مناوشة بسبب صفعة تنتهي بجريمة قتل
قضت محكمة الجنايات بمجلس قضاء عنابة، أول أمس، بتسليط عقوبة 20 سنة سجنا نافذا، في حق قاتل جاره بحي سيدي عيسى بطعنة خنجر، في شجار تحت تأثير الكحول، بسبب خلاف يعود لصفع المتهم لأخ الضحية المختل عقليا أثناء تواجده في السجن، كما عاقبت المحكمة 3 أشخاص من مرافقي المتهم و مشاركين في إخفائه و عدم التبليغ عنه، بـ 3 سنوات سجنا نافذا.
و هي القضية التي التمس فيها ممثل الحق العام عقوبة المؤبد ضد المتهمين، عن جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار في حق المتهم الرئيسي و جنحة مساعدة شخص ارتكب جناية عن الهرب و جنحة عدم الإبلاغ عن جناية و جنحة إخفاء شخص مبحوث عنه لارتكاب جناية، للمتهمين الثلاثة.
تعود وقائع القضية، إلى تاريخ 3 فيفري 2017، عندما تلقت مصالح أمن ولاية عنابة، بلاغا مفاده تواجد شخص بحي سيدي عيسى ملقى على الأرض و ينزف دما، حيث كشفت التحريات الأولية، عن كون الأمر يتعلق بالضحية (م.ش) و أنه توفي جراء تعرضه إلى عدة طعنات بمناطق مختلفة من الجسم، و تبين بأنه تشاجر مع جاره (و.خ) و هو من قام بطعنه ثم لاذ بالهروب رفقة (ش.و) الذي كان يقود سيارة نفعية من نوع « ماهيندرا» و أن المتهم لجأ إلى منزل قريبه (ح.أ) بحي سيدي سالم و بإجراء عناصر الشرطة لعملية المسح بالموقع، تم ضبط مقبض خشبي خاص بسلاح أبيض من نوع «أوبينال» 12. و بسماع الطرف المدني (م.م) والد الضحية، صرح أنه و بتاريخ الوقائع حوالي الساعة الثانية صباحا، سمعت زوجته من أحد الجيران، بأن ابنه قد تشاجر من المتهم، فتوجه إلى مكان وقوع المشاجرة مرفوقا بشقيقه، فوجدوا ابنه ملقى أرضا و ينزف دما، مضيفا بأن الجاني حضر إلى مكان وقوع الجريمة و أشهر سلاحه في وجه ابنه و هو ملقى على الأرض محاولا الاعتداء عليه من جديد، فتدخل و أبعده عنه، ثم ركب سيارة من نوع « ماهيندرا» يقودها (ش.و) و غادرا المكان.
و لدى سماع الشاهد (ب.و)، صرح بأنه و في حدود الساعة الثانية صباحا، كان بمفرده داخل الكشك التابع له، قبل أن يسمع ضجيجا في الخارج و لما استطلع الأمر، شاهد الضحية و الجاني متشابكين بالأيدي، فيما لم يشاهد أي سلاح أبيض بحوزة أي منهما، ثم دخل أحد الزبائن إلى الكشك فالتحق به، ليعاود الخروج، فشاهد الضحية ملقى على الأرض و ينزف دما، فاتصل بمصلحة الحماية المدنية و الشرطة.
و لدى استجواب المتهم (و.خ)، صرح بأنه لم يعتد على الضحية بسلاح أبيض و أنه يجهل الفاعل، حيث تشاجرا بسبب أخ الضحية،  و هو مختل عقليا، قام بصفعه قبل 3 أشهر من تاريخ الوقائع و كان وقتها الضحية يتواجد في السجن،  و عند حدود الساعة العاشرة و النصف ليلا التلقى بأصدقائه (ش.ع.ن) و (ش.و) و ركبوا سيارة هذا الأخير، ثم اقتنوا مشروبات كحولية و بقوا يتجولون و يحتسون الخمر، إلى غاية الساعة الثانية صباحا، حينما توجهوا إلى حي سيدي عيسى و بوصولهم بالقرب من كشك بيع السجائر، طلب (ش.و) التوقف و دخل إلى الكشك و اشترى علبة سجائر، ثم توجه إلى السيارة و في تلك الأثناء، ناداه الضحية (م.ش) و كان تحت تأثير الكحول و عاتبه عن قيامه بصفع أخيه المختل عقليا، فطلب منه تفادي الخوض في الموضوع، إلا أن الضحية حسبه، تمادى و تهجم عليه لفظيا و أثار غضبه، فقام بشتمه و تشابك معه بالأيدي و لم يكن حينها يحوز على سلاح أبيض و تمكن الضحية من إصابته بلكمة على مستوى الأنف و بعد مدة وجيزة، لمح الضحية يتراجع إلى الخلف، ثم سقط أرضا، بعدها غادر مع صديقيه إلى منزل خاله بحي قاسيو و أخذ سكين مطبخ طالبا من السائق أن ينقله من جديد إلى حي سيدي عيسى و عند الوصول، نزل من السيارة حاملا السكين و شاهد من بعد 20 مترا، الضحية ملقى على الأرض، أين كانت والدته بالقرب منه لعترض والد الضحية سبيله، طالبا منه المغادرة، ثم عاد إلى بيت خاله أين قضى ليلته هناك و لم يكن يعلم بأن الضحية فارق الحياة، و في صباح اليوم الموالي، أخبره خاله بوقوع جريمة قتل بسيدي عيسى و بأن القاتل مزال في حالة فرار، كما اتصل به ابن عمله و أبلغه بأن (م.ش) قد فارق الحياة، عندها بقي متخفيا و انتقل إلى عدة أماكن هروبا من ملاحقة مصالح الشرطة، إلى غاية توقيفه بحي سيدي سالم في منزل ابن عمته.
حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى