يعتبر فطور الصباح، من الوجبات الضرورية التي يؤكد عليها المختصون، لأن التخلي عنها يسبب عدة أضرار للجسم، حيث يشير هؤلاء إلى أن العديد من الموظفين يذهبون إلى مقرات عملهم في الصباح دون تناول وجبة إفطار حقيقية بسبب ضيق الوقت أو العادات السيئة مثل الاستيقاظ  متأخرين وغيرها، كما يرفض الأطفال الصغار تناولها عادة وهو ما يتسبب لهم في قلة التركيز وتشتت الانتباه  في القسم والتعب وما إلى ذلك.
تشير المختصة في التغذية الدكتورة منال عمران، إلى أن أكثر من 40 بالمائة من الأشخاص الذين يقصدونها في عيادتها يتخلون عن فطور الصباح وخاصة الأطفال في سن النمو، مؤكدة أن لهذا السلوك عواقب صحية سلبية، حيث يعتقد البعض أن تجاوز هذه الوجبة هو وسيلة لتجنب السعرات الحرارية وبالتالي فقدان الوزن بسهولة أكبر،وهو تصور خاطئ جدا كما أوضحت، لأن الإخلال بالبرنامج الغذائي اليومي و إسقاط وجبة الفطور يتسبب في زيادة الوزن ومشاكل أخرى تؤثر على نمط الحياة و على نشاط الفرد و نموه الطبيعي، لذلك فمن الضروري  جدا إدراج وجبة متكاملة و صحية خلال الفطور وذلك بشكل منتظم يكون جزءا من العادات اليومية، على أن ينتبه الإنسان جيدا لنوعية ما يأكله بحيث لا يجب أن تفتقر الوجبة  إلى العناصر الغذائية المهمة للجسم، و أضافت الأخصائية بأن تناول الفطور يعود النظام الهضمي على العمل بشكل سليم و يساعد على حرق السعرات الحرارية وهو تحديدا ما يمنع تخزين الدهون وزيادة الوزن بشكل كبير.
و أوضحت المتحدثة، بأن الوزن الزائد يتسبب في عدة أمراض من بينها السكري وضغط الدم و القلب والسرطانات وغير ذلك، كما أشارت إلى أن تناول فطور الصباح، يجعل الشخص يتجنب الإصابة بالعديد منها، لأنه يغنيه عن استهلاك الوجبات السريعة الغنية بالدهون عالية السعرات الحرارية، التي يلجأ إليها لاحقا لسد جوعه ، كما أن إهمال هذه الوجبة، يسبب نقص الطاقة حسبها، ما ينجر عنه شعور بالإرهاق يمكن أن يستمر طوال اليوم ويكون معه الشخص أقل نشاطا، وهو ما قد يعرضه إلى زيادة الوزن، و قالت الأخصائية، بأننا بحاجة دائما إلى هذه الوجبة لأجل إعادة شحن الجسم، بغية تحسين الأداء البدني و العقلي.
 وأشارت من جهة أخرى، إلى أن العناصر الغذائية التي يحصل عليها الجسم بفضل الفطور، لها تأثير كبير على مستويات السكر في الدم، وإذا تخطى الشخص هذه الوجبة أو اختار بدائل غير صحية عنها، فإن ​​تركيز الأنسولين سينخفض وسيتراكم السكر في الجسم، كما سيختل إفراز العديد من الهرمونات، ويمكن أيضا أن يتسبب الأمر في نقص المغذيات و في حدوث اضطرابات عاطفية وذلك نظرا لكون  الأطعمة الصحية تحتوي على مواد تعمل على تحسين المزاج ، فوجبة الإفطار التي تفتقر إلى العناصر الغذائية مثل الكربوهيدرات المعقدة والبروتينات والدهون الصحية تزيد من التوتر وسرعة الانفعال والإصابة بالاكتئاب، كما يمكن أن يؤدي تجاهل وجبة الفطور الصباحية إلى الإصابة بالدوخة والوهن والتعب والصداع وتسارع دقات القلب و ذلك على المدى الطويل.
من جهة أخرى، يؤثر هذا السلوك  على التحصيل العلمي للتلاميذ، فقد يتسبب عدم تناول العناصر الغذائية المهمة للجسم والدماغ في الصباح بالنسبة لهؤلاء الصغار، في قلة التركيز وبالتالي ضعف  المردود الدراسي، أما الأطفال الذين يتناولون فطورا صحيا مع بداية يومهم المدرسي فسيكون أداؤهم في المدرسة أفضل من غيرهم .
كما يمكن أن يتسبب التخلي عن هذه الوجبة الرئيسية في مشاكل صحية أخرى من بينها زيادة خطر المعاناة من أمراض القلب، ووفقا لدراسة أجرتها كلية الصحة العامة بجامعة هارفارد ، فإن الرجال الذين لا يتناولون وجبة الإفطار لديهم مخاطر أعلى بنسبة 27 بالمائة للإصابة بنوبة قلبية أو مرض الشريان التاجي الحاد.
سامية إخليف

الرجوع إلى الأعلى