نقص مياه السقي يهدّد غابات النخيل وأشجار الفواكه
استعجل فلاحون ببلدية نقرين بولاية تبسة، معالجة مشكلة مياه السقي و إنقاذ ما يزيد عن 30 ألف نخلة و آلاف الأشجار المثمرة الأخرى الموجودة بواحات البلدية من زيتون وتين ورمان، من الموت عطشا.
و تأسف الفلاحون في اتصالهم بالنصر، لحالة أشجار الواحات الممتدة على طول مجرى وادي “البلاد”، و التي تموت ببطء، بعد أن أصبحت تصلها مياه السقي بكميات قليلة جدا و على فترات زمنية متباعدة، كما أضافوا أن ثروة النخيل والأشجار المثمرة و زراعة الحبوب ببلدية نقرين إلى جانب تربية الماشية، تمثل النشاطات الأساسية للسكان البالغ عددهم زهاء 12 ألف نسمة، نظرا لغياب مشاريع اقتصادية بالمنطقة يمكن أن تكون مصدر عيشهم.
وأرجع المواطنون المتضررون قلة مياه السقي، إلى أن الينابيع التي كانت تتزود منها الغابة منذ مئات السنين، قد غار ماؤها منذ فترة بعد أن كانت تسيل بتدفق كبير، مشيرين إلى أن الوضع لا يحتمل المزيد من الانتظار، في حين أوشكت غابات النخيل ببلدية نقرين على الانقراض.           
 و يرى محدثونا أنه يمكن إنقاذ الثروة الفلاحية بحفر آبار ارتوازية في المنطقة، لضخ الماء بقوة و سقي غابات النخيل وإنقاذ آلاف الأشجار من الموت، فضلا عن إصلاح المنابع الممتدة على أكثر من كيلومتر على وادي البلاد، بعدما دمرتها سيول الفيضانات، لاسيما تلك الرئيسية المعروفة بالمنطقة كـ “عين طريش” و “عين منديل”، و “عين جمال” التي تراجع منسوب مياهها بنسبة كبيرة، في حين أن منابع أخرى لم تعد موجودة، بعدما كانت كل البساتين تسقى بمياهها و بما يزيد عن حاجتها، و هو ما يحتاج إلى تجهيزات ضخمة و أموال كثيرة، من أجل إزالة ما تراكم من طمي على المنابع، و حمايتها بأسوار متينة لتعويض تلك التي جرفتها السيول.
النصر وخلال زيارة قادتها إلى بلدية نقرين، اقتربت من السيد صلاح رواق، و هو أحد فلاحي المنطقة، حيث تحدث بحرقة عن مخاوفه من اندثار بستانه، الذي تركه والده بعد وفاته، والذي يتربع على مساحة تقارب 20 هكتارا، إذ يحتوي على أجود أشجار النخيل  والزيتون والرمان والتين و المشمش والرمان، كما أن تربته صالحة للفلاحة، بعد تجريب أنواع الخضروات التي جادت بها، لكنه يقول إن هذه الجنة تكاد تضمحل وتختفي، بسبب قلة المياه و الإمكانيات وغياب الدعم، ناهيك عن اتباع الطريقة التقليدية في عملية السقي والمعروفة بـ “الجابية”، حيث لم يستطع حفر بئر لسقي غابته، الأمر الذي جعله يتوجس من موت الأشجار وتحول بستانه إلى أرض جرداء قاحلة، لاسيما  وهو مقبل على فصل جني التين، والرمان  والتمور، والزيتون.
و اعتبر رئيس بلدية نقرين، رمضاني الجموعي، أن ترميم المنابع الطبيعية و إعادة الاعتبار لها في نقرين، مطلب مستعجل للسكان، لاسيما وأن أراضيها تنتج أجود التمور و على رأسها “دقلة نور”، و كذلك أكثر من 10 أنواع من الثمار المختلفة، مضيفا بأن مصالحه ستسعى لدى السلطات الولائية لبرمجة مشاريع قطاعية لحفر بئر على الأقل، لتلبية احتياجات الفلاحين من الماء.
ع.نصيب

الرجوع إلى الأعلى