من مدينة السياح إلى مدينة الأشباح
 القالة.. الفضاء الساحلي الشاسع و مملكة المرجان وعروس الأبيض المتوسط، لم تعد ذلك الميناء الجميل، الذي ترسو فيه بواخر وأمتعة السياح، فقد تحولت إلى مدينة شبه مهجورة حتى في موسم الاصطياف، ومنطقة عبور يراها فقط المسافرون إلى البلد الجار من مرتفع عال يلتقطون فيه الصور للذكريات، دون الدخول إليها، وكلهم تحسر على ما آلت إليه وضعية  هذا المكان الجميل، الذي تكاد تنعدم به الخدمات.
روبورتاج: لقمان قوادري
«لا كال” تعرف  اليوم تدهورا كبيرا في كل شبر منها  أنسى كل من يزروها في أيامها الجميلة، وحتى سكانها القدماء يقولون بأنهم يعيشون على ذكريات الزمن البهي،  فبناياتها القديمة  تحولت إلى فضاءات بائسة تكاد أن تنهار فوق ساكنيها، وأحياؤها و شوراعها العتيقة، أحاطت بها الأوساخ من كل جوانبها، ومعالمها التاريخية والأثرية، تحولت إلى دورات مياه ومصبات للنفايات،  وحتى فندق المرجان الأرجواني الذي صممه مهندس فرنسي فقد مكانته وتحول إلى ورشة ترميم مفتوحة، في الوقت الذي يفضل شبابها الركون إلى الراحة الإجبارية، طيلة أيام العام.
سكان يعيشون  على ذكريات الزمن الجميل
في يوم صيفي شديد الحرارة والرطوبة، دخلنا القالة عبر الطريق الوطني 44 ، وكان أول ما لفت انتباهنا  هو قلة عدد المركبات التي تحمل ترقيم ولايات غير ولاية الطارف، الشوارع شبه خالية بوسط المدينة لاسيما من الشباب والزائرين لم نر سوى الكهول والشيوخ جالسين في المقاهي، وكأننا في مدينة غير ساحلية، فلا شيء يدل على ذلك، الجميع ينظر إلى بعضه البعض في صمت و كأنهم ينتظرون شيئا ما أن يتغير.
قبل عقدين من الزمن وفي سنوات الثمانيات كان كل شيء يبدو جميلا صيفا، فالصيادون كانوا سعداء والميناء كان نظيفا لا تنقطع منه حركة زوارق النزهة، والرمال الذهبية للشواطئ تلمع من بعيد، كما كان سكانها يرددون مقولتهم الشهيرة «إذا كانت مكة قبلة الحجاج فإن القالة قبلة السياح»، لكن هذا الحال لم يدم طويلا فسرعان ما امتدت يد الاهمال إلى المدينة وأخذتها إلى عالم النسيان والتدهور.
يقول أحد سكان المدينة القدماء الذين التقينا بهم،  «لقد تغير حال مدينتي كثيرا، لم تعد بذلك الجمال الذي كان يميز شوارعها و زواياها، ما زلت أحب تلك المدينة التي لم تغادر مخيلتي  وأتذكر جدران بيوتها القديمة  التي اهترأت، مازلت احتفظ في رأسي  بصور الشوارع النظيفة والبنايات الناصعة البياض والشواطئ الجميلة، ما زلت أتذكر شموخ الكنيسة وفندق المرجان المطل على البحر وغزو السياح للمدينة طيلة فترة الصيف،.. كل شيء تغير إلى الأسوأ ولم نكن نتوقع يوما أن تؤول عاصمة المرجان إلى هذا الوضع المخجل».
كنيسة أثرية تتحول إلى معرض تجاري وتفتح بها مراحيض عمومية!
