قال الفنان محمد جفال، خريج مدرسة ألحان وشباب  أن شبكات التواصل الاجتماعي، خدمت الفنانين وبخاصة الأصوات الشابة، فالشهرة والانتشار على المواقع  قاعدة متينة حسبه، للانطلاق ميدانيا، خصوصا وأن النجاح في عالم الفن مرتبط بالجماهيرية، مؤكدا للنصر أن الجيل الصاعد من الفنانين يملك الموهبة التي تسمح بالتألق محليا و حتى عربيا، بدليل أن الكثيرين، تميزوا في المسابقات والحصص الفنية العربية على غرار « إكس فاكتور و آراب إيدول وغيرها».

* حاوره: عبد الناصر سليخ

الظروف حالت دون ظهوري في برنامج مواهب عربي
النصر:  كيف خدمتك مدرسة ألحان و شباب في مسارك و هل حققت جانبا من طموحاتك الفنية بعدها ؟
ـ محمد جفال: قطعت شوطا لا بأس به في الفن منذ تخرجت من مدرسة ألحان وشباب، والحمد الله أديت العديد من الأغاني وتعاملت مع العديد من الأسماء الفنية الهامة لكن الطريق لا تزال طويلة، فأنا لا أؤمن بأن هناك مرحلة معينة يتوقف خلالها الفنان، ويحقق فيها كل أحلامه  لأن الموسيقى بحر لا محدود للإبداع، وأنا لا أزال أملك الكثير من الأهداف.
ـ لماذا لم نر محمد جفال في مسابقات غنائية عربية بعد التجربة المحلية؟
ـ هو حلم مؤجل، فقد كنت أرغب في المشاركة في أحد البرامج قبل سنوات، لكنني اضطررت إلى التأجيل لأجل تسوية وضعيتي تجاه الخدمة الوطنية، لكن تأزمت الأوضاع بعد ذلك بفعل جائحة كورونا، و أنتظر أن تستقر الأمور الآن لكي أمثل بلدي عربيا.
ـ كثيرا ما يلمع بريق المشتركين الجزائريين في هذا النوع من المسابقات لكن أحلامهم تنتهي قبل النهائيات، فهل تؤمن بفكرة الإقصاء المتعمد كما يروج له البعض؟
ـ لم تكن لي تجربة في هذا النوع من البرامج قبلا، ولذلك لا يمكنني أن أطلق الأحكام، مع ذلك فلست فعلا ممن يؤمنون بنظرية المؤامرة و الإقصاء، بل أعتقد أن هذه مجرد إشاعات تغذيها مواقع التواصل الاجتماعي. هناك جزائريون موهوبون، يفتقرون إلى الثقة في النفس، ولا يملكون الشجاعة لخوض التجربة خارج الوطن، بسبب هذه الأفكار، التي تعيق طريق شباب يملكون مؤهلات النجاح والدليل هو الأسماء التي تألقت على مر السنوات في برامج عديدة مثل « آراب أيدول و إكس فاكتر ، ذا فويس».
كنزة مرسلي نجمة
ـ في رأيك من من الأصوات الجزائرية الشابة حقق نجاحا مستحقا وفعليا بفضل برامج اكتشاف المواهب ؟
ـ توجد العديد من الأسماء، على غرار كنزة مرسي  التي تعد اليوم نجمة، وكذا حسين بلحاج وسهيلة بلشهب لكن أعتقد أن كنزة، حققت نجاحا كبيرا وكانت أكثرهم نشاطا، دون أن أنسى أجراد يوغرطة،  فهو أيضا لمع عربيا، و على العموم كلهم مثلوا الجزائر أحسن تمثيل.
ـ هل تخطط لعمل ثنائي مع فنان ما؟ ولمن تستمع دائما؟
