- تيديس - الأثرية.. عراقة التاريخ وسحر الطبيعة

تحافظ مدينة «تيديس» الأثرية منذ عقود طويلة، على شموخ أعمدتها وحجارتها التي تحكي قصصا عن حضارة غابرة، لا تزال حقول بني حميدان الغناء تحتفظ برجع صدى تاريخها الحافل، الذي تكتبه أيضا  شواهد صامدة  ترحل بالزائر إليها عبر الزمن، وتمنحه فرصة لاستكشاف جانب من عبقرية الإنسان الذي سكن سيرتا القديمة وعمر حضارة لم تطمس أثرها عوامل الطبيعة ولا تدخلات الإنسان، بل لا تزال ريحها تهب إلى يومنا حاملة معها قصصا كثيرة عن عمران و ثقافة وبطولات يرويها مرشدون لسياح من داخل الوطن وخارجه، يتوافدون على الموقع الأثري على مدار السنة.

روبورتاج : لينا دلول

مدينة «الأقداس»
 تيديس مدينة رومانية تقع ببلدية بني حميدان على بعد 30 كلم شمالي غرب قسنطينة، هي جزء من ذاكرة قيرطا القديمة، وتحفة أثرية تتميز بعمرانها و هندستها المتفردة، تمتد على مساحة شاسعة تصل إلى 40 هكتارا، وهي نسبة بسيطة جدا من الكنز الأثري الحقيقي الذي تخفيه المدينة المدفونة تحت طبقات الأرض، مع ذلك يمثل الجزء الظاهر منها مزارا يستهوي عشاق الآثار، و معلما عريقا ودليلا ماديا مهما وظفه الباحثون على مر العقود، لدراسة ماضي سيرتا و فهم التاريخ والتأثيرات الفينيقية الأولى إلى غاية تعاقب مختلف الحضارات على المنطقة منذ الحقبة اللوبية إلى البونية، ثم الرومانية مرورا بالمسيحية
و وصولا إلى الفتوحات الإسلامية.
وبحسب وثائق تاريخية، فقد كانت "تيديس" قرية أمازيغية من العهد النيوليتيكي، وتوسعت منذ ذلك لتتطور وسط ما كان يعرف بـ «الدولمانات»، و كانت لها قديما أسماء عديدة مثل «رأس الدار» وسميت أيضا «بمدينة الأقداس» نظرا لكثرة الكهوف التي كان الأهالي يتعبدون فيها، أما اسمها الحالي «تيديس» وهو اسم محلي نوميدي، فقد اختاره الرومان الذين سموها كذلك «كاستيلي روسبيبليكا» ومعناها المكان المحصن الذي يتمتع بتنظيمات بلدية، وقد كانت قلعة متقدمة لحماية مدينة سيرتا من الهجمات الأجنبية.
صنفت من المدن العظيمة في العالم
 ورقة و قلم و وآلة تصوير، هي تقريبا معدات كل زائر يعبر بوابة كوينتوس موميوس، التي ينبعث منها صدى الإنسان في تحولاته لاكتشاف أسرار منطقة تكتنز في جنباتها تراثا بشريا موغلا في القدم        إذ يجد بين أطلالها، كتابات في العراء لأقوام متعاقبة ومجتمعات عاشت وسط سهلها و داخل كهوف و بين مقابرها، التي نقشت عليها كتابات ونصب فينيقية ما تزال تشهد بدورها على معالم حضارية سبقت الحضارة الرومانية، كما يمكنه أن يقف على منشآت معمارية ارتسمت فيها مظاهر التعاقب الحضاري، على غرار الحصن الدفاعي للفترة البيزنطية، و العمارة الصخرية بمعبد ميثرا، و الخزانات الكبرى و الدرج المجسد لطريق الديكيمانوس وغير ذلك.
 تبين  مصادر  تاريخية ، بأن أولى الحفريات تمت في العام 1941، بإدارة عالم الآثار الفرنسي «أندريه برتيي» الذي كان مديرا لمتحف مرسيليا آنذاك، وسمحت الحفريات التي أجريت بقيادة باتي، في الفترة ما بين «1942/1970»، باكتشاف آثار وبقايا أثرية كانت مدفونة، و قد أثرت رصيد بعض المتاحف الفرنسية إبان الاستعمار، إلى جانب متحف محافظة قسنطينة الذي يضم رواقا يسمى «الحياة اليومية في تيديس».
وبحسب الإطار الرئيسي بالديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية الباحث الأركيولوجي محمد توفيق سلامي، فإن مدينة تيديس، كانت من بين الحصون 11 التي تحيط بقيرطا القديمة لحمايتها من الهجمات العسكرية كان يقطنها 1500 شخص، وتحولت مع مرور الزمن إلى مدينة إدارية بفضل الرومانيين الذين استوطنوها ، مضيفا بأن الباحث ستيفان غزان، قدر آنذاك عدد سكان تيديس بـ 10 ألاف شخص ما جعلها من المدن العظيمة في العالم.
وأضاف الباحث، بأن الكاستلوم تيديتانوروم، لا تدين بوجودها فقط إلى الرومان، فالموقع قد استغل قبل الفترة الرومانية وبعدها كذلك، ما جعلها تنفرد بهذا التنوع الحضاري المتعاقب لمختلف الفترات، الأمر الذي قل ما نجده في غيرها من المواقع حسبه، حيث يرجح عمرها بحسب المتحدث إلى ألف سنة قبل الميلاد، كما تشير إليه المقابر الميغاليتية التي وجدت في المنطقة، ما يؤكد صحة الدراسات التي تقول بأن لقيرطا القديمة جذورا ضاربة في عمق التاريخ.
وحسبه، فإن كل طبقة من طبقات أرض تيديس تعود إلى حضارة معينة بدءا من الحضارة الميغاليتية، ثم الحضارة اللوبية، فالحضارة البونيقية والحضارة الرومانية، و من ثم البيزنطية و أخيرا الحضارة الإسلامية وتوجد في العديد من متاحف الوطن شواهد عن عراقة تيديس الأثرية، مثل حلي النساء التيديسيات كالعقود و الأقراط و الأمشاط وحتى دبابيس العاج والعظم، التي كانت زينة للشعر، و بعضها معروض حاليا في المتحف الوطني سيرتا بقسنطينة.
وأوضح المتحدث، بأن الفترة الرومانية عدت من بين أهم الفترات والمراحل التي عرفتها المدينة، نظرا للتوسع العمراني والتطور المهم في جميع مجالات الحياة.

هندسة معمارية خاصة وفريدة
وبما أن تيديس منطقة جبلية، فإن هندستها المعمارية مميزة وخاصة جدا بحسبه، حيث تم بناؤها فوق هضبة صخرية يصل ارتفاعها إلى 574.90م فوق سطح البحر، تسمى « بكاف أم حديدان»، والتي تطل بدورها على الضفة اليمنى لوادى الرمال، تحف بها العوائق و المنحدارات الشديدة من كل جهة، مؤكدا بأن أهمية الموقع الذي يصعب البناء عليه تمكن في سهولة الدفاع عنه، بالإضافة إلى توفر المياه الضرورية للشرب والأراضي الصالحة للزراعة وجميعها مزايا تدفع للاستقرار والإقامة.
وأضاف سلامي، أن ما جعل سيرتا منطقة مميزة، هو وجودها وسط منطقة مبادلات واسعة تقع على حافة إقليمين متكاملين هما الصحراء والتل، تمر بها القوافل والمسالك التجارية، وهذا ما أعطى لمدينة تيديس موقعا فريدا، من أهم عناصره مظاهر السطح التي تقوم بدور واضح في تحديد معالمه.
 وعن تقسيم المدينة العمراني، ذكر الباحث، أن سفح الجرف الصخري خصص للأموات، يحتوي على بازينات «قبور قديمة» تجمع فيها عظام الموتى جماعيا، تليها مغارات للعبادة، بعد ذلك تبدأ المدينة الرومانية التي تتزاحم فيها الأبنية فوق بعضها البعض على شكل طوابق متناضدة، وبعدها تمتد مساحات واسعة من الأراضي الزراعية والقرى التي تعزز النطاق الجغرافي لمدينة تيديس، مشيرا في ذات السياق، إلى  أن المدينة مزودة بـ750 خزانا مخصصة لجمع مياه الأمطار، واستخدامها في الحياة اليومية، رغم أن الحفريات أقيمت على 12 هكتارا فقط من المساحة الإجمالية للمنطقة أي ما يعادل نسبة 30 بالمائة من المساحة الإجمالية، وهو ما يرجح بحسبه، وجود عدد كبير من الخزانات التي ما تزال مدفونة تحت الأرض.
وقال الباحث، بأن من يزور مدينة تيديس سينبهر بمنشآتها المعمارية التي ما تزال تحفظ معالمها التاريخية إلى يومنا هذا، على غرار «الفوروم» التي كانت آنذاك نقطة التقاء السكان، ويحيط بها كل من المحكمة ومقر البلدية والمعبد الرئيسي «كوبيتال» لعبادة الثالوث الروماني «جوبيتار و  جينون وميناركس»، مشيرا إلى أن تيديس تتوفر على العديد من المعابد و الكنائس فضلا عن معبد «ميثرا».
ومن بين الأشياء النادرة التي سيكتشفها الزائر يضيف المتحدث، المعلم الجنائزي لعائلة يوليوس الذي يوجد على بعد 4 كيلومترات من شمال المدينة الأثرية، يتميز بشكله الدائري بارتفاع 6 أمتار وقطر 10 أمتار، تم بناؤه من قبل كوينتوس لوليوس أربيكيوس، الذي كان من أعظم حكام العالم في القرن الثاني ميلادي، حيث تقلد عدة مناصب مهمة في الإمبراطورية الرومانية في أوج قوتها، و كان سيناتورا في مجلس الشيوخ و قائد جيوش وحاكم مقاطعة جرمانيا السفلى «فرنسا و ألمانيا»، ثم حاكم بريطانيا لخمس سنوات، ثم المنصب الأعلى كحاكم العاصمة روما لمدة عشر سنوات.

تطور في أساليب التنقيب الأثري
 بالرغم من التنقيبات الحثيثة التي  تجرى في المنطقة منذ اكتشاف مدينة تيديس من طرف العالمين الأثريين الفرنسيين، ليون روني و كرولي سنة 1853، إلا أن عملية التنقيب تغيرت في السنوات الأخيرة بفضل التقنيات الحديثة التي يستخدمها علماء الآثار حاليا وذلك تفاديا لطمر المواقع أكثر وقال المتحدث في هذا السياق بأن التنقيب في علم الآثار الحديث يجب أن يبرر عن طريق إنجاز ملف يتضمن تبريرات مقنعة تؤكد الحاجة إلى التنقيب.
وأضاف المتحدث، بأن الحفريات في منطقة تيديس، لا تتم إلا عن طريق فريق مكون من مختص في الحفظ و مهندس معماري و مختص في الفخار و النقد وحتى في حبوب الطلع، مشيرا إلى أن أدوات التنقيب أصبحت دقيقة جدا وغير مضرة بالمواقع الأثرية على غرار جهاز جيورادار، الذي يظهر بشكل بياني ما تحت الأرض ويحلله، و المقياس المغناطيسي «ماغنوميتر» الذي  يكشف الحقول المغناطيسية للكائنات في الأرض، بالإضافة إلى كاشف للمعادن ثلاثي الأبعاد يستخدم من أجل الحصول على المعلومات الدقيقة حول ما هو تحت.
وأوضح المتحدث، أن عملية الحفاظ على المعالم التي أجريت عليها الحفرية  تكون من خلال الصيانة المستمرة وحمايتها من التشوهات التي يمكن أن تطالها بسبب عاملي الزمن والبشر، خاصة وأن هناك من يجهلون قيمة هذه الكنوز الأثرية التي تعود لآلاف السنين.  ورغم جمالية المنطقة وسحر طبيعتها المتفردة الموقع، إلا أن المكان غير مستغل بشكل كبير، إذ تنعدم قربه متطلبات الجذب السياحي مثل المرافق الخدماتية كالمطاعم مثلا وحتى المراحيض، والواضح أيضا، أن الصيانة محدودة إذ تغطي الأعشاب و الطحالب الأرض و قد تسببت في بعض الأجزاء في اقتلاع حجارة  وتلف ترميمات، كما أن انتشار الحشائش يصعّب على الزائر للمدينة مهمة المشي بين معالمها صعودا.
متاهة حجرية

وبحسب زائر من ولاية ميلة، فإن تيديس أشبه بالبناية الشاهقة المتكونة من عدة طوابق يخفي كل طابق من الأسرار ما يبعث على الفضول لمواصلة الصعود أكثر، وهي بلا شك جنة لعشاق الأثريات مثله، لذلك أخبرنا بأنه يتردد عليها دائما ولا يمل من تأملها و التنقل بين  أعمدتها رغم صعوبة المسلك وكثرة الحجارة وحدتها.
يلاحظ الزائر للمكان كذلك، بأن أسقف الأقبية وأغطية الخزانات والغرف قد تهالكت كليا، ولم يتبق منها سوى أجزاء صغيرة جدا، كما تبدو تيديس عموما كمتاهة حجرية لا تعرف بدايتها من نهايتها، ولذلك فإن التجول داخلها و فهم طبيعة المنطقة و الاستعلام عن تاريخها العظيم يتطلب مرافقا متخصصا أو مرشدا أو حتى دليلا محليا، كي لا يضيع الزائر كما حصل مع عائلة قابلنها في المكان.
قال السيد توفيق، بأنه قدم في جولة سياحية مع أبنائه الثلاثة، لكنه لم يجد من يرشده حتى أنه عجز عن معرفة طريق الخروج بعدما توغل كثيرا في الموقع، كما تحدث عن نقص الحراسة و غياب أعوان يمكنهم ضمان التوجيه و الأمن على الأقل، أما سلاف و زوجها اللذين قدما من ولاية بسكرة، فأوضحا بأن المنطقة ساحرة رغم كل النقائص و ضعف الاستغلال و غياب الخدمات في محيطها القريب، معلقة بأنها شعرت بالقشعريرة وهي تحاول محاكاة تاريخ المدينة في مخليتها، حيث هزتها عظمة المنطقة.
من جانبه، أكد الإطار الرئيسي بالديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية الباحث الأركيولوجي محمد توفيق سلامي، أن حماية الآثار بمدينة تيديس، مهمة الجميع وعلى المواطن أن يكون واعيا بقيمتها التاريخية والحضارية، في إشارة إلى المشاكل التي يواجهها الحراس مع الزوار الذين يلقون النفايات ويتركون بقايا الأكل.
وأشار، إلى أن هناك مخططا دائما لتثمين وحماية المواقع الأثرية خصص حيز منه لمدينة تيديس القديمة، يشرف عليه المركز الوطني للبحث في علم الآثار، ويشمل جميع الأطراف المعنية من منتخبين و مسؤولين ومجلس تنفيذي و أكاديميين كذلك، وقال بأن من بين أهداف المركز إعادة بعث الحياة في المنطقة الأثرية، عبر إدماج الموقع في «النسق الطبيعي و الثقافي و الاجتماعي والاقتصادي المحيط به، لما له من أهمية في تحقيق أقصى موارد ممكنة لمدينة قسنطينة.
ويجب بحسب المتحدث استغلال مواقع التواصل الاجتماعي من أجل الترويج للمنطقة واستقطاب أكبر عدد من السياح الأجانب والمحليين، وكذا دمج القاطنين بالقرب من الموقع في ذات المسعى، من خلال تشغيلهم في المكان و تشجيع النساء الماكثات في البيت على صناعة ديكورات تعكس الطبيعة والحياة في تيديس. ولفت الباحث، إلى أن المدينة الأثرية تيديس، بها العديد من الآثار التي لا تزال بحاجة لدراسات وتفسير، وشرح الكثير من الأمور الغامضة التي تصنف كأسرار تاريخية مهمة، وتبقي مهمة فكها و الإجابة عنها قائمة و منوطة بالأجيال اللاحقة.
أكثر من 3 آلاف سائح أجنبي زاروها خلال سنة
عرفت المنطقة في السنوات الأخيرة، توافد آلاف السياح من جميع بقاع العالم، بفضل الخرجات السياحية التي تنظمها جمعيات ووكالات سياحة وأسفار و مؤسسات تعليمية كذلك، والترويج الكبير لتيديس عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يعد المزيج التاريخي والطبيعي للمنطقة بمثابة جرعة سحرية يقع تحت تأثيرها كل من يزور المدينة الرومانية أو يشاهد صورا لها. وقد قابلنا خلال جولتنا في المعلم الأثري، وفدا سياحيا من جنوب فرنسا يتجول في المنطقة، تكلمنا مع سيدتين «أنايسس و مانون» فقالتا بأنهما أحبتا المكان جدا و قد استشعرتا  قوة الحضارة التي خلفته.
و بحسب المفتشة في السياحة بمديرية السياحة والصناعة التقليدية بولاية قسنطينة، لبنى شرواط، فإن الموقع يعتبر نقطة مهمة في المسار السياحي لزوار قسنطينة، حيث تستهوي المنطقة الأثرية السياح من داخل وخارج الوطن بفضل ثنائية التاريخ و الطبيعة، وحسب الإحصائيات التي قدمتها المفتشة، فإن تيديس سجلت زيادة كبيرة في عدد السياح الأجانب الذين توافدوا على المعالم خلال السنتين الأخيرتين، فخلال سنة 2023 وحدها سجل ما مجموعه 3275 سائحا أجنبيا، بينهم 2161 من قارة أوروبا، و400 سائح من قارة أمريكا، و 633 سائح من قارة آسيا، إلى جانب 20 من قارة إفريقيا، و 57 من قارة استراليا، و4 سياح من قارة أوقيانوسيا.
أما في سنة 2024، أي خلال آخر شهرين، فقد زار مدينة تيديس 310 سياح، 146 منهم من قارة أوروبا، و 17 سائحا من أمريكا، و 145 سائحا من قارة آسيا.  وأوضحت المتحدثة، أن أعلى معدل يمكن تسجيله في عدد الزوار الذين يتوافدون على تيديس، خلال فصلي الربيع والخريف، مشيرة إلى أن ديوان تسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المكلف بتسيير الموقع يعمل على الترويج للمدينة والتعريف بتاريخها، وأكدت شرواط، بأن أكثر الزوار اهتماما بهذا المعلم المعماري ،هم الإيطاليون الذي يزورون المكان من أجل الإطلاع على بقايا الحضارة الرومانية الراسخة في تربة بني حميدان.                                                 ل/ د

الرجوع إلى الأعلى