من المفارقات العجيبة بالقالة هو الإهمال الكبير  الذي طال جل المعالم الأثرية التي تتوفر عليها المدينة،  بما بات يهددها بالزوال والاندثار، فالكنيسة التي شيدت بداية القرن الثامن كشاهد تاريخي على عراقة المكان،  تعرف وضعا مزريا يجلب انتباه كل من يزور الميناء ووسط المدينة، حيث تعرضت لانهيارات جزئية في أكثر من مرة بحسب ما أكده لنا المواطنون ، حيث كانت تستغل كمسرح بلدي قبل سنوات قبل أن تحول إلى مكان لإقامة المعارض التجارية، فيما يستغل جزء منها حاليا كمراحيض عمومية وجزء آخر يحتله المنحرفون ويستغلونه في ممارسات مشبوهة، في مشاهد يندى لها الجبين وتطرح أكثر من علامة استفهام في الوقت الذي كان فيه من المفروض أن يتم ترميمها والحفاظ عليها واستغلالها كمورد سياحي.
 ولم يختلف الوضع كثيرا بموقع الطاحونة الأثري بأعالي مملكة المرجان المطل على العشرات من الكيلومترات من الساحل الأزرق الآزوري ، فالمكان يعرف حالة متدهورة ويكفي أننا دخلنا إليه عبر فتحة مهترئة في الجدار ووجدناه في وضعية مزرية، فقد تحول إلى ما يشبه المفرغة ووكر للمنحرفين الذين وجدنا آثارهم بالمكان، وانتشرت به الأشواك والأعشاب الضارة وتآكلت جدرانه التي تكاد أن تنهار وتمحو شهادة هذا المعلم على حقبة غابرة من الزمن، ويذكر سكان المدينة القدماء بأنه كان يستغل، قبل أزيد من مائة عام كمكان لمراقبة حركة البحر ودخول وخروج القوارب إلى الميناء.
 نفس المشاهد،  نجدها  في متحف مرسى الخرز بشبه جزيرة القالة، بالقرب من الميناء، حيث بات المكان مهددا بالانهيار و تسجل به بين الحين والآخر تصدعات على مستوى الجدران والأسقف، كما يحتوي هذا المتحف على قطع أثرية وتاريخية نادرة شاهدة على تعاقب الحضارات التي شهدتها المنطقة، وذكرت مصادر عليمة بأن الولاة المتعاقبين على المدينة قد حاولوا الاهتمام بهذه المواقع غير أن شيئا ما كان يحدث ويوقف ترميم هذه المعالم، قبل أن تسجل عملية في السنوات الأخيرة وتنطلق الدراسة، لكنها سرعان ما توقفت بسبب تراجع المداخيل المالية للبلد إثر انهيار أسعار النفط، ليؤجل حلم رؤيتها إلى إشعار غير معلوم.
ترميم المدينة القديمة .. حلم جميل يتحول إلى كابوس
تكاد تختفي معالم المدينة القديمة بوسط عروس المرجان، حيث لاحظنا تدهورا كبيرا في وضعية البنايات العتيقة والتي شيدت غالبيتها فيما بين القرنين 16 و 18 إبان الحكم العثماني، حيث تزايدت  حوادث الانهيارات الجزئية كما تدهورت  شبكات الصرف الصحي والمياه الصالحة للشرب، وأصبحت تقدم منظرا بائسا للمدينة، زاد الوضع سوءا ضيق الشوارع وانتشار القمامة والردوم من حولها.
و لعل أهم الأحياء الذي تعرف  تدهورا هي بنايات نهج ايفيان، و 5 جويلية، فضلا عن نهجي الصحراء، و باجي مختار ، وهو ما دفع بمصالح الرقابة التقنية  إلى تصنيفها ضمن الخانة الحمراء المهددة بالانهيار في أي لحظة، قبل أن تسارع وزارة السكن إلى  تخصيص غلاف مالي معتبر يتجاوز 200 مليار سنتيم، لكن سرعان ما جمد هذا المشروع بعد أن سجل في عام 2013 ، وهو ما حول حلم السكان الجميل إلى كابوس مزعج  بسبب الوضعية الكارثية التي آلت إليها هذه الأحياء العريقة  ، و التي صارت مهددة بالانهيار فوق رؤوس قاطنيها،  لاسيما وأن أشغال الترميم كانت على وشك الانطلاق بعد الانتهاء من اسناد الصفقة إلى مؤسسة إيطالية، فيما يرى سكان المدينة بأن تدهور وضعية هذه الأحياء وانتشار الأوساخ بمحيطها أدى إلى تشويه القالة وتسبب في تراجع عدد السياح.
