موالــون يرمـــون ماشيتهــم النافقة أمــام مديريــة الفلاحــة
 شهد محيط مديرية المصالح الفلاحية لولاية المسيلة، نهاية الأسبوع المنصرم، حركة احتجاجية نظمها العشرات من الموالين، الذين قاموا بنقل عدد من رؤوس الماشية النافقة و رميها أمام باب المديرية، في خطوة غير مسبوقة للتعبير عن مخاوفهم ، بسبب انعدام اللقاح لإنقاذ ثروتهم الحيوانية من عدوى الحمى القلاعية و طاعون المجترات خلال الأيام الأخيرة.
و قال الموالون المحتجون الذين قدموا من مختلف المناطق، بأن خسائرهم في تزايد يوما بعد يوم، بسبب تأخر تزويدهم باللقاحات، حيث أشار البعض إلى فقدانهم لمئات رؤوس الماشية، قبل أن يتدخل مدير المصالح الفلاحية بالولاية و يحتوي احتجاج الموالين و يدعوهم لاجتماع بمقر المديرية، لتوضيح الوضعية التي تمر بها الولاية، جراء نقص كمية اللقاح في مخزون المصالح البيطرية.
مدير المصالح الفلاحية لولاية المسيلة، معمر حريزي، كشف في تصريح للنصر، عن أخر تطورات و اتساع رقعة مرض الحمى القلاعية و طاعون المجترات و التي شملت إلى غاية الخميس الماضي، 33 بلدية عبر الولاية حيث تعرض حوالي 400 مربي إلى خسائر مست ثروتهم من رؤوس الماشية، بعدما بينت التحاليل المخبرية التي أجريت بتيزي وزو، عن اكتشاف 33 بؤرة عبر البلديات المذكورة.
و أوضح ذات المسؤول على هامش تنصيب اللجنة الولائية لليقظة التي شكلت بمقر الولاية تحت رئاسة الأمين العام للولاية و تضم قطاعات الفلاحة و الصحة و رؤساء البلديات و الدرك و الأمن الوطنيين، بأن العمل على محاصرة هذه البؤر انطلق ميدانيا رغم ما تواجهه من صعوبات و مشاكل و من أهمها عدم تفاعل المربين مع الإرشادات و النصائح التي تم إبلاغهم بها لكبح انتشار هذا الداء و كذا النقص المسجل في عدد البياطرة التابعين لقطاع الفلاحة بالولاية.
مضيفا بأن أكثر من 320 مربيا تحصلوا على اللقاحات ضد الحمى القلاعية و التي مست أكثر من 41 ألف رأس من الغنم، لاسيما بمناطق دائرة عين الملح التي تحصي لوحدها حوالي 500 موال، بعدما تم توزيع ما يزيد عن 60 ألف جرعة من اللقاح المتوفرة في مخزوننا، حيث شملت هذه العملية تحديد البؤر المؤكد إصابتها مخبريا.
كما أكد مدير القطاع معمر حريزي، على أن عملية التلقيح الحالية تواجه العديد من الصعوبات، لاسيما ما تعلق منها بنقص عدد البياطرة و شساعة الولاية التي تحصي حوالي 2 مليون من رؤوس الماشية و أزيد من 8000 موال و الذين دعاهم إلى احترام الإرشادات التي تصب في مجملها في سياق الحد من انتشار المرض الذي يهدد الثروة الحيوانية بالولاية.
مشيرا إلى أن تنصيب لجنة اليقظة، يحمل أكثر مكاتب الصحة البلدية مسؤولياتهم في المساعدة على نشر الوعي و تحسيس الموالين و المربين بأهمية الإبلاغ عن بؤر الإصابة بهذا الداء و عزل الحالات المصابة و عدم نقل الماشية بين مختلف المناطق.
من جهة أخرى، انتقدت مصادر على صلة بالملف، افتقار الولاية الرعوية و السهبية، لملحقة مخبر للتحاليل، التي تعجل التعامل مع بعض الحالات و إجراء التحاليل و الحصول على نتائجها في زمن قصير، إضافة إلى مشكل نقص الأطباء البياطرة حيث تتوفر المسيلة على 26 بيطريا و هو ما يصعب من عملية مراقبة العدد الهائل من رؤوس الماشية، بالنظر إلى مساحة الولاية، بعد أن شهد القطاع نزيفا في عدد البياطرة، بعد إحالة العديد منهم على التقاعد، بينما لم يتم فتح مناصب لتوظيف بيطريين جدد.  
و من المنتظر أن تواجه حملة التلقيح الوطنية التي ستنطلق قريبا، صعوبات كبيرة في هذا الشأن، ما يدفع إلى تسخير البياطرة الخواص الذين يقدر عددهم بحوالي 150 بيطريا عبر الولاية.
  فارس قريشي

الرجوع إلى الأعلى