اعتبر نائب رئيس حركة البناء الوطني، أحمد الدان، أمس،   أن البرلمان القادم سيكون برلمانا  تعدديا وسيكون مفتوحا لكفاءات كانت محرومة بسبب ضغوطات العصابة، ويرى  أن الانتخابات التشريعية المقبلة فرصة حقيقية للانتقال من الحراك في الشارع إلى الحراك في المؤسسات، مبرزا أهمية إعادة استرجاع الشرعية السياسية للمؤسسات و تفعيل المواطنة بين الجزائريين، لحماية الجبهة الداخلية من التصدع ، كما  أشار إلى أهمية  إطلاق برامج تنموية ، في ظل السلمية والأمان والعافية  والاستقرار.
النصر : كيف تقيّمون عمليّة التحضير وجمع التوقيعات   تحسبا  لخوض غمار الانتخابات التشريعية المقررة في 12 جوان المقبل، بالنسبة لحركة البناء الوطني؟
أحمد الدان: عملية جمع التوقيعات كانت مسألة عادية بالنسبة للحزب، حيث تكفل المناضلون على مستوى كل الولايات بجمع التوقيعات، وخلال الأسبوع الأول تقريبا تجاوزوا الحد المطلوب ، وبالتالي بالنسبة للحزب كل المناضلين كانوا مجندين تلقائيا ، والناس الذين انخرطوا معنا في القوائم من غير الحزب، هؤلاء أيضا كان لهم فضاؤهم الشعبي الذي جمعوا منه التوقيعات ، ففي كل الولايات توجد مجموعة كبيرة من المترشحين من غير الحزب، حيث كان هدفنا هو تحرير النخبة من الضغوطات الحزبية ولهذا رفعنا الحواجز الحزبية أمام النخب العلمية والسياسية و الاقتصادية والثقافية وحتى القبلية ، ولذلك كان هدفنا هو نوع من التنمية الديمقراطية في موضوع الانتخابات، ونوع من تحرير النخب من العقد الحزبية وإعطاء نموذج جديد للعمل الحزبي، لأن مسألة الانتخابات لا تتعلق بالنضال ، فالانتخابات تتعلق بالكفاءة والشخص الذي بإمكانه أن يقدم إضافة إيجابية للمواطنين ، والنضال مسألة دائمة مبنية على قيم ومبادئ الخدمة العامة ومحاربة الفساد  والإصلاح السياسي، وأظن أن هذه الثقافة أصبح لها وجود كبير داخل حركة البناء الوطني ونجحت في تمريرها إلى المواطنين ، وتبقى مسألة مدى مردودية هذا الانفتاح من الناحية الانتخابية ، حكم الشعب،  فإذا رآها الشعب مناسبة أكيد سيصوت لحركة البناء وإذا لم يراها مناسبة أكيد سنراجع أنفسنا .
النصر : كيف تنظرون إلى التشريعيات المقبلة، خصوصا في ظل التحديات الداخلية والخارجية؟
أحمد الدان: الجزائر تحتاج  أربعة أشياء أساسية ، أولا إيقاف آثار العصابة السياسية التي كانت تبيع الانتخابات وتعطل الشرعية وهذا يحتم علينا إعادة استرجاع الشرعية السياسية للمؤسسات ونترك الشعب يثق في المؤسسات والنقطة الثانية هي أن الجزائر محتاجة إلى تفعيل الأخوة بين الجزائريين ، أو بالأحرى تفعيل المواطنة بين الجزائريين، وهذا الذي يحمي الجبهة الداخلية من التصدع، لأنه إذا كانت الجبهة الداخلية قوية، فإن التحديات الخارجية لا تضرنا ، لكن إذا كانت تصدعات داخل الجبهة الداخلية، ستفقدنا الأخوة والمواطنة وروح العمل،  ويضعف منسوب المقاومة السياسية للتحديات الخارجية ، والشيء الثالث نحتاج إطلاق برامج تنموية ،  والشيء الرابع نحتاج السلمية والأمان والعافية  والاستقرار ، لأن الحراك علمنا أن ننجز التغيير بالسلمية واليوم بعض الأطراف  تريد دفع البلاد إلى الانزلاق وتريد أن تختطف الحراك  وتختطف الإضرابات القطاعية وهذا لا يخدم الوطن ، فالانتخابات التشريعية المقبلة تستمد أهميتها من هذه النقاط الأربعة  في خدمة الوطن .  
النصر : البرلمان القادم يُعوّل عليه كثيرا  في إحداث التغيير ما رأيكم، وكيف تتوقعون تشكيلته ؟
أحمد الدان: البرلمان القادم سيكون برلمانا  تعدديا وسيكون مفتوحا لكفاءات كانت محرومة بسبب ضغوطات العصابة ، وهذا المعنى مهم جدا في صورة البرلمان القادم ، ومن زاوية أخرى البرلمان، هو الذي يقرر  الحكومة، سواء بأغلبية رئاسية أو أغلبية برلمانية  وبالتالي سيمتلك أدوات إسقاط الحكومة ، وهذا سيجعل الحكومة تكون أمام رقابة حقيقية للبرلمان غير التقليد القديم، ثم أن هذا البرلمان ستكون فيه صورة مختلفة من حيث الحديث عن الموالاة ، ففي السابق كان الناس يتكلمون عن موالاة ومعارضة ،  اليوم هذا المصطلح يزول وعندما يزول هذا المصطلح تزول معه الكثير من الممارسات التي كانت تقوم بها مجموعات الموالاة وهي ممارسات إفساد للمنظومة السياسية والاقتصادية ، ثم البرلمان القادم بالتأكيد سيكون له دور مختلف عن البرلمانات السابقة نسبيا، لأنه جاء بعد رئاسيات  أنتجها الحراك ويأتي قبل تجديد المجالس البلدية والولائية، وهذا سيؤثر على الخارطة السياسية المحلية ، واعتقد أن الخارطة السياسية  ستتغير كثيرا ، والقوى التي ستخرج اليوم هي التي ستكون لها امتداداتها في البلديات والولايات، ولذلك رسالتنا اليوم للمواطن،  أنها فرصة حقيقية للانتقال من الحراك في الشارع إلى الحراك في المؤسسات و الحراك  في الصندوق وفي الانتخابات، حتى يكون لحراكنا المبارك استمرارية ومردودية سياسية.                      مراد - ح

الرجوع إلى الأعلى