لا جدوى من الإنفاق على قاعات علاج غير قابلة للخدمة
قال والي قالمة كمال عبلة أمام دورة المجلس الشعبي الولائي المنعقدة أمس الأربعاء، بأنه غير مستعد للإنفاق على قاعات علاج غير قابلة للاستغلال و تقديم الخدمات للسكان، مؤكدا بأنه لا جدوى من عمليات ترميم و صيانة لهذه القاعات، و الجميع يعلم بأنها ستبقى مغلقة، و خاصة بالمناطق النائية التي هجرها السكان، أو بسبب متغيرات أخرى تجعل هذه القاعات بلا فعالية.  
و يصر أعضاء المجلس الشعبي الولائي بقالمة على ترميم و تجهيز كل قاعات العلاج عبر مختلف البلديات، بما فيها تلك المتواجدة بالمناطق الجبلية النائية، مؤكدين بأن هذه القاعات تعد مكسبا للبلديات الريفية النائية، و يجب المحافظة عليها حتى تكون سندا للسكان العائدين إلى المناطق الجهورة بعد انطلاق برامج إعادة الإعمار، كفك العزلة و إيصال خطوط الكهرباء و المياه و حتى الغاز الطبيعي، إلى المشاتي الفقيرة التي تعاني من نقص في التغطية الصحية.   
و أوضح والي قالمة بأن إجراءات استرجاع قاعات العلاج المستولى عليها تحرز تقدما مشجعا، و قال بأن بعض النزاعات مع المحتلين لهذه القاعات قد وصلت إلى القضاء للفصل فيها، بينما وجدت بعض النزاعات حلولا لها بطرق أخرى، بينها استفادة العائلات التي تسكن هذه الهياكل الصحية من سكنات بصيغ مختلف كالسكن الاجتماعي و البناء الريفي المدعوم من الدولة.  
و قد استفادت ولاية قالمة من دعم مالي تجاوز 26 مليار سنتيم لترميم و تهيئة و تجهيز 103 قاعة علاج عبر إقليم الولاية، حيث انتهت عملية الترميم و الصيانة بنحو 12 قاعة علاج، و الأشغال جارية حاليا بنحو 56 قاعة أخرى، في انتظار انطلاق عمليات تهيئة و ترميم و تجهيز 35 قاعة علاج خلال الأشهر القادمة، بعد الانتهاء من الإجراءات الإدارية المنظمة للصفقات العمومية.
و لا تعد الوضعية المتدهورة لقاعات العلاج بقالمة المشكلة الوحيدة، بل توجد عقبات أخرى قد تعيق استغلال هذه الهياكل الجوارية بعد الترميم و التجهيز، حيث يتوقع أن تواجه مديرية الصحة صعوبات في تعيين الكوادر الطبية و الشبه الطبية التي تعمل بهذه القاعات، و تقدم الخدمات الصحية للسكان، حيث ترفض الطواقم الطبية الذهاب إلى المناطق النائية و ضمان الخدمة هناك، و حتى و إن استجاب بعض الأطباء و الممرضين فإن مدة العمل ربما لا تتجاوز يومين أو ثلاث في الأسبوع و لساعات محدودة.
فريد.غ 

الرجوع إلى الأعلى