أعمل في محطة لغسل السيارات وهدفي بطولة العالم
قسنطينة تتصدر نتائج الكيك بوكسينغ في الجزائر هكذا دخلت عالم هذه الرياضة
تحدث ابن مدينة قسنطينة، وبطل الجزائر في الكيك بوكسينغ، أحمد يحيى حسام الدين، عن العديد من النّقاط التي تخصّ مشواره الرياضي، كاشفا في حواره مع النصر عن كيفية ولوجه هذه الرياضة، وإنجازاته.كما تطرق أحمد يحيى للظلم التحكيمي الذي تعرّض له في بطولة التضامن الإسلامي الأخيرة التي احتضنتها مدينة قونيا التركية.

بداية، من هو أحمد يحيى حسام الدين؟
حسام الدين أحمد يحيى، ابن مدينة قسنطينة (حي بن الشرقي)، من مواليد 18 أكتوبر 1994، بطل عربي وإفريقي، وبطل جزائري عدة مرات في رياضة الكيك بوكسينغ.
كيف كانت بدايتك مع رياضة الكيك بوكسينغ؟
كنت في شجار شوارع، أين تعجّب أحد المارة من طريقتي في الشجار، وعاد غدا  ووجدني في نفس المكان، فسألني إذا كنت أمارس رياضة الملاكمة أو رياضة أخرى، وتفاجأ عندما أخبرته أنني لم أرتد قفاز الملاكمة ولو مرة والحدة في حياتي، وبعد أن أخذنا في الحديث اكتشفت أنه مدرب في رياضة الكيك بوكسينغ، ثم التحقت بنادي (مشعل شباب قسنطينة)، أين واجهت في البداية بعض الصعوبات للتأقلم مع طريقة التدريب الشّاق، خاصة وأنّ جسمي لم  يكن قد تعوّد بعد على هذه الرياضة.
أنت حائز على عدّة جوائز في الكيك بوكسينغ، حدّثنا عن هذه التتويجات؟
أنا بطل الجزائر خمس مرات على التوالي، وبطل كأس الجزائر ثلاث مرات على التوالي كذلك في وزن 63 كغ، كما أنني تحصّلت على المرتبة الثانية في بطولة إفريقيا بالكاميرون سنة 2018، وبعدها بسنة واحدة تحصّلت على بطولة عربية هنا بالجزائر، فمنذ سنة 2018 وأنا في المركز الأول محليا، وضمن صفوف المنتخب الوطني، غير أنني تعرّضت لحادث هذه السنة.
ما طبيعة هذا الحادث؟
الأمر يتعلق بإصابة على مستوى الأربطة المتعاكسة للرجل اليسرى، وقطع على مستوى عضلة الرجل اليمنى، تعرّضت لها خلال التدريبات، أبعدتني عن المنافسة لمدّة ثلاثة أشهر، وهو ما منعني من المشاركة في البطولة الوطنية لسنة 2022، لكننّي أكملت المدة وعدت للتّدريبات بقوة أكبر، حيث أرسلت ملفيّ الطبي للقائمين على المنتخب الوطني، والحمد لله تمّ استدعائي لتربّص المنتخب أين قمنا بثلاثة تربصات
بالحديث عن المنتخب الوطني، هل كنت تنتظر استدعاءك للتربص، والمشاركة في ألعاب التضامن الإسلامي التي أقيمت بتركيا؟ خاصة بعد الإصابة التي تعرّضت لها ..
لا لم أكن أتوقع ذلك، هذا يعني أنّ الطاقم التدريبي للمنتخب الوطني يثق في إمكانياتي كثيرا، سنة 2021 كنت المصنّف رقم واحد في المنتخب الوطني، والحمد لله لا أزال أحافظ على هذه المكانة.
حسام، ماذا عن التتويج بالميدالية البرونزية في ألعاب التضامن الإسلامي، كيف تصف هذا الإنجاز؟
لقد حضرنا جيدا لهذه الدورة رفقة الطاقم التدريبي للمنتخب، في نزالي الأوّل فزت على ملاكم من أوزباكستان، وهو نائب بطل العالم سنة 2021، ما مكّنني من التّأهل للدور نصف النّهائي، أين قابلت صاحب الأرض والجمهور (تركيا)، وبشهادة جميع من كان حاضرا، كنت متفوّقا في الجولات الثلاث، غير أنَّ الحكام كان لهم رأي مغاير.
كنت قد تكلّمت عن الحادثة في صفحتك على فيسبوك، ماذا حدث في ذلك النّزال؟
كان الحكام متحيزون للملاكم التركي، ويحتسبون النقاط له فقط، ليس من عادتي التحجج، ولكن أنا لا أعتبر نفسي خاسرا في تلك البطولة، فقرار الحكام كان ظالما، حتى الملاكم استغرب   النتيجة عندما رفع الحكم يده معلنا عن فوزه، بل جميع من كان حاضرا تفاجأ بالقرار.
رغم الظّلم التحكيمي توّجت بميدالية برونزية، هل كنت تطمح لنيل الذّهب أما ماذا بالضبط؟
نعم، الميدالية الذّهبية كانت بين عيني، لكن للأسباب التي تحدثت عنها من قبل، حرمت منها، وتحصّلت على ميدالية برونزية صنف (لاو كيك)، في بطولة كان المستوى فيها عاليا جدا.
من وجهة نظرك، كيف تقيّم مشاركة المنتخب الوطني للكيك بوكسينغ في هذه المنافسة؟
كانت تجربة جيدة، تمكنا من خلالها من معرفة مستوانا الحقيقي، في بطولة يمكن القول عنها إنّها عالمية، شاركت فيها منتخبات ذات مستوى عال جدا، كلّها تسعى للوصول إلى النّهائي والمنافسة على الذّهب.
يعني، أنتم كرياضيين راضون عن نتائجكم في هذه الدورة؟
(يضحك)، نحن لا نرضى بغير المركز الأوّل، ويبقى الطموح من أسباب الوصول إلى القمّة.
وما سرّ تألّق أبناء قسنطينة في رياضة الكيك بوكسينغ، حسب رأيك؟ خاصة وأنّهم يتواجدون بقوّة في صفوف المنتخب الوطني.
 في قسنطينة روح المنافسة عالية، ففي البطولة الولائية المنازلات قوية للغاية، وكأنّك في بطولة وطنيّة، المستوى جيّد، قسنطينة تحتل المرتبة الأولى عبر الوطن من ناحية النتائج في رياضة الكيك بوكسينغ، وعندما تجد ولاية تقدّم خمسة إلى ستة أبطال، يحتلون المراكز الأولى وطنيا، هذا أمر جيّد ويدعو للفخر.
كيف ترى رياضة الكيك بوكسينغ في الجزائر، خاصة من ناحية الدّعم الموجّه لكم؟
نحن نحبّ هذه الرياضة، ونطمح لرفع الراية الوطنية في المحافل الدولية، رغم أنّها لا تحظى بالاهتمام الكافي، ورغم الضّعف الكبير للدّعم المادي، حيث يتمّ التكفل بنا فقط في تربصات المنتخب الوطني، بينما مع النوادي كل رياضي مسؤول عن نفسه، حتى المعدّات الرياضية والمكملات الغذائية، نشتريها من أموالنا الخاصة، لكن يبقى أملنا كبيرا في الرئيس عبد المجيد تبون، ووزير الشباب والرياضة سبقاق، من أجل تحسين أوضاعنا.
 و كيف تستطيع التوفيق بين العمل وتحضيراتك للمنافسات في ظل غياب الدعم؟
حتى أضعكم في الصورة، أشتغل في محطة لغسل السيارات، وعند اقتراب البطولة أتوقّف عن العمل، لأنّه شاق جدا، ولا يمكنني الاستفادة من التدريبات، لأنه كما تعلمون هذا النوع من الرياضات يتطلب جهدا كبيرا، وهو ما يجعلني اضطر لأخذ عطلة على حسب مدة التحضيرات، وذلك حتى يتسنى لي ضمان أحسن جاهزية للمنافسة.
في الختام، ما هي أهدافك المستقبليّة؟
هدفي أن أصبح بطل العالم في رياضة الكيك بوكسينغ، ثم الاحتراف..وإذا سمحت أريد أن أقدّم شكري لكل من حاول تكسير عزيمتي، لأنني بفضلهم أصبحت أكثر جدّية وإصرارا على الوصول إلى القمة.
حاوره: فايز إسلام قيدوم

الرجوع إلى الأعلى