مصطافون يقضون أوقاتهم في البحث عن الماء
 والتقت النصر بعدد  من المصطافين، حيث اشتكى العديد منهم من ضعف الخدمات ونقص مراكز الايواء، وهو ما يدفع بهم إلى استئجار شقق لاسيما بالقطب العمراني الجديد، لكنهم يتفاجؤون بتذبذب التزويد وهو ما يجعلهم في رحلة بحث يومية عن الماء.
ويؤكد من التقينا بهم من سكان المدينة، بأن أحياء بأكملها تعيش هذه الأزمة لاسيما مع بداية فصل الصيف أين تتضاعف نسبة الاستهلاك، على غرار 250  سكنا و  300  مسكن فضلا عن حيي جبهة التحرير الوطني وكذا القمم ،  وهو ما بات يشكل كابوسا لسكان المدينة ، وأوضحوا بأن تذبذب توزيع المياه وانقطاعها على فترات بات يشكل كابوسا مزعجا لديهم، فيما ذكر آخر التقينا به بشاطئ المرجان، بأن  كميات المياه تعرف تراجعا كبيرا في فصل الصيف، وهو ما يضطر بالعديد منهم إلى اقتناء هذه المادة من مصادر أخرى قد تكون في العديد من الأحيان مجهولة  المصدر ، كما اشتكى العديد من المواطنين أيضا من ملوحة مياه الحنفيات ولجوء غالبيتهم إلى مياه الينابيع.  
فندق واحد مصنف وليلة بمرقد بأزيد من 4 آلاف دينار
ومن المفارقات العجيبة، التي يصطدم بها الزائر إلى القالة هو قلة مراكز الايواء، فلا يوجد بمدينة بأكملها سوى فندق واحد من تصنيف نجمتين، فيما تتوفر الجارة طبرقة بدولة تونس، التي لا تبعد سوى 30 كيلومترا عنها على أزيد من 60 فندقا مصنفا بين 4 و 5 نجوم، ناهيك عن مراكز راحة العائلات ذات ثلاث نجوم.
وذكر لنا موظف بأحد الفنادق غير المصنفة، التابعة للخواص والذي يقع بموقع جميل مطل على البحر، بأن المصطافين طالما يشتكون من ضعف نوعية الخدمات، مقارنة بارتفاع الأسعار، حيث يصل سعر الغرفة الواحدة لقضاء ليلة واحدة لعائلة من ثلاثة أفراد في شهر أوت إلى أزيد 7500 دينار، مشيرا إلى أن تطور السياحة بالقالة مرتبط بتغيير الذهنيات والاستثمار بدل التركيز عى الربح السريع دون تقديم أي خدمات نوعية.
وتعرف مدينة القالة، بحسب ما أكده لنا مختصون في السياحة عجزا كبيرا في الإيواء يقدر بأزيد من 2200 سرير، وهو ما دفع بالسلطات إلى اللجوء إلى المخيمات، لكنها تلقى عزوفا كبيرا من طرف العائلات لعدم توفر أدنى الظروف بها ووقوعها بمناطق غابية بعيدة عن التجمعات العمرانية، كما لاحظنا وجود عدد معتبر من المراقد التي هي عبارة عن مباني قسمها أصحابها إلى غرف.
