مربو دواجــــن يستعملون مضـــادات حيـــوية محظـــــورة بقسنطينة
كشفت تحاليل المعهد الوطني للطب البيطري التي أجريت على عينات من الدواجن عبر ولايات شرقية من بينها قسنطينة، عن تسجيل نسبة مقاومة لمضادات حيوية محظورة في الجزائر، ما يؤكد بأنها استعملت من طرف المُربّين.
وقدّمت ممثلة المعهد الوطني للطب البيطري، الدكتورة آمال حيول، نماذج عن نتائج هذه التحاليل التي تمت على مستوى المخبر الجهوي للبيطرة خلال يوم دراسي نظمته أمس مديرية المصالح الفلاحية لولاية قسنطينة، حول الحذر من نتائج استعمال الأدوية، حيث كشفت في جدولٍ يضم نتائج التحاليل العادية الخاصة بتسع ولايات وتعود إلى السنوات الثلاث الماضية بالإضافة إلى العام الجاري، عن تسجيل نسبة مقاومة من السلالات البكتيرية، تفوق الخمسين بالمائة لمضادات حيوية حيوانية محظورة على غرار “الكلامفينيكول”، في حين أكدت بأن عدد العينات التي أخضعت للتحليل في قسنطينة خلال الفترة المذكورة يفوق 1600 في مجال الدواجن.
وشغلت مسألة المضادات الحيوية المحظورة حيزا مُهما من الجدل في نهاية اللقاء، حيث اعتبر مدير المصالح الفلاحية لولاية قسنطينة، ياسين غديري، بأن قضيتها محسومة بحسب ما ينصّ عليه القانون، مؤكدا بأن المشكلة الأساسية تكمن في استخدام الأدوية دون استشارة مختص والاستعمال غير العقلاني وغير المراقب للمضادات الحيوية من طرف المربين.  ووافق متدخلون من ممارسي البيطرة على ما ذهب إليه مدير المصالح الفلاحية، حيث أشار أحدهم إلى ضرورة احترام الشروط الأساسية لتربية الدواجن من خلال تهيئة المكان جيدا، ما يسمح بتقليل نسبة الإصابة بالأمراض. أمّا رئيس شعبة تربية الدواجن فاعتبر بأنّ نوعية المياه تمثل واحدة من المشاكل التي يواجهها زملاؤه في المهنة.
وتحدّث مدير معهد العلوم البيطرية في كلمته الافتتاحية لليوم الدراسي عن مشكلة التسويق الفوضوي للمضادات الحيوية، منبّها بأنها تباع في الأسواق الأسبوعية ويمكن لأي مربي الحصول عليها واستعمالها بطريقة غير مدروسة. وقال مدير المصالح الفلاحية في تصريح للصحافة على هامش اليوم الدراسي، إن المشكلة تكمن في الأشخاص الذين يبيعون المضادات الحيوية للمربين، وخصوصا ما يقدم منها للحيوانات في شكل حقن، مشددا على ضرورة تحرير وصفات خاصة بها، كما قال إن مصالحه تقوم بعمليات التحسيس في كل سنة. ونبه المدير في نفس التصريح، بأنه يجري في الوقت الحالي العمل على تأطير شعبة الدواجن من خلال تحديد المربين في مرحلة أولى ومتابعة نشاطهم في مرحلة ثانية.
ونبه مدير المصالح الفلاحية خلال اليوم الدراسي بأن المديرية ستنظم شبكة البحث في الصحة الحيوانية على مستوى الولاية، مثلما قامت به فيما يخص نشاط زراعة القمح من قبل، كما دعا البياطرة إلى المشاركة في عملية التحقيق في الأوبئة. وتحدث نفس المصدر عن التعليمة التي تقضي بمنع نشاط بائعي الحليب غير المبستر ومشتقاته، حيث أوضح بأن الأمر ممنوع بنص تنظيمي واضح، مشيرا إلى اكتشاف الحمى المالطية في مجموعة من البلديات، كما أضاف بأنه يمكن للمشتغلين في هذا المجال نقل الكميات التي يجمعونها من الحليب إلى وحدات الإنتاج للبسترة ليعيدوا بيعها بأي شكل يفضلونه بعد ذلك.
وأفاد رئيس شعبة مربي الدواجن بغرفة الفلاحة للولاية، الشريف بوخريصة، في تصريح لنا، بأن عدد المربين في قسنطينة انخفض في الآونة الأخيرة بنسبة خمسين بالمائة، مضيفا بأن لجنةً على مستوى الغرفة تعكف حاليا على إعداد إحصاء للمربين بشكل دقيق وتنظيم نشاطهم، بالإضافة إلى مساعدتهم على الاستفادة من القرض البنكي المسمى “رفيق”.
وقد انعقد اليوم الدراسي في مقر الولاية بالدقسي، حيث حضره بياطرة وممثلون عن غرفة الفلاحة ومجموعة من المتدخلين، من أجل مناقشة قضية تأثير المضادات الحيوية الحيوانية التي تستخدم بطريقة مبالغ فيها على صحة الإنسان، إذ تؤدي بقاياها في اللحوم البيضاء والحمراء المستهلكة إلى إكساب الإنسان مقاومة للمضادات الحيوية عند إصابته بأمراض مختلفة، وخصوصا فئة الأطفال.
سامي.ح 

الرجوع إلى الأعلى