وجه والي عنابة، جمال الذين بريمي، أمس، انتقادات لمسيري ملبنة الايذوغ العمومية و المختصة في إنتاج الحليب و مشتقاته، بسبب عجزها عن تغطية السوق بكامل المنتجات في ولاية عنابة، مشيرا إلى الطوابير الطويلة التي تُسجل صباحا على مستوى نقاط البيع و محلات المواد الغذائية، ما يزيد في تعقيد حياة سكان الولاية.
و قدر بريمي لدى زيارته للملبنة، نشاط وحداتها بنحو 28 بالمائة من قدراتها الإنتاجية، بالأمر غير المقبول، مطالبا برفع و مضاعفة الإنتاج لتلبية الطلب الكبير على هذه المادة واسعة الاستهلاك و القضاء على الطوابير.
و حسب الشروحات، فإن الملبنة تنتج نحو 100 ألف لتر يوميا، تغطي بها 50 بالمائة فقط من احتياجات السوق، فيما يصل حجم استهلاك الحليب بولاية عنابة، إلى 200 ألف لتر يوميا و رغم وجود ملبنتين تابعتين للخواص، غير أن قدراتهما الإنتاجية ضعيفة لا تغطي احتياجات السوق.
و برر مدير ملبنة الايذوع سبب تقلص إنتاج حليب الأكياس المدعم، إلى عدم تلقي الكمية الكافية من حليب البودرة من الديوان الوطني للحليب، تراجعت في سنة 2020 إلى 587 طنا من البورة المستوردة.
و طرح مسيرو ملبنة الايذوغ، بعض الصعوبات التي أدت إلى تعميق أزمة توزيع الحليب، تتعلق أساسا بعدم احترام الناقلين لمسار التوزيع، حيث وقعت تجاوزات في بعض الأحياء و البلديات، بتغيير سائقين لوجهة شاحنات الحليب، فقامت الملبنة بعد التأكد من التلاعب بالتوزيع، بتوقيف أربعة موزعين عن النشاط.
و في سياق متصل، تعمل مصالح مديرية الفلاحة، على تطبيق الإستراتيجية الجديدة المتعلقة بتقليص استيراد بودرة الحليب و تشجيع إنتاج حليب الأبقار محليا، حيث توجد بعنابة 30 ألف رأس من البقر، جزء منها موجه للتسمين و إنتاج اللحوم الحمراء و في هذا الشأن، طرحت الملبنة مشكل تراجع حجم استقبال حليب الأبقار، بسبب عدم إيفاء المنتجين بالعقود المبرمة معهم، حيث يتم تجميع الحليب و يوجه إلى ملبنات خاصة متعاقدة معهم و ذلك بأسعار تفوق المعتمدة لدى الملبنة العمومية و هي أسباب أدت إلى وقوع خلل في تلبية احتياجات السوق.
في حين يشتكي المواطنون بعنابة في، الأيام الأخيرة، من تذبذب حاد في التموين بمادة حليب الأكياس، التي تعودوا على التزود بها بانتظام من ملبنة الايذوغ التابعة لمجمع جيبلي كل صباح. و ذكر تجار للنصر، أن الكميات التي تصلهم قليلة، حيث انخفضت بنسبة 40 بالمائة و هو ما لا يغطي الطلب الكبير، فبمجرد تسليم حصة المحلات تنفذ في ظرف وجيز، ما يتطلب تنظيم الطوابير لتفادي التدافع تطبيقا للإجراءات الوقائية لمنع انتشار فيروس كورونا، كما أصبحت الكمية المحدودة تنفذ بسرعة، لا يتمكن جميع الزبائن أخد احتياجاتهم.
و أمام ندرة حليب الأكياس العادي، ارتفع الطلب على حليب الأبقار، رغم وجدود فارق في السعر بـ 10 دج، كما يفضل التجار و حتى الموزعون تسويقه لارتفاع هامش الربح، كما يجد بعض المستهلكين، في حليب الأبقار الطبيعي الجودة و النوعية كونه يخضع للمراقبة البيطرية.

و أعطى والي عنابة تعليمات لمصالح مديرية الفلاحة، بإيجاد حلول لتغطية احتياجات السوق بمادة الحليب، عن طريق تنظيم عملية جمع الحليب من المنتجين و عدم تحويلها إلى ولايات أخرى لاستخدامها في الصناعات التحويلية لمشتقات الحليب.
حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى