكن يبقى العائق الأكبر في وجه السياحة الداخلية هو نقص الخدمات المقدمة و تكوين الموارد البشرية.
و حسب رأيه فان بعض العوامل كانت وراء عزوف بعض الوكالات عن إطلاق عروض سياحية محلية،  من بينها حالة الترقب و انتظار قرار إعادة الفتح ،إلى جانب ارتفاع تكاليف السياحة الداخلية و ما تتطلبه الحجوزات من ميزانية ضخمة قد تعجز عنها الكثير من لوكالات التي تأثرت بسبب كورونا.

سعيد بوذراع المدير العام لمؤسسة التسيير السياحي للشرق
الفنادق العمومية جاهزة وبأسعار تنافسية    
أفاد  سعيد بوذراع المدير العام لمؤسسة التسيير السياحي للشرق في حديث للنصر ، أن  كل التحضيرات لانطلاق موسم الاصطياف  تم استكمالها باستثناء بعض اللمسات الأخيرة قبل 20 جوان المقبل ، خاصة ما تعلق بالشق التقييمي لموسم الاصطياف للموسم الفارط، و هي عملية تباشرها المؤسسة مع حلول فصل الشتاء للوقوف على السلبيات و الايجابيات.
و تعرض المؤسسة ما عدده  189 غرفة جاهزة بكل من فندق الحماديين بولاية بجاية الذي يحوي 114 غرفة و فندق بوقارون في  القل بـ 75 غرفة ، مع توفير مرافق سياحية أخرى على غرار مسابح للكبار و الصغار ، مضيفا أن المؤسسة قامت بإعادة تهيئة فندق الحماديين    خلال فترة الحجر المنزلي ، بعد التوقف الكلي للنشاط الفندقي كما تم إنشاء مرافق إضافية تمثلت في مسبح موجه للأطفال بمساحة صغيرة و مسبح آخر موجه للكبار ، أما عن الأسعار فقال أنها مدروسة يعتمد فيها على نوعية الخدمة المقدمة مع الحرص على تقديم تخفيضات و عروض جد مغرية ، فيمكن للزبون الاستفادة من تخفيضات كلما طالت مدة الإقامة مع تخصيص عروض خاصة بالأزواج الجدد  و عطل نهاية الأسبوع ، و  تنطلق الأسعار بفندق الحماديين من 4000 دج للغرفة الواحدة و 3000 دج في فندق بوقارون ، كما تتعامل المؤسسة مع عمال بعض المؤسسات في إطار ما يعرف بالخدمات الاجتماعية.           و. ع

الرجوع إلى الأعلى