خبـراء و مهنيـون ينتقـدون أسـاليب تربيـة الدواجـن التقليـدية
دعا خبراء و مهنيون، أمس السبت، في ملتقى جهوي عقد بقالمة، إلى إعادة النظر في قطاع تربية الدواجن بالجزائر و إخراجه من دائرة الفوضى التي يعيشها في السنوات الأخيرة سواء من حيث طرق و أساليب الإنتاج، أو من حيث تذبذب الأسعار و تطور الاستثمارات و التكوين و غيرها من المتاعب التي تواجه قطاع الدواجن و تعيق عملية التطور و مواكبة التكنولوجيا الجديدة عبر العالم.  
و قد أجمع أغلب المتدخلين الممثلين لولايات شرق البلاد، على أن شعبة تربية الدواجن بالجزائر مازالت لم تتخلص بعد من الفوضى و الأساليب القديمة و لم تتمكن لحد الآن من مواكبة الثورة التكنولوجية الكبيرة التي تعرفها الكثير من الدول الرائدة في هذا المجال.  
و قال الهادي تبحيرت الأمين العام للمكتب الوطني للمجلس المهني المشترك لشعبة تربية الدواجن، بأن الفوضى مازالت سائدة بالقطاع و أن المجلس يعمل حاليا على إيجاد الحلول اللازمة و بناء قاعدة قوية للقطاع بالتنسيق مع الوزارة الوصية و كل الشركاء المعنيين بتطوير تربية الدواجن بالجزائر، مؤكدا على أن وزارة الفلاحة تبدي اهتماما و تعاونا مثمرا مع قطاع تربية الدواجن، وفق خارطة طريق جادة ستكون لها نتائج إيجابية خلال السنوات القادمة.  
و حسب المتحدث، فإن قطاع تربية الدواجن قد تمكن من توفير الغذاء الكافي للجزائريين سواء من اللحوم البيضاء أو من البيض، لكن التحديات مازالت تعيق تطوير القطاع، فالاستثمارات كثيرة لكنها غير منظمة و أغلب المداجن لا تتوفر على الشروط اللازمة لإنتاج الدجاج و البيض كما قال.
موضحا بأن أغلب مذابح الدواجن بالجزائر، مازالت بعيدة عن المعايير العالمية التي تشترط وجود أنفاق تبريد لحفظ اللحوم و إبقائها على حالتها الطبيعية الصحية قبل شحنها إلى مواقع الحفظ و الاستهلاك، مؤكدا على أن وضع الدجاج في غرف التبريد مباشرة بعد الذبح و السلخ أمر غير صحي و يجب أن يتوقف.  
و أرجع الأمين العام للمكتب الوطني للمجلس المهني المشترك لشعبة تربية الدواجن، اضطراب أسعار اللحوم البيضاء بين فترة و أخرى إلى تذبذب أسعار الكتاكيت المستوردة من الخارج، حيث قفز سعرها من 60 دينارا إلى 130 دينارا في السوق الدولية، إلى جانب ارتفاع أسعار غذاء الدواجن المستورد من الخارج أيضا، مضيفا بأن الذرى المستوردة بكمية تتجاوز 4 مليون طن سنويا، أصبحت مشكلة كبيرة أمام قطاع تربية الدواجن بالجزائر، إلى جانب الأدوية و المذابح و مشاكل النقل و التبريد و التسويق.  
و في ختام كلمته أمام المشاركين في اللقاء، دعا الهادي تبحيرت إلى الاهتمام بالتكوين و إعداد الكوادر البشرية المتمكنة لمواكبة تكنولوجيا تربية الدواجن و تنظيم القطاع و بعث استثمارات حقيقية تضع حدا للفوضى السائدة وسط مداجن و مذابح بدائية، لا تتوفر على كل شروط الإنتاج السليم للغذاء و المحافظة على صحة المستهلكين.  
و تطرق متدخلون آخرون إلى دور البياطرة في تنظيم شعبة تربية الدواجن بالجزائر و أهمية تكوين الفلاحين الناشطين في هذا المجال و تطبيق كل الإجراءات التنظيمية الخاصة بمنح الاعتماد و مراقبة المداجن و اللحوم البيضاء عبر كل مراحل الإنتاج و إلى غاية وصولها إلى المستهلكين.   
و كانت مخابر التحاليل و نقص المذابح المتطورة و ضعف التغطية الصحية و نوعية الأدوية و الأسواق المنظمة و التكوين و التأمين و احتجاجات المستهلكين على النوعية و الأسعار، في صلب النقاش الذي أعقب المداخلات الهامة التي عرت واقع قطاع تربية الدواجن بالجزائر و وضعت الجميع أمام تحديات كبيرة لإعادة تنظيمه و إخراجه من الأساليب البدائية التي تجاوزها الزمن.  
و قد قرر المجتمعون بقالمة، الخروج بخارطة طريق ستقدم للوزارة الوصية خلال الأيام القادمة، لحل مشاكل شعبة تربية الدواجن، من خلال بعث برامج التكوين و بناء مزيد من مخابر التحاليل و التفكير في إنتاج الغذاء بالجزائر و بعث وحدات تحويل البيض لمواجهة تخمة المعروض التي أدت إلى انهيار الّأسعار و تهديد وحدات إنتاجية كثيرة بالإفلاس.  
و ينشط بقطاع تربية الدواجن بالجزائر، نحو 500 ألف عامل و يعيش منه أكثر من 2 مليون شخص و يقدر الإنتاج السنوي من اللحوم البيضاء بنحو 20 كلغ للفرد الواحد سنويا، بينما بلغ إنتاج البيض 8 ملايير بيضة في السنة، في حين تقدر الاحتياجات الوطنية بنحو 4 ملايين بيضة في السنة فقط و يبحث الفائض الكبير من البيض عن التصدير إلى الخارج و التحويل بوحدات وطنية مخصصة.  

  فريد.غ           

الرجوع إلى الأعلى