مرصصون يؤكدون أن دخلاء على المهنة وراء اختناقات الغاز

أقر أمس نائب رئيس غرفة الصناعات التقليدية و الحرف في قسنطينة، بصعوبة عملية إحصاء المرصصين المؤهلين الذين ينشطون فعليا عبر الولاية، رغم أهمية هذه الحرفة خاصة في ما يتعلق بالتقليل من حوادث الاختناق بالغاز، التي يقول مرصصون إن “دخلاء” على هذه المهنة، من أهم مسبباتها.
و خلال اليوم التحسيسي حول مخاطر الغاز المنظم  على مستوى دار الثقافة مالك حداد من طرف مديرية سونلغاز و الحماية المدنية و بمشاركة غرفة الصناعات التقليدية و الحرف و بعض المختصين في الترصيص، أكد نائب رئيس الغرفة خالد حواس أن عدد المسجلين في هذا التخصص بلغ 1003 حرفي، لكن الغرفة عاجزة لحد اليوم عن إحصاء الممارسين الفعليين لأن نشاطهم متنقل و لا يتطلب محلا قارا، ما يصعب من مهام أعوان الرقابة.
و كشف المتدخل عن مشروع لاستحداث نافذة إشهارية عبر الموقع الالكتروني للهيئة، تحمل أرقام هواتف المرصصين عبر كل بلدية، خاصة و أن الغرفة استطاعت ضبط قائمة 150 مرصصا بأرقام هواتفهم، مضيفا بأنه سيتم التأكد فعليا من ممارستهم لهذا النشاط، كما ذكر أن الهدف من النافذة الإشهارية الإلكترونية هو تسهيل عملية إيجاد مرصص محترف من قبل المواطنين من جهة، و الحد من ظاهرة انتشار المهنيين  غير النظاميين لتقليل من مخاطر الاختناقات الغازية.
من جهته شدد مهندس الأمان بمؤسسة سونلغاز كمال شرفي، على ضرورة التزام  المرصصين بأخلاقيات ممارسة المهنة  للتقليل من حوادث الاختناقات الغازية التي تحولت إلى هاجس يؤرق المواطن و الدولة على حد سواء،  داعيا إلى ضرورة تجاوز العلاقة التجارية بين المرصص و المواطن و خلق صلة وطيدة مبنية على الثقة و النصح، فلا يجب على الحرفي، حسب المتحدث، التقيد في كل الأحوال بمطالب الزبون الذي يهتم غالبا بالجانب المادي و كذا الجمالي لمنزله على حساب أمنه و سلامته.
و في هذا الصدد أكد النقيب سمير بن حرز الله عن الحماية المدنية، أن هناك انتشارا كبيرا لظاهرة الربط الخاطئ  و العشوائي في كل أنواع التوصيلات و في مقدمتها الغازية، إلى جانب الاستعمال المفرط لبعض المواد المحظورة في عمليات التوصيل كالأنابيب البلاستيكية و التي تكون وراء حوادث الاختناقات التي تعرف تزايدا كبيرا من سنة لأخرى، كما أن عدد ضحاياها ارتفع بشكل كبير، حسبما تؤكده الإحصائيات، فبينما لم تسجل الولاية أية حالة وفاة سنة 2014، فيما بلغ عدد الوفيات جراء الاختناق بغاز أحادي أكسيد الكربون العام الفارط، 10 وفيات، إضافة إلى 7 حالات خلال الإحدى عشر  شهرا الماضية من السنة الجارية، و هي حصيلة أكد النقيب أنها قد ترتفع  إلى غاية نهاية السنة، كما تطرق إلى تزايد عدد المصابين بالاختناقات من 145 شخصا تم إسعافه خلال سنة 2018، إلى 241  شخصا أسعف من بداية 2019 إلى غاية 14 ديسمبر الجاري و هو رقم معتبر.
من جانبهم أكد بعض المرصصين ممن حضروا فعاليات اليوم التحسيسي، أن المهنة تعرف فوضى كبيرة ما أدى بشكل كبير إلى ظهور دخلاء عليها، و ذلك لعدم التطبيق الفعلي لدفتر الشروط الضابط لنشاط المرصصين من جهة و غياب الجانب الرقابي لتنظيم هذه الحرفة، و هو ما تسبب في ارتفاع ضحايا الاختناقات الغازية على أن اعتبار المرصص و كذا الزبون أهم حلقة في العملية.
كما أكدت المكلفة بالإعلام على مستوى مؤسسة امتياز للكهرباء و الغاز بقسنطينة، وهيبة تاخريست أن إشراك المرصصين  في هذا اليوم التحسيسي يهدف كمبادرة أولى، إلى الاستماع إليهم و نقل انشغالاتهم و التعرف عن كثب على واقع هذه المهنة، بغرض السعي للتقليل من مخاطر الاختناقات، مشيرة إلى الاستمرار في الحملات التوعوية التي شملت المدارس و مراكز التكوين و عمليات طرق الأبواب التي استهدفت منذ بداية السنة 5 آلاف زبون عبر مختلف البلديات.    

  هيبة عزيون

الرجوع إلى الأعلى