وقد ولجنا أحد المراقد يقع بالقرب من الميناء، حيث أنه يتكون من طابقين كل طابق قسم إلى غرف ضيقة في كل واحدة أربع أسرة وتلفاز وجهاز تكييف، فيما يشترك الجميع في دورة مياه وحمام واحد، ولما سألنا عن السعر أخبرنا صاحبه بأن ثمن الليلة لشخصين يقدر بـ 4 آلاف دينار، فيما ذكر لنا صاحب مرقد آخر بأن ثمن الليلة يقد بـ 4500  دينار.
واتجهنا إلى فندق المرجان الشهير، حيث وجدنا الآليات والعشرات من العمال يعملون على قدم وساق في إنجاز مشروع الترميم، الذي عرف تأخرا كبيرا استمر لأزيد من 4 سنوات، حيث خصص للعملية ما يفوق 30 مليون أورو  ومن المنتظر أن يستلم مع بداية موسم الاصطياف المقبل، غير أن تقنيين اعتبروا بأن تجسيد هذا الحلم يعد ضربا من الخيال لصعوبة الأشغال ناهيك عن المرافق التي سيستفيد منها على غرار مركز العلاج بمياه البحر.      
محلات تفتح صيفا وتغلق شتاء

لم تعد القالة كسابق عهدها فقد تراجع عدد السياح بها بشكل كبير، عما كان عليه الأمر خلال العقود الماضية، ويذكر السكان القدماء بأن القالة كانت تعج بالحركية ابتداء من شهر جوان إلى غاية نهاية سبتمبر، كما كان السياح الأوربيون وحتى التونسيون يقصدونها لاسيما هواة الطبيعة و التقاط الصور، فضلا عن العرسان الجدد، لكن الوضع بحسب أحد التجار تغير كثيرا خلال العشر سنوات الأخيرة، حيث أن أقدام السياح قد تثاقلت عن المدينة، والعديد من زملائه غادروها دون رجعة ليحل محلهم تجار موسميون يستأجرون المحلات صيفا فقط، و يأتون من ولايات أخرى  كقسنطينة وعنابة وحتى سطيف وجيجل.
  و أشار محدثنا  إلى أن القالة، قد تحولت إلى مكان لالتقاط الصور وفقط إذ أن غالبية المسافرين إلى البلد الجار، يتوقفون في أعالي المدينة للاستمتاع بالمناظر الخلابة، دون الدخول إليها،  وحتى المطاعم التي تقدم أطباق السمك الشهية التي كانت تتميز بها لم تعد موجودة، وهو ما لاحظناه عند تجولنا عبر الشواطئ ووسط المدينة، إذ أكد لنا ناشطون في السياحة بأن القالة أضحت مقصدا فقط لفئة الشباب، وهواة السباحة وهجرتها العائلات لعدم توفر المرافق، فيما لاحظنا ضعفا كبيرا في الحركية ليلا .
شاطئ المرجان نقطة ضوء وسط ظلام حالك
و ما زال شاطئ المرجان بوسط المدينة محافظا على منظره الجمالي ورماله الذهبية، حيث سخرت مصالح البلدية جل الوسائل المادية والبشرية للحفاظ عليه، ومن المنتظر أن تشارك به في مسابقة أجمل شاطئ وطني، إذ ونحن نتجول بالمكان وجدنا رئيس البلدية بالصدفة وهو يوجه التعليمات إلى عمال النظافة الذين كانوا يعملون على قدم وساق لتنظيف الكورنيش وجمع القمامة بالشاطئ ومحيطه، وهو الأمر الذي استحسنه رواد الشاطئ الذي وجدناه شبه خال رغم أننا زرناه في أوج موسم الاصطياف.
ويشتكي رواد الشواطئ من قلة الخدمات والنشاطات الترفيهية، فيما لاحظنا أيضا بأن وضعية الميناء القديم، قد تدهورت كثيرا رغم أن غالبية الزائرين يقصدونه يوميا، كما اهترأت جل قوارب النزهة وأصبحت تلقى عزوفا، فيما بدت الساحة المقابلة له بائسة وغير مهيأة إذ تنعدم بها أماكن ومقاعد الجلوس ولا يوجد بها سوى كشك واحد يقدم للسياح خدمات رديئة جدا.             
ل.ق

رئيس بلدية القالة رجم بوساحة
ننفق 5 ملايير على موسم الاصطياف والجباية لا تتجاوز 900 مليون
قال رئيس بلدية القالة رجم بوساحة، بأن عاصمة المرجان قد تحولت إلى منطقة عبور نحو الجارة تونس، بدل أن تكون مقصدا أول للسياح الجزائريين، حيث أرجع الأسباب إلى ضعف الخدمات وقلة المرافق والمرافقة السياحية،  فضلا عن  عدم استغلال الأرصدة المالية، التي استفادت منها في الأعوام الماضية، مشيرا أن «كالا» تعاني من عجز مالي يقدر بحوالي 17 مليارا، كما أن مداخليها من عائدات السياحة لا تتجاوز سقف 900 مليون سنتيم، في حين أن الانفاق على التحضير لموسم الاصطياف يفوق خمسة ملايير سنتيم.
والتقينا برئيس بلدية القالة بشاطئ المرجان بوسط المدينة، أين كان يشرف برفقة  نواب بالمجلس على عملية التنظيف، حيث ذكر بأن البلدية تعد منطقة سياحية تجتمع فيها جل الظروف، حتى تكون قبلة أولى للسياح، لكنها وللأسف قد تحولت إلى منطقة عبور للجزائريين  إلى الجارة تونس، رغم المقومات الطبيعية التي تتوفر عليها والتي تفوق بكثير البلد الجار، لاسيما مدينة طبرقة المجاورة، التي تعرف إقبالا كبيرا.
وتابع المتحدث، بأن من  أهم عوامل تدهورها خلال السنوات الأخيرة وتراجع مكانتها الوطنية في الجانب السياحي، هو نقص المرافق إذ لا توجد فنادق في المستوى، وهو ما دفع بالسلطات إلى الإسراع في استدراك هذا الأمر ،  من خلال دعم الدولة للإستثمار الفندقي وإنجاز مشاريع طموحة و التي  بمجرد استلامها، ستساهم في تغيير  وجه المدينة، مشيرا إلى وجود أربع  فنادق في طور الإنجاز و ثلاثة أخرى ستنطق الأشغال بها، كلها مثلما أكد من صنف أربعة إلى خمسة  نجوم.
وذكر السيد بوساحة، بأن السلطات الولائية تولي أهمية بالغة للمدينة،  قصد إرجاعها إلى مكانتها الأصلية ، من خلال تسجيل  مشاريع للتنمية المحلية، لعل أبرزها مثلما أكد  اعادة الاعتبار للطرقات ، والإنارة  العمومية والنظافة لاسيما بالمداخل الرئيسية، حيث استفادت البلدية في العام الجاري من مبلغ 32  مليار سنتيم دينار خصصت للتهيئة الحضرية، فضلا عن البرنامج الاستعجالي للمياه الشروب، إذ كانت تعاني العديد من الأحياء  من نقص كبير للمياه الصالحة  للشرب لكن الوضعية تحسنت كثيرا بعد انجاز  خزانين مائيين.
ويرى رئيس البلدية، بأن أولويات المجلس حاليا تتركز حول تجسيد برامج التنمية  المسجلة لاسيما في مجالات التهيئة والتطهير والقضاء على النقاط السوداء والمياه الصالحة للشرب، وهي عمليات من شأنها أن تعيد الاعتبار للهياكل القاعدية وبالتالي استرجاع السياح، «لقد  وجدنا تركة ثقيلة وتراكمات تعود لسنوات ماضية ونحن قمنا بعمل كبير في ظرف ستة أشهر، في نظافة المحيط إذ قضينا على النقاط السوداء بالأحياء والشوارع الرئيسية لكن مازالت بعض  المخلفات ببعض الأحياء والتي سنتكفل بها حالة بحالة».
وعن التحضيرات لموسم الاصطياف، فقد ذكر المير بأنها انطلقت في شهر أفريل المنصرم، حيث تم تنظيف جل الشواطئ وتهيئتها، وهو الأمر الذي أثار إعجاب وزيري السياحة والشباب والرياضة، مشيرا إلى أنه قد تم تسخير  امكانيات عادية للأمر ولم يتطلب منا سوى العمل وبذل مجهود مضاعف، ويرى المتحدث بأنه وبعد هذه الحملة، فإن وضعية الشواطئ قد تحسنت بكثير وهو ما ساهم في استقطاب السياح ، إذ من المتوقع أن تستقطب المدينة، ما يفوق الثلاثة ملايين سائح بحسب التوقعات، بعد الإعلان عن نتائج شهادة  البكالوريا، كما سيتم المشاركة   في منافسة أحسن شاطئ وطني بشاطئ المرجان.
و بالنسبة لتطبيق تعليمة وزارة الداخلية، فقد أكد المتحدث،  بأنه وبالتنسيق مع اللجنة الأمنية، فقد تم القضاء على ظاهرة السيطرة على الشواطئ،  كما تم تخصيص نقاط لكراء الشمسيات، ووفرت  للمصطاف  جميع ظروف الراحة بالتنسيق مع الأمن ، كما تم إزالة جميع  نقاط الركن الفوضوية، في حين تم تقنين عمل الحظائر على مستوى الشواطئ، التي تم تعيين فيها  عمال لرصد وتسجيل أي تجاوزات.
وقال السيد بوساحة، بأن الجميع يظن بأن القالة بلدية غنية، لكن حالها اليوم معاكس تماما لهذه التوقعات   فهي بلدية عاجزة ماليا ولديها  عدد قليل من الممتلكات لا تتعدى مداخيلها سقف الملياري سنتيم ، ّأما مواردها السنوية فلا تتعدى 11 مليار سنيتم، مضيفا « نحن نعيش  بإعانات الولاية  ومخططات التنمية المحلية، وفي   2018 وصلت قيمة  العجز إلى 17 مليار سنتيم، وهو تناقض كبير، لاسيما وأن بلدية القالة تتوفر على مينائين القديم والجديد في حين أنها لا تستفيد من أي سنتيم منهما ، لقد  طرحنا هذا الأمر وراسلنا جميع الهيئات المعنية في انتظار الرد على مطالبنا».
وأرجع المتحدث، أسباب تدهور وضعية المدينة خلال السنوات الأخيرة،  إلى عدم  استغلال الموارد المالية خلال فترات انتعاش خزينة الدولة، حيث أشار إلى أن القالة لن تستعيد بريقها إلا بعد  تحسين وعصرنة النسيج العمراني، وذلك من خلال بعث مشروع ترميم البنايات القديمة المجمد، والذي من شأنه أن يقدم صورة جمالية للمدينة علما أنه سجل في 2013 ويشمل  350 بناية في وسط المدينة ، كما منحت الدراسة لمؤسسة اسبانية وخصص له غلاف مالي يتجاوز 200 مليار من طرف وزارة السكن والعمران .
وأضاف المير بأن 90 بالمائة من تجار المدينة  خلال فصل الصيف يأتون من ولايات أخرى،  فالمحلات مغلقة شتاء بسبب ضعف الحركية التجارية  وتفتح صيفا فقط، مشيرا إلى أن عائدات البلدية السياحية  لا تتجاوز 900 مليون سنتيم وهي مبالغ محصلة من كراء الشواطئ و المساحات العمومية معتبرا بأن هذه الأموال  رمزية فقط،  حيث أن  التحضير لموسم الاصطياف يكلف قرابة 5 ملايير، وزعت على مؤسسات النظافة المصغرة وتنظيف وتهيئة ثمانية 8 شواطئ وجمع القمامة التي تتضاعف 5 مرات  في الصيف، ناهيك عن إعادة الاعتبار لنظام الإنارة العمومية الذي كلف أزيد من مليار.