ـ أرغب في العمل مع العديد من الأصوات الجميلة  على غرار عماد باشا و محمد بوسماحة و نور الهدى شيخاوي، لأن هناك انسجاما بين أصواتنا، وأظن أنه يمكننا أن نحقق نجاحا إذا جمعتنا الفرصة لتقديم أغنية مشتركة.
 فيما يخص أكثر من أحب الاستماع إلى أغانيهم، فأنا من عشاق الشاب حسني والشاب خالد و فلة عبابسة.
انستغرام وتيك توك حققا الاستقلالية للفنان
يتسابق الفنانون الشباب على الظهور على مواقع التواصل فهل التفاعل و النشاط عبرها مهم للنجاح مهنيا؟
ـ شبكات التواصل خدمت الفنان بدرجة كبيرة، فمن يحقق نجاحا في المواقع ينجح في الواقع، وهذه حقيقة مثبتة، صحيح أن معايير التقييم فيها ضعيفة وليست مهنية ولكنها وسيلة للانتشار والشهرة  و التواصل مع الجمهور  والتواجد دائما في الساحة، فالجمهور لا يهتم فقط بموسيقى الفنان، بل يشعر بالفضول لمعرفة جوانب كثيرة من حياته الشخصية ماذا يأكل أين يعيش وماذا يحب.
 من جهة ثانية، فإن الترويج للفنان لم تعد مهمة مقتصرة فقط على دور التوزيع و الإنتاج، بل يمكن للفنان اليوم أن يقدم جديده و يروج له بمفرده على إنستغرام و  تيك توك بكل استقلالية وكما يريد هو، وهي طريقة يعتمدها حتى النجوم الكبار وفي العالم ككل.
ـ هناك فنانون كثـر توجهوا مؤخرا نحو تنشيط البرامج هل تلقيت عروضا و هل تستهويك الفكرة مثلا؟
ـ  بالنسبة لي فإنه لا حدود للموهبة، وإن استطعت القيام بشيء فإنني سأنجزه لا محالة، وقد سبق لي فعلا أن  نشطت برنامجا في قناة خاصة، ما يجب أن ننتبه إليه فقط هو أن المنشط ليس صحفيا، ولذلك فإنه من الطبيعي جدا أن يخوض تجربة إعلامية من هذا النوع و لا داعي لكل الجلبة التي ترافق ذلك، خصوصا ما تعلق بإقصاء خريجي الإعلام و منح الأولوية لنجوم المواقع والفنانين.
فمثلا يمكن للاعب كرة أن ينشط برنامجا رياضيا لأنه أكثر تحكما في المجال، وهو نفس الأمر بالنسبة للبرامج الفنية، التي قدمها أمين «تي جي في» أو نوميديا لزول وغيرهم، و الدليل هو النجاح الذي حققته، و هذا لا يعني طبعا أن كل أي فنان قادر على التنشيط.
 شخصيا تلقيت ثلاثة عروض لتنشيط برامج تلفزيونية، و قد أعجبتني أفكارها، لكن كورونا عطلت جميع مشاريعي، كما تلقيت أيضا، دعوة للمشاركة في فيلم سنة 2019، وتم إلغاؤه كذلك بسبب كوفيد19.
الشهرة لم تفتح لي الأبواب
ـ هل أثرت الشهرة على حياتك؟
ـ لا، لم أشعر أن هناك فرقا بين حياتي قبل الشهرة وبعدها، أنا ابن الشعب وتجدني دائما في الشوارع، ولا أعيش مطلقا الشهرة بنوع من الصدمة أو العزلة، بالعكس أعيش حياة عادية، بحيث أدخل إلى المقاهي والمطاعم كأي مواطن جزائري، وأتفاعل مع محيطي بطريقة صحية ودون ضغوطات.
الشهرة لم تفتح لي أبوابا خارج مجال الفن، مشاريعي القادمة كلها أغان في أنواع و طبوع مختلفة، شاوي و سطايفي و راي، كما ستجمعني أعمال في الراب مع فنانين  قريبا.
ع.س

الرجوع إلى الأعلى