لجأ بعض المرقين العقاريين بمدينة البليدة إلى شراء سكنات فردية قديمة بمدينة البليدة وإنجاز بنايات ضخمة شوهت صورة النمط العمراني للمدينة، كما تسبب ذلك في مشاكل عدة للجيران المقيمين بمحاذاة هذه السكنات الأرضية الذين اعترضوا على إنجازها، بعد أن تحولت سكنات فردية في ظرف أشهر إلى عمارات ضخمة تضم عشرات السكنات الجديدة، وقضت هذه المشاريع على الهدوء والسكون الذي تعيشه هذه الأحياء منذ عقود.
ويذكر في هذا السياق مصدر من ولاية البليدة بأن بعض البنايات التي هدمت أثرية ويعود تاريخ إنجاز بعضها إلى العهد العثماني والفرنسي، واستغل مرقون طابعها القديم وحالتها المتدهورة وعدم إمكانية ترميمها لشرائها بأسعار مرتفعة وصل بعضها إلى أزيد من 20 مليار سنتيم لتحول في ظرف أشهر إلى بنايات ضخمة، وتعرض هي الأخرى للبيع بأسعار لا تقل عن 2 مليار سنتيم للشقة الواحدة.
ويلاحظ الزائر لمدينة البليدة في الأشهر الأخيرة تغير النمط العمراني للمدينة، بحيث نمت هذه العمارات كالفطريات وبعضها تتواجد وسط أحياء سكنية تضم سكنات فردية بطابق واحد فقط، وفي ظرف قصير نمت عمارات ضخمة وسط هذه الأحياء، وقد أثرت هذه البنايات على النمط العمراني للأحياء، كما أثرت سلبا على الجيران، بحيث سجلت عدة شكاوى من طرف جيران على هذه البنايات ورفضوا إنجاز هذه العمارات وسط أحياء هادئة، وتحولت سكنات مجاورة لهذه البنايات إلى منازل مظلمة لا يمسها نور الشمس بعد أن كانت مضيئة طيلة النهار.
وقام عدد من السكان بحي النخيل وبني مراد، وشوارع أخرى بوسط المدينة بتقديم شكاوى للسلطات المحلية رافضين إنجاز هذه السكنات، في حين كل الشكاوى لم تلق صدى، بعد تحصل المرقين العقاريين على كل الوثائق المتعلقة بإنجاز هذه البنايات الضخمة، بما فيها رخص البناء وعدد الطوابق التي تجاوزت ببعض الشوارع 10 طوابق، في حين التعليمة الأخيرة للوزير الأول الصادر في شهر نوفمبر الماضي المتعلقة بوقف إنجاز عمارات على أنقاض سكنات فردية لقي استحسان المواطنين خصوصا وأن هناك عدة مشاريع أخرى كانت مبرمجة بالمدينة، كما أن تعليمة الوزير الأول التي تدعمت بمذكرة وزير السكن إلى مدراء التعمير والهندسة المعمارية والبناء بخصوص تطبيق فحوى تعلمية الوزير الأول ساعد السلطات المحلية في الخروج من هذا المأزق واحتجاجات الجيران انطلاق كل مشروع سكني جديد على أنقاض بنايات فردية.
البنايات الجديدة تطرح مشكل التزود بمياه الشرب وتمدرس التـلاميذ
طرحت البنايات الجديدة بوسط المدينة مشاكل أخرى للسلطات المحلية، بحيث هذه البنايات تضم عشرات السكان، ويتجاوز عدد السكان الجدد في بعض البنايات100 عائلة بعد أن كانت نفس المساحة مستغلة من طرف عائلة واحدة، وتزايد عدد السكان بالمدينة وضع السلطات المحلية أمام تحديات جديدة خاصة توفير مياه الشرب، للسكان الجدد في ظل أزمة مياه تعيشها المدينة مع موجة الجفاف في السنوات الأخيرة، إلى جانب العجر في توفير التمدرس للتلاميذ الجدد في الأطوار الثلاث، بحيث من غير الممكن حسب نفس المصدر بناء مؤسسات تربوية جديدة، أما المتوفرة فهي الأخرى تعرف اكتظاظا، وبالتالي خلقت البنايات الجديدة مشكل الاكتظاظ من جديدة بالمؤسسات التربوية بالأطوار الثلاث، هذا إلى جانب الاختناق المروري الذي تعرفه المدينة، وساهمت البنايات الجديدة بوسط المدينة في تعقيد هذه الأزمة في الوقت الذي تبحث فيه السلطات المحلية عن إيجاد مخطط جديدة للنقل لتخفيف حدة الازدحام المروري بالمدينة
من جهة أخرى تعليمة الوزير الأول بوقف كل أشكال هدم البنايات الفردية وتحويلها إلى عمارات ضخمة لقيت استحسانا كبيرا من طرف سكان الأحياء بالمدينة، كما ساهمت هذه التعليمة في وقف حدة الأزمات التي تعيشها السطات الملحية مع المقيمين الجدد، خاصة توفير مياه الشرب والتمدرس للتلاميذ.                                          نوررالدين ع

الرجوع إلى الأعلى