وأكد المير بأن غالبية شباب البلدية يعانون البطالة، وعملهم يقتصر على فصل الصيف فقط، إذ تنعدم المنشآت الصناعية باستثناء المينائين،  حيث يرى بأن الحل يكمن في تطوير النشاط السياحي وخلق مناطق سياحية وصناعية تعود بالمداخيل على البلدية وتخلق مناصب شغل،  حيث  تم مراسلة السلطات  لانجاز منطقتي نشاط وتم اقتراح ارضيتين لاستقطاب المستثمرين، كما دعا المير مختلف السلطات إلى تقديم دعم أكبر لبلدية لقالة، التي تعتبر بوابة حدودية وتعكس صورة  الجزائر، لأن تطويرها مرتبط بالدعم المالي.
لقمان قوادري/ النوري حو

مديرة السياحة بالنيابة تؤكد
تقاعس المستثمرين  أعاق تطوير القطاع
قالت مديرة السياحة بالنيابة بالطارف، بشاشنية نجلاء، بأن  تراجع النشاط السياحي بالولاية عموما وبالقالة على وجه الخصوص، يعود إلى تقاعس المستثمرين في تجسيد المشاريع الموكلة إليهم، مشيرة إلى أن المدينة ستستفيد ابتداء من الموسم المقبل من فنادق ذات أربع وخمس نجوم.   
وأوضحت المتحدثة بأنه، قد تم تسطير برنامج ثري للرفع من قدرات الإيواء من خلال فتح مخيمات جديدة، تصل قدرتها الاستيعابية إلى قرابة ثلاثة آلاف سرير لتغطية العجز في الإيواء، كما أن الولاية  تحصي 45 مشروعا جديدا سياحيا بطاقة استيعاب أزيد من 7200 سرير،  ويتعلق الأمر بمشاريع قرى وإقامات سياحية متمركزة اغلبيتها في موقع البطاح، مشيرة إلى أن العديد من هذه المرافق ستستلم ابتداء من الموسم المقبل، بما في  ذلك فندق المرجان المتوقع انتهاء الأشغال به في ماي 2019، كما ينتظر أيضا دخول فندقين جديدين بعين اعسل بطاقة استيعاب 230 سريرا، وآخر بوسط القالة بطاقة استيعاب  76 سريرا حيز الخدمة خلال هذا الموسم.
وعلى مستوى مدينة القالة، فقد أكدت السيدة بشاشنية توفر 15 مؤسسة فندقية، واحد  منها فقط مصنف بنجمتين من طرف اللجنة الوطنية، لكنها أكدت بأن مشاريع عديدة انطلقت  لإنجاز فنادق راقية من  4 و 5 نجمات، على غرار نزل طلاسو ، وهو التوجه الذي تتبناه الدولة في المستقبل لترقية الخدمات السياحية.
وتتوقع مديرية السياحة، استقبال 4 ملايين سائح خلال هذا العام، كما أكدت بأن أسباب تراجع مستوى الخدمات و المشاكل التي يعاني منها القطاع، هو تقاعس بعض المستثمرين، الذي  كان من المفترض أن ينجزوا المشاريع في آجالها، إذ تم تسجيل تأخرات في الإنجاز وضعف للتمويل، مشيرة إلى أن الدولة قد أنجزت قطبين سياحيين بمناطق التوسع السياحي البطاح وموقع الشط ، فيما تحدثت عن صعوبات  ميدانية أخرى اعترضت  تجسيد المشاريع،  لاسيما  مشكلة تصنيف المناطق  الغابية، كما أكدت بأن الوالي اتخذ اجراءات تتمثل في منح قرارات استفادة مبدئية فقط من العقار،  وفي حال عدم الانطلاق في الانجاز فإن الوالي سيسحبها منهم، لان منح عقود الامتياز أصبح عائقا في استرجاع الأوعية العقارية.  لقمان قوادري/نوري حو

 

الرجوع إلى الأعلى