قررت أمس الأول، المؤسسات الجامعية الثلاث بسطيف تعليق الدراسة حضوريا، إلى غاية تاريخ 29 جانفي المقبل، بعد تسجيل العديد من الحالات الإيجابية بفيروس كورونا وسط الطلبة والأساتذة والموظفين، كما تشهد المؤسسات الاستشفائية العمومية بالولاية منحى تصاعديا كبيرا في عدد الحالات المؤكدة، ما استدعى من الإدارات تكثيف الجهود للرفع من الاستعدادات، لاستقبال المزيد من المرضى في غضون الأيام القادمة.
و وافق بالإجماع أعضاء خلية متابعة سير السنة الجامعية، على إرجاء مواعيد امتحانات السداسي الأول، وتغيير نمط تقديم الدروس في هذه  الفترة من خلال الاتفاق على العودة إلى نظام التعليم عن بعد، وذلك على مستوى جامعات سطيف 1، سطيف 2، و المدرسة العليا للأساتذة بالعلمة.
وأكد رئيس جامعة سطيف 2، البروفيسور الخير قشي، أن قرار تعليق الدراسة جاء بعد اجتماع تنسيقي للمؤسسات الجامعية الثلاث، عقب الإطلاع على حقيقة الوضعية الوبائية وسط الطلبة والأساتذة، مضيفا أنه تقرر تأجيل كل الامتحانات الرسمية المبرمجة بداية من اليوم السبت، وذلك لغاية موعد لاحق سيتم ضبطه من قبل إدارات الكليات والأقسام قبل تاريخ 30 جانفي المقبل.
وقال رئيس جامعة سطيف 2 إنه تقرر تشكيل فريق عمل، مهمته الرئيسية متابعة تطورات الوضع الصحي، خاصة بعد تسجيل الكثير من الحالات الإيجابية المؤكدة وسط الطلبة يومي الأربعاء والخميس الماضيين، ما استوجب -حسب تعبيره- الإسراع في الإعلان عن قرار تعليق الدراسة، حفاظا على السلامة العامة للأسرة الجامعية، لاسيما في ظل تراخي الآلاف من الطلبة في الالتزام بإجراءات البروتوكول الصحي، لاسيما ارتداء الكمامات الطبية في مختلف الفضاءات.
ومن الأرقام التي كشف عنها البروفيسور قشي، تعرض خمسة أطباء في جامعة سطيف 2 إلى إصابات مؤكدة بالفيروس، ما يؤكد -حسب قوله- صعوبة استمرار تقديم الدروس وإجراء الامتحانات بصورة طبيعية في الوقت الراهن.
وأعطت إدارات الجامعات شارة انطلاق عمليات التعقيم، والتي ستمس جميع الأقسام البيداغوجية والمكاتب والإقامات، مع استمرار حملات التلقيح وسط الطلبة والأساتذة والموظفين، لاسيما في ظل توفير مديرية الصحة العدد الكافي من اللقاحات.
من جهة أخرى ذكر مدراء مستشفيات أن عدد الإصابات بكورونا المسجلة في الآونة الأخيرة، ارتفع بشكل جد ملحوظ بسبب التهاون الكبير وسط المواطنين في تطبيق الإجراءات الوقائية، وعلى رأسها عدم ارتداء الكمامات.
ويتواجد حاليا المئات من المصابين بالفيروس، خاصة على مستوى المستشفيات الكبيرة، مثل سعادنة عبد النور بسطيف، صروب الخثير بالعلمة، محمد بوضياف بعين ولمان، و يوسف يعلاوي بعين أزال.
وسجلت الجهات الوصية إصابات وسط الأطقم الطبية والإدارية بالمستشفيات، حيث يبقى التخوف كله من النقص في الطاقم البشري في المؤسسات الصحية، لاسيما في حال تصاعد عدد المصابين في المرحلة المقبلة.
وأكدت بدورها مديرية الصحة، أنه لا توجد حاليا أي أزمة تخص توفير الأكسجين الطبي، لأن جميع المستشفيات الكبيرة بالولاية استفادت مؤخرا من محطات توليد ذاتية، بالإضافة إلى وجود العدد الكافي من القارورات المملوءة بهذه المادة الضرورية في رحلة التعافي من هذا الفيروس.
وجددت اللجنة الولائية المكلفة بمتابعة آخر التطورات الوبائية، دعوتها مئات الآلاف من مواطني سطيف، إلى ضرورة الذهاب نحو مراكز التلقيح لأخذ مختلف الجرعات، لأن ذلك هو السبيل الوحيد للتقليل من عدد الإصابات بهذه الولاية التي تشهد كثافة سكانية كبيرة.
أحمد خليل

الرجوع إلى الأعلى