مدارس تتوقف عن تقديم الوجبات الساخنة بعنابة
تفاجأ أولياء تلاميذ ببعض المدارس الابتدائية بولاية عنابة، من توقف تقديم الوجبات الساخنة بالمطاعم المدرسية على مدار أيام الأسبوع الماضي و أرجع مدراء المؤسسات التربوية، توقف الممونين عن تزويد المطاعم بالمواد الغذائية، إلى العجز المالي للبلديات و طول إجراءات تسديد مستحقاتهم، إلى جانب تعقيدات الإجراءات الإدارية الجديدة في منح صفقات التموين.
و أمام توقف المطاعم المدرسية عن تقديم الوجبات الساخنة لتلاميذ الصف الابتدائي، تدخلت مديرية التربية حسب مصدر مسؤول، بمراسلة والي الولاية، لإيجاد حلول مستعجلة و تسوية المشاكل المطروحة على مستوى البلديات، للالتزام بتسوية المستحقات المالية للممونين في موعدها، أمام عجز البعض منها عن الإيفاء بذلك، لتأخر تلقي الاعتمادات المالية الخاصة بالمطاعم و يتخوف الأولياء من استمرار توقف تقديم الوجبات بعد العودة من العطلة المدرسية.
و بعد بدء العمل بالإجراءات الجديدة في تموين مطاعم المدارس الابتدائية المسيرة على عاتق البلديات الموسم الماضي 2017 - 2018 بتوصيات وضعتها الحكومة بالتنسيق بين وزارات الداخلية، التربية و المالية، و المتضمنة إجراء مناقصة تموين كل ثلاثي على مستوى مكتب صفقات البلديات و فرض تقديم حسابات بنكية تجارية لأصحاب السجلات التجارية لصب مستحقات التموين و هو ما خلف نتائج سلبية، أدت إلى تعطيل صفقات التموين و إعادة نفس الإجراءات كل ثلاثة أشهر، لاختيار فائزين جدد حسب العروض المقدمة و تأخر تسديد مستحقات التجار، نتيجة لربط التسديد بميزانية البلدية التي تتلقاها من وزارة الداخلية، بعد أن كانت وزارة المالية تتكفل بصب مستحقات التجار، عن طريق الخزينة العمومية مباشرة في الحساب البريدي.
و كان الهدف من الإجراءات الجديدة التي أقرتها الحكومة حسب مصادرنا، مراقبة الأموال التي تصب في حسابات الممونين عبر البنوك، و كذا خلق تنافس بين التجار لخفض الأسعار بصفة دورية و عدم اعتماد نفس الأسعار طوال الموسم الدراسي، أحيانا تكون مضخمة، غير أن هذه الإجراءات اصطدمت بعدم تحكم البلديات في الإجراءات و عجز عن التسديد، في انتظار اعتمادات الدولة المخصصة لهذا الشأن.        
هذا و قد توقف ممونو بعض المطاعم عن تزويد الابتدائيات بالمواد الغذائية، بسبب تأخر تسوية مستحقاتهم، مطالبين حسب تصريح بعضهم للنصر، بتدخل السلطات المركزية لمراجعة الإجراءات الجديدة، التي أصبحت غير محفزة للمشاركة في المناقصات، ما جر بعضهم إلى حافة التوقف عن النشاط لاستهلاك جميع رأس مالهم، بحيث يصل تأخر التسديد - حسبهم- إلى قرابة السنة، في حين أن البلديات تقدم وعودا لدى توقيع عقد الصفقة، بصب الأموال بصفة منتظمة كل شهر.  
و يُطالب أولياء التلاميذ بعنابة، بتدخل المصالح المعنية لإيجاد حل لمشكل توقف المطاعم عن تقديم الوجبات الساخنة، خاصة في فصل الشتاء، متخوفين من تواصل غلق المطاعم بعد العطلة الشتوية.
و يؤكد الأولياء، على أن المطاعم سهلت عليهم التكفل بأبنائهم في وجبة الغداء، كون أغلبهم مرتبطون بعملهم و يصعب عليهم نقلهم إلى منازلهم و العودة لضيق الوقت.
و تشير مصادرنا، إلى أن وزارة التربية الوطنية قدمت مقترحا للحكومة، لاستحداث «ديوان الإطعام المدرسي» و الخروج من الوضعية الراهنة غير المشجعة على تنفيذ مشروع مدرسة ذات جودة، في ظل عجز البلديات عن متابعة وضعية الابتدائيات.
حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى