إهتمام إسباني بالاستثمار في مادة الحلفاء
حلّ مؤخرا ممثل الشركة الاسبانية» سيلسا SELSA “ و الشركة الجهوية للهندسة الريفية بولاية تبسة بغرض معاينة منابت الحلفاء بالمناطق الجنوبية بالولاية، التي تنام على مساحات شاسعة من مادة الحلفاء، والتعرف على فرص الاستثمار المتاحة.
     الزيارة سمحت لممثل الشركة الأجنبية بالقيام بخرجة ميدانية مشتركة، ضمت كلا من محافظة الغابات لولاية تبسة، و ممثل الشركة الجهوية للهندسة الريفية، حيث تم خلال  الخرجة  الاطلاع على تجارب و خبرات الجزائر في مجال حماية المراعي الطبيعية والحفاظ على منابت الحلفاء ،  و كانت المحطة الأولى لممثل الشركة الإسبانية هي الجهة الجنوبية بولاية تبسة، أين تم معاينة منابت الحلفاء في كل من غابة الصيد ببلدية العقلة المالحة، التي تتربع على مساحة 1000 هـ، وغابتي “فايجة الحمام” و “ظهيرة البطنة” ببلدية صفصاف الوسرى، واللتان تتربعان على مساحة 2000 هـكتار، ناهيك عن معاينة مركز تجميع و تخزين الحلفاء ببلدية بئر العاتر ، و كان موضوع الخرجة أخذ عينات من المواقع المذكورة لإجراء تحليل الجودة و النوعية من أجل الاستثمار في هذه المادة، لإنتاج مختلف الصناعات الورقية في شتى المجالات، مع العلم أن المساحة المعروضة لاستغلال الحلفاء خلال سنة 2018/2019 تقدر بـ22ألف هـكتار.
ممثل الشركة الإسبانية، ذكر أن الغراسة الرعوية و حماية منابت الحلفاء دليل على جهود الدولة الجزائرية و اهتمامها بمثل هذه الثروات، وقال أن التجربة غنية عن التعبير، مشيدا بما تبذله الجزائر في إطار حماية الغراسة الرعوية والحفاظ على الغطاء النباتي، حيث أكد أن زيارته سمحت له بالتعرف على النتائج الإيجابية للمشاريع التي تم تنفيذها على أرض الميدان.
مصالح الغابات بولاية تبسة خصصت 22 ألف هكتار لغرس الحلفاء ، موزعة على 21 موقعا متواجدا بأقاليم 10 بلديات، منها “ بئر العاتر، صفصاف الوسرى، الحويجبات، الماء الأبيض، الشريعة، العقلة المالحة، أم علي، وتهدف هذه المبادرة حسب محافظة الغابات بالولاية إلى حماية الغطاء النباتي، ومنع انجراف التربة، إلى جانب توفير الحلفاء التي لها عدة استخدامات لاسيما في الصناعات التقليدية، كما تندرج العملية في إطار فتح أبواب الاستثمار أمام الخواص المحليين والأجانب في قطاع الغابات بولاية تبسة، بهدف دعم قطاع الاستثمار وتنمية المناطق النائية بالولاية.
وحسب مصدر من محافظة الغابات بولاية تبسة، فإن القطاع يعمل منذ سنة 2015 على تشجيع المستثمرين لولوج هذا المجال؛ من خلال منحهم جملة من التسهيلات والامتيازات، متحدثا عن خوض 4 مستثمرين تجربة غراسة النباتات العطرية والطبية، لاسيما إكليل الجبل، والشيح، والزعفران، ومشتقات التين الشوكي” الهندي” المعروفة بجودتها في ولاية تبسة وتعدت شهرتها حدود الولاية، موضحا أن أحد المستثمرين ينتج 5 آلاف قنطار من إكليل الجبل سنويا، ويقوم باستخراج الزيت منه الذي يدخل في تركيب عدد من المواد الصيدلانية ومستحضرات التجميل، وشرع في تصدير كميات منه إلى الخارج ، كاشفا عن وجود مشروع تعاون بين محافظة الغابات وجامعة الشيخ العربي التبسي؛ قصد إجراء بحوث أكاديمية حول هذه النباتات وكيفية استخدامها وتوظيفها في المجال الطبي، جدير بالذكر أن المساحة الغابية الإجمالية بولاية تبسة، تقدر بحوالي 211103 هكتارا.  
ع.نصيب

الرجوع إلى الأعلى