بلغت إصابات كورونا المسجلة، حسب مديرية الصحة لولاية باتنة، 831 بين المؤكدة مخبريا و المحتملة بالسكانير، فيما تشبعت المصالح المخصصة لاستقبال المرضى، مما استلزم استشفاء الحالات المعقدة فقط، بالإضافة إلى عامل آخر عقد الوضعية، يتمثل في إصابة أطباء و ممرضين و عمال بالسلك الصحي.
و أصبح تفشي فيروس كورونا كوفيد 19، يثير المخاوف بولاية باتنة أكثر من أي وقت مضى، بعد أن باتت الولاية تتصدر المراتب الأولى وطنيا في عدد الإصابات.
انتشار الفيروس عبر 35 بلدية
سجلت مصالح مديرية الصحة لولاية باتنة، تفشيا سريعا لوباء كورونا في الآونة الأخيرة، بعد أن اقتصر بروزه منذ ثلاثة أشهر على مناطق معروفة، على غرار ثنية العابد و أريس و تارشيوين ببلدية تاكسلانت و هي المناطق التي كانت تشكل بؤرا قبل أن يتوسع انتشار الفيروس المستجد عبر 35 بلدية من مجموع 61.
و ذكر مسؤول بمديرية الصحة لـ»النصر»، أن انتشار الفيروس في الظرف الراهن، لم يعد محسوبا على مناطق يمكن تصنيفها كبؤر و قال بأن الفيروس انتشر بسرعة، خاصة بعد تخفيف إجراءات الحجر الصحي و الترخيص بممارسة عديد النشاطات.
كما تشير معطيات و إحصائيات الإصابة بفيروس كورونا، إلى استثناء البلديات الريفية الصغيرة التي لا تحصي كثافة سكانية كبيرة و عكس ذلك، فإن البلديات الكبرى ذات الكثافة السكانية الكبيرة، تعرف ارتفاعا في مؤشر الإصابات، خاصة بكل من مروانة و بريكة و عين التوتة و نقاوس و ثنية العابد و أحصت مصالح مديرية الصحة منذ بداية الجائحة، تسجيل إصابة 831 شخصا بفيروس كورونا كوفيد 19، بينهم 271 حالة مؤكدة مخبريا، فيما تم تشخيص باقي الحالات عن طريق السكانير.
تشبع مصالح الاستشفاء و إصابة 64 شخصا من السلك الطبي  
سجلت المصالح الصحية بولاية باتنة، بالموازاة مع ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا، تشبع المصالح المخصصة لاستقبال المرضى عبر مختلف المؤسسات الاستشفائية، لدرجة اقتصر فيها استقبال المصابين في الآونة الأخيرة على الحالات المعقدة و مما زاد في تأزم الوضع، هو ارتفاع عدد المصابين في صفوف الأطقم الطبية من أطباء و ممرضين و باقي عمال السلك بالقطاع الصحي، حيث بلغ عدد المصابين 64 و أثر تعرض أطباء للإصابة بفيروس كورونا، على سير الخدمات في عدة مصالح استشفائية.
و على الرغم من الإجراءات الاستباقية لمديرية الصحة من أجل استيعاب أكبر عدد ممكن من المرضى المصابين بالفيروس، إلا أن سرعة انتشاره حال دون التكفل بكافة المصابين، فقد تشبعت المصلحة المخصصة لمرضى كوفيد 19 بمستشفى الأمراض الصدرية التي تقدر طاقة استيعابها بـ 120 سريرا و كانت مديرية الصحة بالتنسيق مع السلطات العمومية على هامش زيارة وزير الصحة الأخيرة للولاية، قد رفعت قدرة المصلحة من 70 سريرا إلى 120، بعد صراع بين المختصين حول التوسعة، حيث تم تحويل 40 سريرا من ذات مستشفى الأمراض الصدرية نحو مستشفى الأنف و الأذن و الحنجرة.
و بباقي المؤسسات الاستشفائية، تشبعت أيضا المصالح المخصصة للمصابين بالفيروس، على غرار مستشفى سليمان عميرات ببريكة، الذي خصصت به مصلحة تسع لـ30 سريرا و قد طالبت الأطقم الطبية ببريكة، بتحسين وضعية الإيواء، بعد أن تم تحويلهم للإيواء من فندق خاص نحو بيت الشباب و الإقامة الجامعية، حيث اشتكوا من عدم توفر الشروط الملامة في ظل ارتفاع درجة الحرارة.
استهتار  و مخبران لتحليل 400 عينة يوميا
و عرفت ولاية باتنة حركية ملحوظة منذ تخفيف إجراءات الحجر الصحي، تخللها استهتار من طرف العديد من المواطنين بخصوص الالتزام بإجراءات الوقاية و هو ما وقفت عليه النصر خاصة بالأماكن التي تعرف تجمعات على غرار أسواق الخضر و الفواكه كسوق نواورة و تامشيط، حيث أن الكثير لا يتقيد بوضع الكمامة و على عكس من لم يلتزموا بإجراءات الوقاية، فإن حالة من الخوف و الترقب تسود وسط مواطنين أبدوا تخوفهم من استمرار الأزمة، ما جعلهم يلتزمون بإجراءات الوقاية، فتجدهم في الحافلات يضعون الكمامات و يحافظون على مسافة الأمان.
و ترجع مصالح مديرية الصحة ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا، الذي تزامن مع تخفيف إجراءات الحجر، إلى توفر الولاية على عكس عديد الولايات، على مخبرين لإجراء التحاليل، ما ساهم حسب مدير القطاع في ارتفاع عدد الحالات مقارنة بولايات أخرى، موضحا بأن كلا من المخبر الخاص المرخص لإجراء التحاليل و مخبر مركز مكافحة السرطان، يجريان 400 تحليل يوميا على الحالات المشتبه بها في الولاية، بالإضافة إلى استقبال عينات من ولايات مجاورة، منها بسكرة، خنشلة و سطيف.                  يـاسين عبوبو

الرجوع إلى الأعلى